منذ 45 عاما والقادة والمسٶولون في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، يعيشون وهما يريدون بکل
مافي وسعهم من أجل جعله حقيقة وأمرا واقعا وهم من فرط ولعهم وشغفهم غير المحدود بهذا الامر
فإنهم لا يتوانون في وصف الکذب بالحقيقة والخداع والدناءة بالفضيلة!
هذا الوهم هو القضاء المبرم على منظمة مجاهدي خلق وجعلها أثرا بعد عين کما يتمنون وهو نفس
الوهم الذي عاشه سلفهم نظام الشاه وتصور بأنه قد جعله حقيقة بعد أن قام بتنفيذ حکم الاعدام بالکوکبة
القيادية للمنظمة وظن إنها قد إنتهت لکنها عادت أقوى من السابق وهي التي جعلت نظام الشاه أثرا بعد
عين!
لا يکاد يمر عام إلا ويقوم النظام الايراني ببذل مابوسعه من أجل جعل وهمه حقيقة، ومن کثرة ما قد
إدعاه بأنه قد قضى على منظمة مجاهدي خلق أو سدد لها ضربة لن تقوم لها من بعدها قائمة، فإنه أصبح
موضع سخرية وتندر من جانب الشعب الايراني خصوصا وإنه وبعد إعلانه لهکذا خبر واه وعار عن
الصحة يعود بنفسه ليتهم المنظمة ليس بإرتکاب هجمة أو تنفيذ عملية ثورية محددة ضده وإنما يتهمها
بقيادة إنتفاضة جماهيرية عارمة غطت سائر أرجاء إيران!
من هنا، فإن ما قد أفاد به نائب رئيس السلطة القضائية للنظام الايراني بإعلانه:" نرحب باقتحام الشرطة
الفرنسية للمقر الرئيسي لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية. هذه العمليات كانت مرصودة من إيران بشكل
مباشر" والقيام بنشر صور مزيفة لأسلحة وهمية في وسائل الإعلام للفاشية الدينية زعم أنها تم الحصول
عليها من مبنى أنصار المقاومة الإيرانية، إنما يکشف مدى تهافت هذا النظام على ممارسة الکذب
والخداع من أجل التغطية على الحقيقة وتزييف واقع الامر، خصوصا وإن الاجراء الذي قامت به
الشرطة الفرنسية تم بشکل روتيني ولم يسفر عن أية نتيجة کتلك التي أعلنها هذا النظام، وهو مايدل على
مدى تعطشه لأي خبر حتى ولو کان کاذب من أجل دق أسفين بين هذه المنظمة المناضلة من أجل
الحرية وبين الشعب الايراني وذلك هو الوهم بعينه، ذلك إن هناك رابطة جدلية قوية جدا بين الطرفين
ولا يمکن أبدا لهکذا مزاعم کاذبة ورخيصة أن تنال منها.
والحقيقة المهمة التي يجب أن نذکرها ونتوقف عندها مليا هي أن سلسلة القصص والأكاذيب التي تنشر
عشية مقاطعة الشعب الإيراني الواسعة للانتخابات المزيفة للنظام الايراني، تظهر فقط حاجة النظام
الماسة لاستعراض زائف للقوة ورفع معنويات عناصره المنهارة، وكذلك الخوف الشديد من مجاهدي
خلق والمقاومة الإيرانية. إذ من الجدير بالذکر هنا إنه قد قاطع 93٪ من الشعب الإيراني الانتخابات
البرلمانية للنظام في مارس الماضي، وفقا للإحصاءات الحكومية. وإن صوت ومطلب الغالبية العظمى
من الشعب الإيراني هو الإطاحة بالاستبداد الديني.