الجمعة, سبتمبر 20, 2024
Homeمقالاتتأريخ مشرف في مقارعة الدکتاتورية والقمع : منى سالم الجبوري

تأريخ مشرف في مقارعة الدکتاتورية والقمع : منى سالم الجبوري

مر يوم ال25 من مايس/آيار، الذکرى ال52 لقيام نظام الشاه بتنفيذ حکم الاعدام بمٶسسي منظمة
مجاهدي خلق، محمد حنيف نجاد وسعيد محسن وأصغر بديع زادكان، واثنين من الأعضاء في مركزية
المنظمة، محمود عسكري زاده ورسول مشكين فام. وقد ظن النظام الملکي بأنه ومن خلال تنفيذ هذا
الحکم على هذه النخبة القيادية بأن المنظمة ستنهار ولايبقى لها أثر، تماما کما ظن نظام الخميني بنفس
الاتجاه عندما قام بتنفيذ مجزرة صيف عام 1988، بحق أکثر من 30 سجين سياسي أکثر من 90%
منهم أعضاء في منظمة مجاهدي خلق، لکن المنظمة وفي کلا الحالتين عادت أقوى من السابق وصارت
ندا وبديلا للنظام، وهذا ماجسد حقيقة المواجهة الضارية القائمة بين هذه المنظمة وبين الدکتاتورية
بوجهيها الملکي والديني.
هذه المواجهة الضارية التي دارت وتدور رحاها بين هذين الطرفين، لم تجري على على صعيد واحد
فقط وانما على عدة أصعدة، فهي مواجهة عسکرية وسياسية وفکرية فريدة من نوعها، وعلى الرغم من
عدم التکافٶ في إمکانيات الطرفين وإمتلاك النظام إمکانيات هائلة، إلا أن الذي أدهش العالم کله وأطار
صواب النظام نفسه، هو النجاح المميز للمنظمة في إدارة هذه المواجهة والاستمرار فيها وتحقيق
إنتصارات ومکاسب سياسية وفکرية لم يستطع حتى النظام نفسه عدم الاعتراف بها.
المثير في هذا الصراع هو إن النظام وخلال 45 عاما، دأب بين الفترة والاخرى على إطلاق تصريحات
نارية غريبة من نوعها تشدد على إن منظمة مجاهدي خلق قد إنتهت تماما ولم يعد لها من وجود، وهذه
التصريحات کانت تتزامن وبشکل ملفت للنظر مع نشاطات وتحرکات سياسية وفکرية للمنظمة على
مختلف الاصعدة، والانکى من ذلك إنه وبشکل موازي مع إطلاق تلك التصريحات، کانت هنالك أيضا
تصاعدا في دور وتأثير المنظمة في داخل وخارج إيران، وکأن النظام کان يسعى من أجل إخفاء شمس
الحقيقة بغربال!
بعد إنتفاضة عام 16 سبتمبر 2022، والتي أرعبت النظام وجعلته يتمادى في ممارساته القمعية في
عملية مواجهة الشعب المنتفض وخصوصا بعدما أدرك الدور النوعي لوحدات المقاومة التابعة لمنظمة
مجاهدي خلق من حيث جعل الانتفاضة تدوم لأکثر من 6 أشهر، وبعد أن قام مجلس حقوق الانسان
التابع للأمم المتحدة العام الماضي بتشکيل لجنة لتقصي الحقائق بخصوص الجرائم التي إرتکبها النظام
بحق المنتفضين والتي تم إعتبارها بمثابة جرائم ضد الانسانية، فإن النظام صار يتخوف کثيرا من هذه
المنظمة ويرى فيها أکبر خطر وتهديد قائم ضده وکيف لا وإن مبادئ وقيم الحرية والانسانية قد إقترنت
مع نضال هذه المنظمة والذذ جسدته نکل وضوح في تأريخها المشرف بمقارعة الدکتاتورية والقمع.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular