أثار ويثير القرار السويدي المشبوه بإطلاق سراح السفاح حميد نوري، نائب المدعي العام في سجن جوهر دشت أثناء تنفيذ مجزرة إعدام 30 ألف سجينا سياسيا عام 1988، ولاسيما وقد شهد ضده وأمام محکمة سويدية أکثر من 100 شاهد وحکم عليه بالسجن المٶبد، ذلك إن حميد نوري ليس کأي سجين عادي قام بإرتکاب جريمة عادية وإنما هو مجرم ضد الانسانية وشارك في عملية إبادة جماعية ولا يمکن ولا يجوز أبدا إطلاق سراحه وإعادته الى النظام الذي هو بالاصل مرتکب تلك الجريمة ضد الانسانية.
المثير للسخرية والتهکم البالغين هنا، إن البلدان الغربية المکتوية بنار النشاطات المسبوهة للنظام الايراني ولاسيما إختطاف الناس المدنيين وأخذهم کرهائن وإبتزاز الدول الغربية بطرق مختلفة من ضمنها إجبارهم على إطلاق إرهابين وسفاحين کما حصل في حالتي الارهابي أسدالله أسدي والسفاح حميد نوري، هذه البلدان وعوضا عن التصدي لهذا النظام وعدم السماح له بالقيام بهکذا تصرفات غير قانونية ومخالفة لمبادئ حقوق الانسان، فإنها تقوم بمسايرة هذا النظام وترخي له الحبل لکي يتمادى أکثر في خرقه للقوانين الدولية ومباسئ حقوق الانسان.
هذا الاجراء غير المقبول والمرفوض تماما من کل النواحي، واجهه الشعب الايراني بغضب کبير، إذ وردا على هذا العمل الشائن ومن أجل أن يلفتوا نظر الحکومات الغربية ولاسيما الحکومة السويدية التي خضعت لإبتزاز النظام الايراني، فقد نفذ شباب الانتفاضة في إيران سلسلة من العمليات المستهدفة ضد مراكز الجريمة والقمع التابعة للنظام. تسلط هذه الإجراءات الضوء على صمود وشجاعة جيل مصمم على تحدي الإجراءات القمعية للنظام والسعي لتحقيق العدالة للشعب الإيراني.
ضمن هذه العمليات فإنه في طهران العاصمة، نفذ شباب الانتفاضة عمليتين مهمتين. استهدف الأول السلطة القضائية للنظام، وهي أداة رئيسية في إعدام الشباب الإيراني وقمع المعارضة. وهز انفجار مبنى القضاء، ما يرمز إلى هجوم مباشر على آليات سيطرة النظام. وكان للسلطة القضائية، بتوجيه من الولي الفقیة علي خامنئي، دور فعال في تنفيذ عقوبات قاسية ضد المتظاهرين والمعارضين، مما جعلها هدفا رئيسيا لمقاومةالشباب.
واستهدفت العملية الثانية في طهران مركز باسیج التابع للحرس ، القوة الرئيسية للقمع الداخلي للنظام. ويشتهر الحرس الإيراني، وخاصة ذراع الباسيج شبه العسكرية، بدوره في قمع الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد والتجسس على المعارضين. ويمثل الانفجار الذي وقع في هذا الموقع بيانا جريئا ضد أجهزة النظام الأكثر رعبا وقمعا.
وفي كرج استهدف انفجار مبنى آخر للقضاء. وعلى غرار العملية التي جرت في طهران، يؤكد هذا الهجوم على تركيز الشباب على تفكيك الهياكل المسؤولة عن عمليات الإعدام والقمع. لقد كان القضاء في كرج لاعبا مهما في جهود النظام للحفاظ علىسيطرته من خلال الخوف والوحشية، مما جعله هدفا حاسما فيحملة الشباب.
وفي شيراز، استهدف الشباب المتمرد مبنى بلدية معروف بممارسات الفساد والابتزاز. هذا المبنى، الذي يسيطر عليه الموالون للنظام، يبتز الأجور من الفقراء لصالح خامنئي ودائرته الداخلية. ويسلط الانفجار هنا الضوء على الفساد المستشري داخل النظام وتصميم الشباب على فضح هذه المظالم وتحديها.
وبالمثل، في قزوين، استهدف انفجار مبنى بلديا متورطا فيأنشطة فاسدة مماثلة. تؤكد هذه الهجمات في شيراز وقزوين علىالاستراتيجية الأوسع للشباب لتعطيل الشبكات المالية للنظاموفضح استغلاله للشعب الإيراني.
لکن من المهم جدا هنا التذکير والتنويه من إن الرد الاکبر على فضح وکشف وإدانة هذه الصفقة المخزية بإطلاق سراح السفاح حميد نوري، سوف تکون في التجمع السنوي القادم للمقاومة الايرانية في ال29 من الشهر الجاري وفضحها أمام العالم کله.