الأحد, نوفمبر 24, 2024
Homeالاخبار والاحداثبعد عقد على محنتهم، إيزيديون يواجهون مستقبلاً غامضاً

بعد عقد على محنتهم، إيزيديون يواجهون مستقبلاً غامضاً

 

تناول تقرير لموقع، ذي ناشنال نيوز، الاخباري استمرار معاناة ايزيديين بعد مرور عشر سنوات على اجتياح تنظيم داعش لمنطقتهم سنجار حيث ما تزال احياءهم وقراهم تقبع تحت الانقاض بغياب خدمات عامة وبنى تحتية خربة في وقت يقول أهالي المنطقة بان عودتهم لمنازلهم ستكون صعبة وانهم يواجهون مستقبلا غامضا. الياس حاجي ، 80 عاما ، شيخ مسن من بين آلاف من أهالي سنجار من الايزيديين الذين هربوا من مناطقهم ومنازلهم عند اجتياح مسلحي تنظيم داعش لمنطقة سنجار في العام 2014 بعد سيطرتهم على نينوى وانتهى بهم الحال في مخيمات نزوح باقليم كردستان وله الرغبة بالعودة لمنزله مع عائلته الواسعة من ثلاثة أبناء وأحفاد ولكن الوضع لم يكن كما يتصور.
يقول حاجي لموقع ذي ناشنال “علينا ان نغادر المخيم ولكن المشكلة هي ان بيتنا غير صالح للسكن وما يزال تعلوه الأنقاض بعد عشر سنوات من مغادرتنا المنطقة ، نحن نخشى من المجهول ، ولهذا سأجلب خيمة معي وننصبها هناك”.
وكان تنظيم داعش الإرهابي قد ارتكب في آب عام 2014 جريمة إبادة جماعية بحق الطائفة الايزيدية بقتل اكثر من 3 آلاف شخص منهم مع اختطاف واستعباد اكثر من 7 آلاف اخرين من نساء وأطفال واخضاعهم للاستعباد الجنسي وزج الأطفال للقتال وحمل السلاح، في وقت ما تزال مقابر جماعية تضم رفات آلاف منهم لم يكشف عنها بعد.
في تشرين الثاني من عام 2015 تمكنت القوات المسلحة العراقية بمعونة فصائل الحشد وقوات محلية ايزيدية وبدعم من التحالف الدولي من استرجاع سنجار وما يحيط بها من بلدات قرى ، وبعد مرور عشر سنوات تقريبا ما تزال منطقة سنجار والقرى التابعة لها تقبع تحت الأنقاض وان قرار العودة لها قرار صعب بالنسبة لكثير منهم ، حيث تخلو مناطقهم من خدمات عامة واعمار مع عدم توفر فرص عمل ومقومات عيش مستقر.
وكانت الحكومة العراقية قد قررت اغلاق مخيمات النزوح في تموز المقبل وتشجيع نزلاء المخيمات بالرجوع لمناطقهم بعد ان أصبحت أكثر أمانا الان، مع منحهم مبلغ 4 ملايين دينار وأجهزة منزلية وتجهيزات مساعدة.
يقول الرجل المسن حاجي ” هذا المبلغ لا يكفي لاعادة بناء منزلنا ولا حتى لتغطية شراء مواد غذائية وحاجيات منزلية أخرى. ليست لدينا مرتبات حكومية ولا أي مصدر دخل آخر”.
المتحدث باسم وزارة الهجرة والمهجرين، علي جهاكير، قال لموقع ذي ناشنال نيوز ان قرار غلق المخيمات يشمل 23 مخيم يضم تقريبا 30 ألف عائلة من مناطق مختلفة . يقول المتحدث جهاكير ” هنالك نازحون متوجهون الى بيوتهم ومناطقهم، ولكن عودتهم لا ترقى الى مستوى الطموح ” مشيرا الى ان 2,000 الفين عائلة فقط غادرت المخيمات لحد الان.
رغم ان طموح الحكومة بغلق ملف النزوح يعد نقطة مهمة لمرحلة التعافي من تبعات الحرب المدمرة مع داعش بعد الحاق الهزيمة به ، فانه قد قوبل بمشاعر خليطة ما بين الترحيب والخوف من المجهول بالنسبة للنازحين.
كثير منهم يقول انهم راغبين بالعودة ولكن الحقيقة على ارض الواقع تشكل تحديا. كثير من مناطق وسط وشمالي العراق التي كانت تحت سيطرة داعش بضمنها منطقة سنجار ما تزال تحمل جراح وآثار الحرب مع تحطم بناها التحتية وغياب الخدمات فيها مع وجود تحديات امنية وعدم استقرار. سيروان خدر ، 29 عام من أهالي سنجار الذي يدير متجر صغير داخل مخيم ، يقول ” بالطبع ان المعيشة في المخيم صعبة وجميعنا له رغبة بالعودة لبيوتنا و مناطقنا ، ولكن المنحة المالية قليلة لا تعيننا على العودة ، وعليهم ان يعيدوا النظر فيها”. وقال خدر ان بيته المحطم والمتضرر في سنجار والذي تبلغ مساحته 120 مترا مربعا والذي كان يأوي 8 افراد من عائلته سابقا يتطلب إعادة تأهيله واعماره 12 مليون دينار على اقل تقدير.
ناوزاد الحاجي ، 37 عام ايزيدي آخر مقيم في مخيم شاريا للنازحين في محافظة دهوك ، يقول انه ليس لديه رغبة بالعودة بسبب بيتهم المحطم.
يقول ناوزاد ، وهو من قرية القحطانية خارج منطقة سنجار ” نحن لن نعود ، نصف بيتنا المبني من الحجر والطين قد احترق ، وابواب وشبابيك النصف الاخر قد سرقت ولهذا فليست لدينا إمكانية ان نعود للعيش فيه”. ويتذكر كيف انه قضى ليلة مؤخرا في القرية وما شاهده هناك. ويضيف قائلا “لقد كانت ليلة مرعبة حيث لا توجد كهرباء والوضع الأمني فيها هش بسبب تواجد فصائل مسلحة من عدة اطراف ، نحن ناس فقراء ولا نستطيع الشعور بالأمن بينهم”. مشيرا إلى انه قد يفكر بالانتقال للعيش في إقليم كردستان واستئجار بيت صغير هناك.
وكانت منظمة، هيومان رايتس ووتش ، قد ذكرت في تقرير لها الشهر الماضي بان منطقة سنجار ما تزال غير آمنة وتفتقر لخدمات اجتماعية مناسبة وفرص عمل تجعل الحياة المعيشية صعبة بالنسبة لآلاف من النازحين الذين قد يعودون لمناطقهم قريبا، مشيرة الى ان مستشفى سنجار العام ما يزال متضررا ومهملا في وقت يعمل في الكادر الطبي في مكان بديل مؤقت.
وأضافت المنظمة في تقريرها انه من بين 206 مدرسة كانت موجودة قبل العام 2014، فان 86 مدرسة فقط تعمل الان ولكن بأعداد طلاب فوق طاقتها الاستيعابية مع شحة بعدد المدرسين.

  • عن ذي ناشنال نيوز
  •  ترجمة / حامد أحمد
RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular