في مؤتمر اتحاد الطلبة العراقي العام الذي عقد عام 1959 في قاعة الشعب ببغداد كان الزعيم عبد الكريم قاسم من بين عشرات الشخصيات السياسية والحزبية والاجتماعية التي دعيت للمؤتمر .. وقد انتهزنا هذه الفرصة واستطعت الوصول الى قائد ثورة 14 تموز بصعوبة كبيرة بسبب التزاحم .. قدمت له نفسي باعتباري رئيس اتحاد الطلبة العراقي العام في الموصل.. ورحب بي الزعيم عبد الكريم قاسم وفوراً بدأت الحديث معه وقلت ان هناك تآمرا ضد الجمهورية وضدك بالذات يقوده أمر موقع االموصل العسكري العقيد عبد الوهاب الشواف ويشارك فيه ضباط عسكريون ينتمون لحزب البعث.. واجابني الزعيم قائلاً وما هو دوركم في قمع هذا التآمر….؟ اليس هناك حجارة في الموصل.. عليكم مقاومة الخونة بالحجارة.. قلت له هؤلاء الخونة لديهم الدبابات والمدرعات ومختلف انواع الاسلحة الحديثة كيف لنا ان نقاومهم بالحجارة ؟
افتحوا لنا دورات عسكرية قصيرة لتعلم حمل واستعمال السلاح .. لكنه استمر يصيح بوجهي استعملوا الحجارة وقاوموا الخونه بها.. لكن الشواف اعلن عن مؤامرته وجرى اعتقال العشرات من انصار ثورة تموز والزعيم.. وكنت من بين المعتقلين لكن ضباط وجنود كتيبة الهندسة استطاعوا وخلال قراءة حكم الاعدام بحقنا من تحريرنا من سجن القلعة الحجرية والانضمام الى مناهضي المؤامرة .., واستطعنا تنظيم حركة المقاومة وكنت من ضمن قيادة قمع وملاحقة انصار الشواف وكان موقعي مع بعض قادة المقاومة في غرفة مدير شرطة الموصل .. وبعد منتصف الليل رن الهاتف واخذت سماعة التلفون وقال لي شخص انتظر لحظة الآن الزعيم عبدالکریم قاسم سيتكلم معك وبالفعل تكلم وقال لي من انت ؟ وماذا تعمل في غرفة مدير الشرطة ؟ قلت له انا خليل عبدالعزيز رئيس اتحاد الطلبة ونحن هنا نقود حركة مقاومة مؤامرة الشواف ونقاوم الخونة من بعض العوائل المؤيدة للمتآمرين، لكن الزعيم قال لي يجب ان تسلموا المقر وقيادة المقاومة الى آمر الموقع العسكري الذي عينته الان وهو العقيد حسن عبود .. قلت له لم نرى آمر الموقع الجديد وفوراً بعد تعرفنا عليه سنسلم عملية المقاومة له ، وقاطعني الزعيم بالقول يجب ان تعود الى موقعك في اتحاد الطلبة. واضاف انني احيي المقاومين واقدم لهم الشكر . وبالفعل سلمنا عمليات المقاومة للعقيد حسن عبود وكان متجاوباً ومؤيداً لنا.
بعد قمع المتآمرين وتبدل التوجهات السياسية اصدر الزعيم امرً باعتقال كافة قادة المقاومة والمدافعين عن جمهورية تموز وعنه .. وبعد محاكمات سريعة صدرت احكام الاعدام بحقنا لكنني استطعت الهروب من الاعتقال، وتم الحكم ضدي بالاعدام لانني دافعت عن الزعيم وجمورية 14 تموز . . وعندما استولى البعثيون الخونة على الحكم واسقطوا الجمهورية العراقية بادروا فوراً بقتل الزعيم والضباط الأحرار وكذلك مقاومي مؤامرة الشواف حيث كانوا محكومين وتم اعدامهم .. وانا لحد الآن حي يرزق واقول ان الزعيم عبد الكريم قاسم كان وطنياً لكنه لم يكن رجلاً مبدئيا ولا سياسياً .