السبت, يوليو 6, 2024
Homeاخبار عامةزردشتيون "يخفون أمر ديانتهم" في العراق.. لماذا؟

زردشتيون “يخفون أمر ديانتهم” في العراق.. لماذا؟

صورة تعبيرية لأحد معابد أتباع الزردشتية في مدينة مومباي الهندية
صورة تعبيرية لأحد معابد أتباع الزردشتية في مدينة مومباي الهندية

“الكثير من الزردشتيين في العراق يخفون أمر ديانتهم خوفا من اعتبراهم مرتدين، لأنهم مسجلون في السجلات الرسمية كمسلمين”، يقول رئيس ممثلية الزردشتيين في بغداد حيدر عصفور لـ”ارفع صوتك”.

ورغم ورود اسم الزردشتين في الدليل الرسمي العراقي لوزارة الداخلية الصادر سنة 1936 في العهد الملكي تحت اسم “الأقلية المجوسية”، وأعيد ذكرهم في نسخة الدليل عام 1960 في العهد الجمهوري تحت اسم “مجوس زردشتيون”، لكن ذكر اسم هذه الديانة اختفى خلال التعداد السكاني الذي نظم عام 1977 وأصبح في ما بعد محظوراً.

وبدأ الزردشتيون بالظهور مجددا على الساحة عام 2003 بعد تغيير النظام البعثي السابق، ورغم تأكيد الدستور العراقي النافذ في المادة (42) على أن “لكل فرد حرية الفكر والضمير والعقيدة”، إ‘لا أن أتباع الديانة الزردشتية ما زالوا ينتظرون نيل الاعتراف الرسمي من الدولة، من أجل ممارسة طقوسهم بحرية، ونيل حقوقهم.

يضيف عصفور “يعيش الزردشتيون أوضاعاً صعبة للغاية في العراق باستثناء إقليم كردستان، فعدم الاعتراف بهم جعل موضوعهم مربكاً نوعاً ما، وجعل الكثير من الأفراد يترددون في التصريح بأنهم زردشتيون”.

“صحيح أن من يعتنق الزردشتية لا يُلاحق قانونياً، لكن هناك عقوبات شرعية لمن يغير ديانته من الإسلام باعتباره مرتداً وعقوبة المرتد معروفة” يتابع عصفور.

يتواجد الزردشتيون في بغداد منذ عام 2018 وحصلوا على الموافقات لفتح ممثليتهم فيها وتأمين الحماية لها رسمياً عام 2022، لكنهم لا يمتلكون حتى الآن موقد نار (المعبد الزردشتي) لتنظيم الطقوس ومراسم العبادة، لذلك كل من يعتنق الديانة يمارس طقوسه في مكانه الخاص ومنزله.

يشير عصفور إلى أن رئاسة الجمهورية بعثت إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء بكتاب لتخصيص أرض من أجل بناء “موقد نار” قرب مقر الصابئة المندائيين في بغداد، لكن الأمانة العامة لم ترد على الكتاب حتى الآن.

يؤكد رئيس ممثلية الزردشتيين في بغداد على أنهم يعتمدون في تنظيم المراسم والمناسبات وأي تجمعات في بغداد على نفقتهم الخاصة، بينما “غالبية أتباع الديانة لا يمتلكون أي مصدر دخل، لأنهم غير مشمولين بالدرجات الوظيفية المخصصة للمكونات الأخرى في العراق، لعدم الاعتراف بهم رسميا” وفق تعبيره.

يبلغ عدد أتباع الديانة الزردشتية في العراق من دون محافظات إقليم كردستان، أكثر من 5000 نسمة، وبحسب ممثلية الديانة في بغداد يتواجد الزردشتيون في بغداد ومحافظات بابل والنجف ونينوى وكركوك وديالى بأعداد متفاوتة.

هذه الأعداد ستختلف وتكون أكثر مما هي عليه الآن إذا ما حصلت الديانة على الاعتراف الرسمي، كما تقول ممثليتهم.

في السياق نفسه، تقول رئيسة المجلس الزردشتي في شبكة “تحالف الأقليات”، فائزة فؤاد، إن مخاوف أتباع الديانة في العراق واحدة وهي تتمثل في تهديدات “المتطرفين الإسلاميين” على حدّ وصفها.

وتوضح لـ”ارفع صوتك”: “نحن متواجدون في كركوك ولم نواجه حتى الآن أي تهديدات من قبل أي جهة، سوى الحركات الإسلامية، خاصة على صفحات التواصل الاجتماعي التي تنشط عليها”.

وعلى الرغم من تواجد أتباع الديانة الزردشتية في غالبية محافظات العراق خارج إقليم كردستان، إلا أن السلطات العراقية لم تمنح حتى الآن الموافقات لفتح ممثليات للديانة في هذه المحافظات سوى العاصمة بغداد.

في إقليم كردستان، وبحسب ممثلة الديانة الزردشتية في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في حكومة الإقليم، اوات حسام الدين، يبلغ عدد أتباع الديانة نحو 55000 نسمة وينتشرون في مختلف مدن كردستان،

أما تواجدهم الأكبر، فهو في محافظة السليمانية ولديهم موقدا نار هناك، يمارسون فيها مراسمهم الخاصة كعقد القران، لكن طقوس العبادة في الزردشتية تمارس غالبا في الطبيعة.

تضيف اوات “لم يتوفر بعد الوعي اللازم في المجتمع لاستيعاب بعض الديانات، وهذه من المشاكل التي نواجها”، مستدركة “لكن رغم ذلك فإن أعداد معتنقي الزردشتية في زيادة مستمرة، قسم منهم يعلن الأمر والبعض يخفيه”.

RELATED ARTICLES

1 COMMENT

  1. سبب إخفاء هويتهم ليست جديدة إنما مكبوتة عبر 14 عشر قرناً من الفرمانات الماحقة, مثلهم الئيزديون ومثلهم الكاكئيون وأهل الحق وغيرهم من الطوائف الساسانية التي سحقت تحت سيف الإٍسلام , حتى الشيعة كانوا كذلك حتى عهد السفراء الأربعة في 250 هـ, بعد المأمون حيث إعترف بهم مسلمين شيعة , بعد ظهور صلاح الدين والشيخ حسن طائفةٌ منهم في الشمال النائي, إكتسبت إسماً معترف به إسلامياً وهو يزيدي نسبية إلى الخليفة المسلم وهم في الحقيقة داسنيون زردشتيون وحتى اليوم بترددون في الإعتراف بزردشتيتهم لكنهم فعلاً أتباع الشمس هورمزدا والنار المجوسية والثور الكيشي لجمجمي سلطان كاي بريص……. والفضل كل الفضل في الإعتراف بنا علناً هو للمرحوم إسماعيل جول الذي دوّن إسم الئيزديين كدين مستقل في الدستور الذي وضعه الإنكليز مشكورين , ولو كان هناك إسماعيل جول كاكئي أو زردشتي أو أهل الحق لكانت ديانتهم معترف بها في السجلات

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular