الثلاثاء, نوفمبر 26, 2024
Homeاراءالى الذين يتلاعبون بقومية الكورد الايزيديين"بمقدور الانسان ان يغير دينه ولكن ليس...

الى الذين يتلاعبون بقومية الكورد الايزيديين”بمقدور الانسان ان يغير دينه ولكن ليس بمقدوره ان يغير قوميته : حسن قوال رشيد

اهتمت الصحف العراقية والكوردستانية ومواقع التواصل الاجتماعي بشكل عام والاعلام الايزيدي على وجه الخصوص بعدة مواضيع تهم الشأن العراقي الداخلي وابرزها موضوع جمع التواقيع في البرلمان العراقي وقيام احد نواب كوتا الايزبدية في البرلمان العراقي بتقديم طلب إلى رئاسة البرلمان لإعداد مشروع «قانون القومية الإيزيدية» والذي اصبح محل جدل لدى الكثيرين من ابناء الديانة الايزيدية حيث هناك من يقول ها نحن ننتظر اكثر من عشرة اعوام من البرلمان العراقي للتصويت على اعتبار ما جرى للايزيديين على أيدي تنظيم الدولة الإسلامية هو إبادة جماعية وأيد هذا المقترح عدة برلمانات عالمية الا ان البرلمان العراقي رفض الاعتراف بها ولماذا يقوم البرلمان العراقي في هذه الفترة الحساسة وقبل شهر من عودة النازحين الايزيديين الى ديارهم من إثارة موضوع القومية لدى الأوسط الايزيدية ونحن على علم يقيم بان الموضوع هو موضوع سياسي صلب يريدون بها تجريد الايزيديين عن كرديتهم وعن كوردستانهم الوطن،
الانتماء القومي لا يتم من خلال التصويت في البرلمانات او بقرارات مسيسة من رؤوساء الجمهورية او الحكومات ولا تشترى بالاموال ولا بالتهديدات المسلحة، بل هو مثل شجرة غرست جذورها عميقا في الارض ولا يتم اقتلاعه الا باقتلاع الجذور، فكيف اذا كانت هذه الجذور قوية ومتجذرة في ارض صلبة كأرض كوردستان ، وقد تغذت كل اغصانها من مياه العين البيضاء(كانيا سپی)وتربة ارض لالش المقدسة (البرات )منذ الاف السنين..
في عام 2010 اصدر المجلس الروحاني الايزيدي بيانا رسميا ، دعا فيها الايزيديون الى المشاركة في التعداد العام للسكان في العراق وكذلك اثبات اصالتهم الكوردية من خلال تثبيت القومية الكوردية للايزبديين وكان للبيان الاثر التاريخي الكبير لدى عامة ابناء الديانة الايزيدية ولكي يدرك المتطفلون والبعثيون الشوفينيون اننا لن نغير قوميتنا وليس بمقدور احد ان يتلاعب بمشاعرنا القومية والوطنية.
لقد اثبت الكورد الايزيديون دائما وابدا بانهم جزء لايتجزء من كوردستانهم وتمسكوا بأرضهم على الرغم من تعرضهم الى العديد من حملات الابادة و المؤامرات الدنيئة لقد وقف الايزيديون مع حركات التحرر الكوردستانية منذ نشأتها وقاوموا الحكومات الرجعية العراقية التي حاولت اقصاء وتهميش الايزيديين خاصة والكورد عامة وعلى الرغم من كل هذا وذلك ظل الايزيديون متمسكون بارضهم ووطنهم كوردستان وتحملوا كل شئ في سبيل البقاء .
ففي عام 1975 اي بعد فشل ثورة ايلول اي بعد الاتفاقية المشؤومة التي وقعت بين شاه ايران وصدام حسين في الجزائر قام النظام البعثي بترحيل وتهجير الايزيدية من قراهم بسبب مواقفهم البطولية مع الثوار البيشمركه ومساندتهم للحركة التحررية الكوردستانية بقيادة المرحوم ملا مصطفى البارزاني وتم اسكان العرب في قرى الايزيدية وتم ترحيل الايزيديين الى صحراء عراء لا ماء ولاسكن وتم مصادرة الاراضي الزراعية ولم يبقى للايزيدية مصدر رزق يعيلون بها عوائلهم الكريمة حيث كانت الزراعة مصدر الرزق الوحيد لديهم وبعد فترة قصيرة من الترحيل قام المجرم عزة ابراهيم الدوري بزيارة الى مجمع مهد حيث كان حينها كان وزيرا للداخلية وقال للحضور الجماهيري “بدلا من الوقوف على الشوارع انا راح اشغلكم خوش شغل “وحينها سأله احد وجهاء مهد سيدي بالنسبة لاراضينا وبيوتنا المصادرة هل هناك ثمة امل باعادتها الينا حيث رد عليه الدوري “حقكم بجيب الملا مصطفى اما اراضيكم وبيوتكم اشترينا بها سلاح ورصاص وقاومنا بها العصاة “وبعدها بدأ بتسجيل الاسماء من اجل تشغيلهم وتم تعين قسم من الايزيدية في بلدية الموصل كمنظفين شوارع في مدينة الموصل وتعيين القسم الاخر من المعوقين وكبار السن ك(فراشين مدارس )او لتنظيف وترتيب حدائق مدبنة الموصل حيث كان الغرض من هذا التعيين كان لاهانة الايزيديين واذلالهم ولكي يقول لاهل الموصل اؤلئك البيشمركه الابطال اصلحوا اليوم خدم لديكم ،بعد التعيين منهم لم يلتزم بهذا العمل وتركه وكانت الشرطة لهم بالمرصاد وتبحث عنه حالهم حال المجرمين وتحضره الى عمله ومن يترك العمل كان نصيبه السجن ,وبهذا العمل المشين حول البعث الانسان الايزيدي من انسان منتج الى انسان مستهلك بحيث كانت منطقة الشيخان من اهم المناطق الانتاجية في محافظة نينوى فكانوا الفلاحين يزرعون محاصيل الحنطة والشعير والحمص والعدس ويصدرونها الى اسواق الموصل وبعدها لم يستطيع الايزيدي ان يترك مهنة الزراعة فقاموا بتأجير اراضيهم الزراعية من العرب وزراعتها بالنصف او بالايجار وراينا المر على ايدهم لفترة اكثر من 28 عاما .
الان وبعد كل هذه المعاناة يحاول اشخاص لايمثلون الى الايزدياتي بصلة اعادتهم الى حضن العرب الشوفينيين اولئك اللذين مصوا من دمائنا طوال ثلاثة عقود فأنا اقول لهم بامكانكم ان تغيروا دينكم ولكن ليس بأمكانكم ان تغيروا قوميتكم وكما نرى عندما دخلت الفتوحات الاسلامية على المنطقة ودخل العديد من الشعوب والقبائل الى الدين الاسلامي لكنهم بقوا محتفظين بقوميتهم كالكورد والترك والفرس وغيرهم لذا اقول لهؤلاء الاقزام ان الكوردية هي لغتنا وقوميتنا وكوردستان هي موطننا الابدي التي لابديل لنا عنه .
ان الايزيديون ليست لديهم اية مشكلة مع القومية فقوميتنا معروفة لدى القاصي والداني ولكننا مهمشون من بعض النواحي الاخرى فاصبح مصير الايزيدية بيد اناس لايمثلون الايزيدية بصلة فكانت لهم الدور البارز في تشتيت الشارع الايزيدي وابعاد الايزيديين عن قوميتهم وعن احزابهم السياسية نتيجة للسياسات الخاطئة التي اتبعها اولئك المسؤولون خاصة بعد حربنا مع تنظيم داعش الارهابي , ان القيادي الناجح هو الذي يستطيع ان يكسب مودة الناس ويقلل من العداء بين الجماهير ويحاول الاقتراب من الجماهير ويحمل همومهم وتطلعاتهم وكلما كثر اخطاء المسؤولين كلما ازداد اعداء القومية .
من خلال دراستنا للميكانيك وقوانين نيوتن والذي ينص( لكل فعل رد فعل مساوي في المقدار ومعاكس له في الاتجاه ) ومن خلال السلبيات الذي تراكمت من قبل الحزب الديمقراطي الكوردستاني وكيفية التعامل مع ملف الايزبديين على مر كل هذه السنين حيث ولدت أفكار مناهضة للقومية وللدين وللحزب وباتت مشروعا يتغذى عليها اعداء كوردستان وقامت بزرع الفتن وتفكيك المجتمع الكوردستاني ليكون لقمة سهلة للوصل إليهم وكلنا نعرف ان نسبة الايزبديين المنتمين إلى صفوف الحزب الديمقراطي الكوردستاني كانت تتجاوز ال ٨٥% اما اليوم فوصلت تلك النسبة الى ١٥% بسبب عدم وجود استراتيجية واضحة للحزب تجاه هذا الملف ..
على القيادة في كوردستان ان تراجع حساباتها وتددق في اختيار الكوادر الحزبية من الايزيديين وابعاد الكوادر التي كانت تعمل ضمن صفوف حزب البعث او من اللذين تعاملوا من الجهات الامنية في زمن صدام لانهم وبسياساتهم الشوفينية سيكثرون من اعداء كوردستان وسيقضون على اهدافنا وعلى منجزات ثورتي ايلول وكولان المباركتين اننا قدمنا التضحيات طوال اكثر من سبعة عقود ولانقبل ان تذهب تلك التضحيات سدى اننا نأمل من القيادة في الحزب الديمقراطي الكوردستاني ان تختار كوادر كفوءة من الايزيديين ممن قدموا التضحيات وناضلوا في سبيل كوردستان سواء في الحزب او في الحكومة او في البرلمان وان يكون الاختيار على أساس الكفاءة لا على الأساس المادي او العشائري او على اياس الفساد الأخلاقي ونتمنى عدم تأنيث المجتمع الايزيدي على أساس المناصب
واخيرا ادعوا الايزيديين على عدم القبول بالمساس بقوميتهم من جهات نصبت نفسها ممثلا عن الايزيديين والوقوف على هذا الامر الخطير وتداعياته السلبية لنا وخاصة انها ستفكك المجتمع الايزبدي ويقسمه الى عدة جهات وهذا ما يتمناه اعداء الايزبدية وكما سنفقد اصدقائنا اننا اليوم بحاجة الى التلاحم ووحدة الكلمة وبناء شنگال وإعادة الحياة اليها بعد اكثر من عشرة سنوات من النزوح ولان المجتمع الايزيدي اصبح منقمسا من اكثر من وقت مضى وعلينا ان نعمل يدا بيد من اجل الاستمرارية وبناء الفرد الايزيدي.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular