الْبَصْرَةُ سِرُّ الْأَسْرَارِ
وَرَحِيقُ زُهُورِ الْأَفْكَارِ
وَسِلَالٌ تَحْمِلُهَا امْرَأَةٌ
لِلْجَارِ بِتَمْرِ الْقِنْطَارِ
**
رَاحَتْ تُغَنّي “عَلَى شَطِّ الْعَرَبْ تِحْله”
فَصَاحَ صَبٌّ “أغانينا، وعلى البصرةْ”
تَقَاذَفَ الْمَوْجُ صَوْتَيْ عَاشِقَيْنِ هَوَىً
في بَصْرَةِ الْـخَيْرِ:
لِلْعِشَّاقِ لَا حَسْرَةْ
×× إن فعل المناجاة وخاصة ( وقفة على قبر أبي ) تجسد لوحة الحزن والوفاء , الساكن في الأعماق , وخاصة أن الأب الراحل كان ايقونة من الوطنية والانسانية بقلبه الطيب والوفي , وروحه المتشبثة بالوطن , لأنه شرب من ماء دجلة والفرات , وعرف قيمة الوفاء والعهد , وبرع في خصائل التربية الوطنية الزاهية زرعها بكل نقاوة صافية إلى أولاده . مرثية ليس للنحيب والدموع , وإنما تؤكد وفاءها وولائها للعهد الذي رسمه الأب الراحل .
أَبَتَاهُ مَاتَ بِمَوْتِكِ النَّبَأُ الَّذي
أَفْتَى بِأَنَّ الْعِشْقَ فَوْقَ الْمِلَّةْ
**
لَا دَلْوَ يَقْتَرِحُ الْبَرَاعِمَ صِبْيَةً،
تَرْنُو لِكَفِّ فَتًى يُمَوْسِقُ حَقْلَهْ
**
لَا وَحْيَ يَنحَتُ بَيْدَراً،
لَا نَهْرَ، لَا..
وَفَسِيلَةٌ تَجْتَرُّ دَاءَ الْعُزْلَةْ
أَبَتَاهُ مَاتَ بِمَوْتِكِ النَّبَأُ الَّذي
أَفْتَى بِأَنَّ الْعِشْقَ فَوْقَ الْمِلَّةْ
**
لَا دَلْوَ يَقْتَرِحُ الْبَرَاعِمَ صِبْيَةً،
تَرْنُو لِكَفِّ فَتًى يُمَوْسِقُ حَقْلَهْ
**
لَا وَحْيَ يَنحَتُ بَيْدَراً،
لَا نَهْرَ، لَا..
وَفَسِيلَةٌ تَجْتَرُّ دَاءَ الْعُزْلَةْ
× × مجزرة سبايكر , الجرح العراقي الذي لا يشفى إلا بالقصاص من القتلة , فقد راح ضحية الحقد والإرهاب وسموم الطائفية البغيضة , اكثر من 1700 شهيد بعمر الزهور , عندما يوغل الإرهاب الدموي بالابرياء والمدافعين عن الوطن ( كان الشباب في مرحلة التدريب والتجنيد ) هذه الجريمة الكبرى هدفها شق اللحمة الوطنية بين مكونات الشعب , والقصيدة هي محاججة حوارية بين الضحية والقاتل , بالسؤال الكبير : بأي ذنب قتلت ؟؟ وكيف سيكون الحساب العسير للقتلة أمام رب العالمين .
أَبَتَاهُ مَاتَ بِمَوْتِكِ النَّبَأُ الَّذي
أَفْتَى بِأَنَّ الْعِشْقَ فَوْقَ الْمِلَّةْ
**
لَا دَلْوَ يَقْتَرِحُ الْبَرَاعِمَ صِبْيَةً،
تَرْنُو لِكَفِّ فَتًى يُمَوْسِقُ حَقْلَهْ
**
لَا وَحْيَ يَنحَتُ بَيْدَراً،
لَا نَهْرَ، لَا..
وَفَسِيلَةٌ تَجْتَرُّ دَاءَ الْعُزْلَةْ
× × العمر مثل كتاب يتجول في المحطات ليكتب صفحاته , وكل محطة له شكوى وانتظار وشوق وحنين , وذاكرة تتجوال في خواطر الروح , لهذا الجنوبي المعفر بالحب البصراوي , والأرغفة التنور والنخيل والحلوى , تزهو روحه مع الطقوس الجميلة ويداعبها مع أحلامه , بين كل سطر شكوى وصورة امرأة سمراء , وكل خطوة يسير يلاحقه ظل البصرة , يخلق الفرحة من العدم
جمعة عبدالله