الإثنين, ديسمبر 23, 2024
Homeمقالاتمقتل رئيسي ضربة موجعة لم يتوقعها النظام الايراني : منى سالم الجبوري

مقتل رئيسي ضربة موجعة لم يتوقعها النظام الايراني : منى سالم الجبوري

في خضم الاوضاع غير العادية التي يمر بها النظام الايراني ولاسيما في خضم تصاعد الرفض الشعبي
له ومأزقه العويص في تورطه بحرب غزة الدامية، فإن حادثة سقوط مروحية رئيس النظام ابراهيم
رئيسي ومقتله مع مجموعة من المسٶولين، تعتبر بنظر معظم أوساط المراقبين والمحلليين السياسيين
بمثابة ضربة موجعة جدا للنظام ولاسيما وإن النظام برمته وخامنئي بشکل خاص، کانوا يعولون على
رئيسي کثيرا وينتظرون منه أن يساهم بتحسين أوضاع النظام السيئة جدا ويخرجه منها سالما.
النظام الايراني الذي يغرق أساسا في کم هائل من المشاکل والازمات المعقدة ويواجه أوضاعا بالغة
الصعوبة، فإن مقتل رئيسي سينعکس عليه سلبا وسيضيف الکثير من الصعوبة والتعقيد على مسار
الاوضاع وعلى مشاکل وأزمة النظام العامة.
الملفت للنظر إن النظام ومن خلال الجولات التفقدية التي کان رئيسي يقوم بها خلال الآونة الاخيرة،
يسعى من أجل تجميل الصورة القبيحة للنظام بنظر الشعب، ويحاول من خلال ذلك الإيحاء بأن النظام
يعمل جاهدا من أجل تحسين الاوضاع، ولکن مقتله في حادثة سقوط طائرته المروحية قد خيبت آمال
النظام وجعلته مجددا في فوهة المدفع خصوصا وإن النظام يواجه ليس أوضاعا داخلية صعبة بل وحتى
أوضاعا خارجية غير عادية، ومن دون أدنى شك فإن ماذکرته السيدة مريم رجوي، زعيمة المعارضة
الايرانية في تغريدة لها على منصة اکس بهذا المناسبة کان وصفا دقيقا ومعبرا عندما قالت:" أن موت
إبراهيم رئيسي هو ضربة استراتيجية من عيار ثقيل لا يمكن تعويضها لخامنئي ومجمل نظام الإعدامات
والمجازر مع ما يترتب على ذلك من تبعات وأزمات في ظل الاستبداد الديني الذي يحرك المنتفضين.".
مقتل رئيسي ووزير خارجيته في هذه الفترة، تطور سلبي وضربة موجعة جدا لم يکن النظام يتوقعها
وحتى إنها قد جاءت مباغتة ومن المهم التأکيد على إنه ليس من السهل على النظام أن يجد شخصا آخرا
بمستوى رئيسي من حيث تفانيه من أجل النظام وعدم تورعه عن إرتکاب أية جرائم ومهما کانت دموية
من أجل النظام، وحتى إن کونه أحد أعضاء لجنة الموت الرباعية التي قامت بتنفيذ مجزرة صيف عام
1988، بحق 30 ألف سجين سياسي، کافية لتوضيح تماديه في خدمة النظام.
الازمة الحادة التي يواجهها النظام والتي ستتفاقم أکثر بسبب مقتل رئيسي والفراغ الکبير الذي سيترکه
ورائه، ستساهم حتما بإضعاف النظام أکثر وفي نفس الوقت سيساهم برفع معنوية وحماس الشعب
الايراني من أجل مواصلة النضال وحتى مضاعفته من أجل الحرية وإسقاط هذا النظام.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular