الخميس, نوفمبر 28, 2024
Homeمقالاتالتجهيل والفساد دعائم دكتاتورية النظام ألثيـوقـراطي : د . عبد علي عوض

التجهيل والفساد دعائم دكتاتورية النظام ألثيـوقـراطي : د . عبد علي عوض

إنَّ تاريخ الشعوب هو عبارة عن عملية تراكمية تحتوي على المؤشرات السلبية ( ألإنهيار والمطبات ) وألإيجابية ( ألنهوض وألإرتقاء) وجميعها مرتبطة بدرجة وعي  العنصر ألأساسي ألا وهو ألإنسان ألذي يعتمد عليه تأثره بألعوامل الداخلية والخارجية، وهنا ألعامل ألوحيد الحاسم لموقف ألفرد هو ” النفعية الذاتية” بما يحصل عليه من مكاسب مادية ومعنوية…. ولذلك نرى جيوش من المنتفعين المطبلين لأولائك أولياء نعمتهم ألذين أغدقوا عليهم  بمختلف العطايا وأصبحوا جيشاً من العبيد لأسيادهم غير آبهين إن بقيت لديهم معايير أخلاقية تحدد بوصلة سلوكهم ألإجتماعي. 
لقد إستفحلت ظاهرة ” الصنمية” – المستمدَة من عبادة ألأصنام في الجاهلية حيث يصنعها ألإنسان بيده ويسجد لها ولاحقاً صارت تلك الظاهرة تسري على طيف واسع من الناس وهذا شأنهم الخاص، لكن فرض قناعاتهم على ألأخرين وبألإكراه صار شيء مألوف، وسبب ذلك يعود إلى غياب ثقافة تقبل ألرأي ألآخر ” إن لم تتفق معي وتتبنى ما أؤمن به فأنت عدوي ويجب أن أزيحك من الوجود بألتصفية ألجسدية! … وعليه نرى ونسمع الكثير من النواعق الغارقون بألفساد وسارقو قوت الشعب ومن أصحاب الدرجات الوظيفية الخاصة يصرخون من أجل إقامة الحكم ألعلوي.
عودة إلى مسألة تراكمية تاريخ الشعوب : إنّ كل حاكم سواء كان فرداً أو حزباً يضع بصماته على فترة إدارته للدولة بكل سلبياتها وإيجابياتها ويجب النظر لها بموضوعية وحيادية ، وكأمثلة للتذكير – ما بعد عام 2003 قام مجموعة من ألرعاع بقطع كف الشاعر أبي نؤاس ألتي يحمل بها ألكأس،  المطالبة بتغيير إسم شارع الرشيد وإزالة تمثال أبي جعفر المنصور ” مؤسس بغداد” ، إطلاق أسماء آل الصدر وآل الحكيم على المستشفيات ألحكومية، تغيير إسم مدينة الثورة إلى مدينة الصدر مع العلم باني تلك المدينة هو الشهيد عبد الكريم قاسم وأحد أسباب قتله هو بناؤه لتلك المدينة و كان يسمّى ” أبو الفقراء” ، فماذا ننتظر من ناكري الجميل!. 
إنّ فرض وتعميم ثقافة ألنوع الواحد مارسه طاغية البعث وإستمرّ إلى ما بعد عام 2003 بشكل سافر. لقد أصبحت ألثقافة ضحيةً تتناهشها مخالب الظلاميين وألإستخفاف بها بدليل أحد قادة القاعدة ” أسعد الهاشمي”  صارَ وزيراً للثقافة، وأحد النواب المتخلفين طالب آنذاك بإلغاء وزارة الثقافة لأنها وزارة زايدة حسب قوله.
تنظر ألبلدان المتقدمة ألمتحضرة ذات الديمقراطيات العريقة إلى الثقافة بكل مشاربها على أنها تمثل واجهة المجتمع ، والشعب الفاقد للثقافة يُعتبَر ميّتاً . 
من الكوارث ألتي يتعرض لها المجتمع العراقي في الظروف الراهنة هي أن أولئك الظلاميون يحرّمون التصوير ويعتبرونه من المحرمات… ولا يدركون أنّ الوثائق الشخصية لكل فرد يجب أن تحمل صورته إضافةً إلى أنّ أرشفة الوثائق التاريخية كلما كانت مدعّمَة بألصوَر تكون أكثر موثوقية
RELATED ARTICLES

1 COMMENT

  1. نفس الشيء يمكن ان يقال عن رفع والغاء تمثال النحات العراقي.. مبدع نصب الحرية.. الفنان جواد سليم.. من عام 2016 بحجة انه غير ملائم ولا يتناسب مع منجزاته تارة.. والتحجج بضيق المكان تارة اخرى.. ومع مرور الزمن تم -نسيانه- ولم يري اعادته لحد الآن .. مع صمت وزارة الاعلام لليوم ..

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular