السوداني يبلغ زعيم أنصار المرجعية رفضه “الاحتجاجات” و”إقالة المحافظ”
بغداد/ تميم الحسن
اليوم تبدأ اللجنة المشتركة بين الحكومة وفريق حميد الياسري، القيادي في الحشد، بالتدقيق في قضايا الفساد في المثنى بعد لقاء مفاجئ جمع الاخير مع رئيس الحكومة محمد السوداني.
وسيمهل فريق القيادي في الحشد والمقرب من مرجعية النجف، تعهدات الحكومة، اسبوعين قبل العودة مرة اخرى للدعوة الى الاحتجاجات.
ويفترض حزب الدعوة في المثنى، بان خطوة السوداني في لقاء الياسري المعروف بخصومته مع بعض الفصائل، بأنها “احتواء للخطر”.
واعلن الياسري زعيم فصيل انصار المرجعية، على خلفية لقاء السوداني، تأجيل احتجاجات كان من المخطط ان تنطلق غدا الاربعاء في المثنى، وقد تنضم اليها مدن اخرى.
وتعرض الياسري في اليومين الماضيين، الى حملة مضادة على اثر دعوته للتظاهرات، واتهم بدعمه للمحافظ السابق للمثنى الذي ابعد عن المنصب بسبب الفساد.
وكانت عدد من مدن الوسط والجنوب قد تفاعلت مع دعوات الياسري السابقة للاحتجاجات، ومطلبه بتعيين “حاكم عسكري” في المثنى.
ويقول الناشط احمد الوشاح عقب لقاء السوداني – الياسري في اتصال مع (المدى) ان “الحكومة سيكون أمامها أسبوعان لاختبار مدى جدية التعهدات التي أطلقتها بشأن الأوضاع في المثنى، قبل العودة للتصعيد”.
وكشف الياسري عقب لقائه رئيس الوزراء، عن تمويل من الحكومة بـ37 مليار دينار للمحافظة، وسحب جزء من صلاحيات المحافظ في إدارة المشاريع هناك.
الوشاح وهو احد البارزين في احتجاجات تشرين ويدعم حركة الياسري، يشير الى ان “حركة تشرين خلال الايام الاخيرة سيطرت على الإعلام واخافت السلطة والمليشيات لأنها أيدت تظاهرات المثنى”.
واضاف ان “تأجيل التظاهرات المقررة يوم الاربعاء، امر جيد لأننا لن نضمن عدم تعرض المحتجين الى العنف، بالإضافة الى ارتفاع درجات الحرارة”.
وكشف زعيم انصار المرجعية، بعد لقائه السوداني، مساء الاحد، عن غلق المكاتب الاقتصادية في المثنى، واشراف المتظاهرين على المشاريع.
لكن باسم خشان، النائب عن المثنى، شكك في تفاصيل اللقاء من جانب الياسري، وقال بانه “لا يصدق” الكثير مما جاء فيه.
واضاف خشان الذي كان قد عارض دعوة الياسري للاحتجاجات: “لا أصدق أن رئيس مجلس الوزراء قال إنه لن يسمح للمحافظ وأعضاء مجلس المحافظة بالتصرف بالأموال”.
وتابع: “ولا أصدق أنه قال إن ممثلي المتظاهرين في المثنى سوف يشرفون على مشاريع المحافظة (..) لأن الرئيس لا يملك هذه الصلاحية”.
وكان الياسري قد ذكر بانه قدم الى البرلمان “لسحب الثقة من المحافظ ومجلس المحافظة بسبب مخالفات ارتكبوها مع شركات ومقاولين”.
ويدير المحافظة مهند العتابي عن حزب الفضيلة، بعد ان استعاد الحزب المنصب من دولة القانون التي كانت قد سيطرت على المحافظة لسنوات قليلة.
واتهمت منصات مقربة من الاطار التنسيقي الياسري بانه “يدعم احمد منفي” المحافظ السابق الذي أبعده السوداني العام الماضي، بسبب قضايا فساد.
واعتبرت تلك المنصات لقاء الياسري الاخير، برئيس الحكومة بانه “تراجع” من القيادي في الحشد عن مطالبه السابقة.
وكان السوداني قد ذكر في بيان عقب لقاء الياسري بان: “انتقاد ظاهرة الفساد ومواجهتها يجب أن تكون ضمن السياقات الدستورية والقانونية”.
وأوضح السوداني أن “مجالس المحافظات جاءت عن طريق انتخابات خاضها أبناء المحافظة، وأن على الجميع احترام خيارات المواطنين”.
ويعرف على الياسري تصريحاته “النارية” ضد الفريق الشيعي المنضوي الان في “الاطار” والفصائل القريبة من هذه المجموعة.
الياسري قال في صيف 2021 إن “بائعي الولاءات والمتخاذلين لصالح أسيادهم خلف الحدود” هم “خونة” لأنهم “يوالون غير الوطن”، وهو كلام فهم منه الفصائل الموالية لإيران.
واضاف خلال الخطبة التي ألقاها في مدينة الرميثة: “سوف يفتي المفتي خارج الحدود بقتلي وقتلك بتهمة أننا نزعزع الولاء ونهدد هذه الولاءات الورقية الزائفة الزائلة في يوم من الأيام”.
وهاجم زعيم العصائب قيس الخزعلي، انذاك الخطيب في تغريدة ووصفه بـ”القومي الذي يريد الاستئثار بالوطنية”.
واضاف الخزعلي حينها “من العجب أنّ تصدر أمثال هذه التفاهات من شخص معمم وعلى منبر الإمام الحسين، وفي مدينة مثل الرميثة المعروف أهلها بالوعي والثقافة”.
وكان الياسري وثلاثة فصائل اخرى، فيما يعرف بـ”حشد العتبات”، قد اعلنت في 2020 الانفصال عن الحشد الشعبي، والارتباط مباشرة بالقائد العام للقوات المسلحة.
في غضون ذلك يقول رسول ابو حسنة النائب السابق والقيادي في حزب الدعوة في السماوة، ان “الثلاثاء (اليوم) سوف تبدأ اللجان المشتركة بين الحكومة والمتظاهرين للتحقيق في المطالب المرفوعة”.
واشار ابو حسنة الى ان “الحكومة منعت التصعيد لان حدوث هذه الاحتجاجات وتوسعها في المحافظات قد يكون أمرا خطيرا”.