الکابوس الذي يتخوف منه النظام الايراني وهاجس الخوف والرعب الذي يعاني منه في کل لحظة، هو
تخوفه من إندلاع إنتفاضة شعبية غازبة ضده، وخوف النظام هذا لعدة أسباب من أهمها:
اولا: إن هذه الانتفاضات تتميز بأنها تصبح مع مرور الزمن أقوى من السابق، فکل إنتفاضة أقوى من
التي سبقتها وهذا يعني إن إحتمال إندلاع إنتفاضة لايمکن السيطرة عليها وارد جدا.
ثانيا: تتميز الانتفاضات ومع مرور الزمن بظهور عامل التنظين والانضباط فيها ومن إنها ترتکز على
فکرة ومبدأ أساسي وهو إسقاط النظام وإقامة جمهورية ديمقراطية.
ثالثا: هذه الانتفاضات إندلعت وتندلع أساسا بسبب النضال والمواجهة الفکرية ـ السياسية ـ الاعلامية
للمجلس الوطني للمقاومة الايرانية ضد النظام والتي توفر الارضية والاجواء المعنوية والحماسية
التحفيزية للشعب من أجل الوقوف ضد الظلم والفساد من جراء بقاء وإستمرار هذا النظام.
رابعا: إنتفاضة بعد إنتفاضة، يتوضح أکثر فأکثر تزايد دور وتأثير وحضور المقاومة الايرانية والنظر
إليها بمثابة البديل السياسي ـ الفکري القائم الذي سينهي عهود الدکتاتورية والاستبداد الى الابد وسيجعل
الشعب ينعم بالديمقراطية الحقيقية.
البديل الديمقراطي المجسد لآمال الشعب الايراني والمعبر عن إرادته الحرة الابية، هو وبمعرفة ومبارکة
العالم کله، المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، الذي أبلى بلاءا حسنا في نضاله المرير من أجل إسقاط
هذا النظام الذي ليس سوى کابوس مخيم على الشعب، وهو"أي المجلس"، يقف على بعد خطى من
الانتصار الاکبر الذي ينتظره بإسقاط النظام وإستلام زمام الامور ظافرا في إيران، بل وإن إقرار معظم
الاوساط والمحافل الدولية من إن المقاومة الايرانية صارت تشکل رقما صعبا في المعادلة السياسية
الايرانية وليس بوسع أحد تجاهله أبدا.
النظام الايراني الذي سرق الثورة الايرانية وحرفها عن مسارها الاصلي وجعلها ذات صبغة دينية
بائسة، لم يقف من أعد بوجهها بقوة وحزم قاطع کما فعلت المقاومة الايرانية التي ظلت تواصل نضالها
من خلال نشاطاتها وتحرکاتها واسعة النطاق على مختلف الاصعدة بحيث أثارت وتثير فخر وإعجاب
وإعتزاز ليس الشعب الايراني فقط فحسب وانما جميع القوى المحبة للخير والحرية والسلام، ولذلك فإن
تزايد ليس الحديث بل والثقة الکبيرة به کمنقذ للشعب الايراني من محنته الحالية وقيادته نحو مستقبل
زاهر.
أکثر شئ يٶلم النظام ويرعبه الى أبعد حد هو إنه لايستطيع أبدا من الوقوف بوجه هذا المد العارم مهما
بذل من جهد ومساعي فقد صار کالقدر الذي لامناص منه أبدا وإن الشعب الايراني يعد الايام من أجل
أن يشهد نهاية هذا النظام، خصوصا بعد أن فقد الکثير من مقومات البقاء والاستمرار حتى إنه لم الملفت
للنظر کثيرا أن يبادر جناحا النظام الى التخلي عن خلافاتهما والسعي لکي يتحدا ويتعاونا من أجل
مواجهة خطر السقوط الذي يحدق بالنظام ولکن هيهات ولاسيما بعد أن ظهر واضحا جدا في الانتفاضة
الاخيرة التي إستمرت لأکپر من 6 أشهر عزم وإصرار الشعب والمقاومة الايرانية على إسقاط هذا
النظام وعدم القبول بأي خيار آخر غير ذلك.