بتاريخ ٢٠٠٦/٤/٢٤ كنت في زيارة لصديق في احدى قرى ايطاليا وكنت في بيته نشاهد التلفاز وكان مكتوب بالمانشيت العريض مقتل شخصية إيزيدية على أيادي الغدر والإرهاب في محافظة نينوى ، وعند قراءة الاسم لم اصدق الخبر وأجريت اتصال مع ذوي الفقيد عسى أن يكذبوا الخبر ولكنهم اكدو لي بأن العم حسن نرمو هذا الانسان الطيب المثقف الخدوم قد رحل لقد اغتالوه في وضح النهار .
مَن لا يعرف هذه الشخصية وعلاقتي به رغم فارق السن بيننا كانت مليئة بالود والاحترام، ولسوء الحظ كنت في ذلك اليوم قد سلمت جوازي للتجديد والذي سيدوم تجديده الثلاث اشهر و يغيبني من مشاركة العزاء .
مع كل ذلك الحزن على فراق أبا سردار كان عزائي مع وحدتي وفي الغربة لفراق شخص عزيز يرحمه الخالق ومثواه الجنة ، هكذا هي الحياة تتساقط اوراق العمر مع رحيل كل عزيز ، هكذا الحياة تصبح قاسية مع تقدم العمر .
حسن نرمو درويش من مواليد باعذره في عام ١٩٣٨ ، لم يكمل دراسته الابتدائية بسبب انتقاله من مسقط رأسه الى قرية النصيرية في بداية عام ١٩٥٠ ، أنتمى الى تنظيمات الحزب الديمقراطي الكوردستاني في نهاية الخمسينات مع الكثير من رفاقه الايزيديين حينذاك منهم المرحوم علي جوقي وحسين بابا شيخ وسلو خدر ، في بغداد تعرض للاعتقال والتعذيب قبل ثورة ايلول بسبب نشاطه الحزبي آنذاك ، التحق بثورة ايلول عام ١٩٥١ ، تدرج في العمل والدرجة الحزبية ، انتخب عام ١٩٦٦ للمشاركة في مؤتمر الحزب آنذاك ، ليصبح فيما بعد عضو لجنة محلية الشيخان للحزب الديمقراطي ابان تاسيسها ، عمل في مسؤولية منظمات الحزب في تلكيف والقوش و مريبا بعد اتفاقية آذار عام ١٩٧٠ ، اتُهم من قبل حزب البعث بسبب مواقفه القومية وحتى الدينية اثناء اختطاف فتاة ايزيدية من قبل العرب آنذاك ليصدر امر بالقاء القبض عليه ، بعد نكسة عام ١٩٧٥ لم يقبل على نفسه تسليمه الى سلطات حزب البعث ، بل التحق مع الكثير من رفاقه ليعبروا الحدود الى ايران ، في ايران لم يقبل الذل على نفسه من سلطات الشاه ، بل اتصل بمؤسسي الاتحاد الوطني الكوردستاني برئاسة مام جلال ، ليلتحق بهم عبر تركيا الى سوريا برحلة طويلة ، انتمى الى تنظيمات الاتحاد ليشارك فيما بعد مع رفاقه خلال اكثر من سنة في العمليات العسكرية والسياسية في الجبال ، بقي على مبادئه ليتواصل مع الاتحاد لحين سقوط النظام عام ٢٠٠٣ ليصبح من الكوادر الوطنية المتقدمة في الاتحاد الوطني في نينوى ، بعدها في عام ٢٠٠٥ ترشح لعضوية مجلس محافظة نينوى ليصبح عضوا من كتلة التحالف الكردستاني ، شاء القدر وبسبب الظروف الامنية غير الطبيعية في نينوى ليتعرض الى الاغتيال في ٢٤ / ٤ / ٢٠٠٦ من قبل زمر الارهاب حيث كان في طريقه إلى أجتماع لمجلس المحافظة والذي كان يشغله
( عضوا ً لمجلس محافظة نينوى) بالإضافة إلى عمله في (مركز تنظيمات نينوى للاتحاد الوطني الكوردستاني) ، المعروف عن الشهيد بانه كان من الرعيل الأول من أبناء المكون الايزيدي الذين أنضموا إلى
( الحركة التحررية الكوردستانية )في النصف الثاني من عقد الخمسينات من القرن المنصرم ، حيث بقي طيلة فترة انخراطه في العمل السياسي وانعزاله لفترة قبل سقوط النظام وفيا ً لمبادئه وخادما ً لأبناء جلدته في كل المحافل مدافعا ً عنهم ، ولهذا تم استهدافه من قبل الأيادي الآثمة الذين كانوا المانع من إعلاء أصوات الحق ، هذا ناهيك عن كونه إنساناً وطنيا ً بشهادة العاملين معه في مجلس المحافظة ومنهم حتى التنظيمات الإسلامية .
شكراً للبرلماني السابق حسين حسن نرمو نجل الراحل لتزويدنا بالمعلومات والصور القيمة .
عادل شيخ فرمان