في مؤشر على الرياح المعاكسة التي تواجهها كييف في الحصول على الدعم، قاطع نواب من حزبي اليمين المتشدد الألماني “البديل من أجل ألمانيا” AfD واليسار المتشدد “تحالف سارة فاغنكنشت” BSW خطاب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمام البرلمان الألماني.
وحذّر زيلينسكي من أن موقف الأحزاب المؤيدة للكرملين يمثّل تهديداً يتجاوز حدود أوكرانيا. وقال “يبدو لي أن الأهم هو أن الناس لم يختاروا الخطاب الشعبوي المؤيد لروسيا. لكن الخطاب الراديكالي المؤيد لروسيا خطر بالنسبة لبلدانكم”.
وأفاد الرئيسان المشاركان لـ”البديل من أجل ألمانيا” بأن الحزب “يرفض الاستماع إلى متحدّث يرتدي بزّات عسكرية”. وأكد تينو شروبالا وأليس فايدل أن “أوكرانيا لا تحتاج إلى رئيس حرب الآن. تحتاج إلى رئيس سلام مستعد للتفاوض”، مضيفين بأن نواب “البديل من أجل ألمانيا” قرروا بالتالي ترك مقاعدهم فارغة في البوندستاغ (مجلس النواب) الثلاثاء.
ومن جانبه، انتقد المستشار الألماني أولاف شولتس مقاطعة حزب “البديل من أجل ألمانيا” وحزب “تحالف سارا فاغنكنشت” للكلمة التي ألقاها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البرلمان الألماني اليوم الثلاثاء (11 يونيو/ حزيران 2024).
وفي تصريحات للقناة الأولى بالتلفزيون الألماني “ايه آر دي”، قال متحدث باسم الحكومة الألمانية مساء اليوم إن هذا السلوك يعد من قبيل “عدم الاحترام”. ونوه المتحدث إلى أن المستشار الألماني “انزعج بشدة لكنه لم يتفاجأ” من هذا السلوك.
وحقق الحزبان مكاسب كبيرة في الانتخابات الأوروبية الأحد؛ إذ تفوّق “البديل من أجل ألمانيا” على جميع الأحزاب الثلاثة المنضوية في ائتلاف المستشار أولاف شولتس، بينما حصل “تحالف سارة فاغنكنشت”، الجديد على الساحة والذي ركّز حملته على معارضة تسليم الأسلحة لأوكرانيا، على أكثر من ستة في المئة من الأصوات. وأثارت المكاسب التي حققها اليمين المتشدد ليس في ألمانيا فحسب، بل في مختلف أنحاء الاتحاد الأوروبي، مخاوف حيال مستقبل الدعم الغربي لأوكرانيا.
مؤتمر إعادة إعمار ومؤتمر السلام
وقبيل مؤتمر للسلام في أوكرانيا ستستضيفه سويسرا ولم تدعَ روسيا إليه، تؤكد أحزاب مثل “البديل من أجل ألمانيا” على رسالة مفادها بأن استراتيجية الغرب الحالية القائمة على تسليح أوكرانيا لن تؤدي إلى وضع حد للقتال.
لكن أولاف شولتس تعهّد أثناء مؤتمر إعادة بناء أوكرانيا في برلين اليوم الثلاثاء عدم التراجع عن دعم كييف. وحضّ حلفاء بلاده على المسارعة في تقديم أنظمة دفاع جوي لأوكرانيا لمساعدتها على التصدي للصواريخ الروسية وشدد على أنه لن يُسمح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالانتصار في الحرب. وقال “لن يكون هناك انتصار عسكري ولا سلام مفروض”، مضيفاً بأن على بوتين أن “يضع حداً لحملته الوحشية ويسحب قواته”.
وفي وقت باتت الحرب عند منعطف خطر، يكثّف زيلينسكي تحرّكه الدبلوماسي سعياً للحصول على الدعم. وبعد برلين، يتوجّه للمشاركة في قمة مجموعة السبع في جنوب إيطاليا التي سيحضرها قادة بينهم الرئيس الأمريكي جو بايدن. يأمل قادة مجموعة السبع التوصل إلى اتفاق على استخدام الأرباح من الفوائد المترتبة على أصول مجمّدة تابعة للبنك المركزي الروسي بقيمة 325 مليار دولار لدعم كييف.
وبعد اجتماع مجموعة السبع، ينتقل زيلينسكي إلى سويسرا من أجل قمة للسلام اعتباراً من السبت، سيحضرها ممثلون عن حوالى 90 دولة ومنظمة دولية. وما زالت نتيجة القمة التي تم تنظيمها بطلب من أوكرانيا غير مؤكدة، رغم أن سويسرا تأمل بأن تخرج ببيان ختامي مشترك. لكن الكرملين أكد مراراً بأنه لن يشارك في أي مفاوضات ما لم تقبل كييف بضم موسكو لحوالي 20 في المئة من الأراضي الأوكرانية، وهي المساحة التي تحتلها روسيا حالياً.
كذلك، ستتغيّب الصين، حليفة موسكو الأبرز، عن المؤتمر رغم الجهود الدبلوماسية الرامية لإقناعها بالمشاركة.
خ.س/ص.ش (د ب أ)