السبت, أكتوبر 26, 2024
Homeاراءالمزدية أَو المَزدايَسنية :غازي نَزام

المزدية أَو المَزدايَسنية :غازي نَزام

أستاذ حاجي المحترم تحية طَيبة ، أَنا لَم أَشير الى المانوية في المَقال مطلقاً فالمانوية والمَزدكية مَذهبان متأخران مُنشقان من الزرادشتية ولكل مِنهما أَيدولوجتها الخاصة وهم على نَقيض تام مع الزرادشتية وتَمت مُحاربتهم بقوة  من الديانة الزَردَشتية ، وهو لَيس موضوع البحث أَما بِخصوص المَزدية أَو المَزديسنية  فهي دون شَك أَقدم من الزرادشتية ، ويَعني  ( مَزد  + يَسنا ) أَو ( الأله + القانون ) والحديث عَنهُ يَطول لايمكن معالجتهُ في مقال أَو مقالين أَو حتى كتاب أَو ربما أَكثر ،

فبخصوص المَزدية أَو المزدايسنية المُركبة ،هناك مَزدية حديثة ومَزدية قَديمة ، فالحديثة جائت نسبة الى ( أَهورامزدا ) الزردَشتي أَو أله الشمس ( هور أَو خور + مَزد ) ، والتي تبنتها الديانة الزرادشتية كأله للخير ( أَهورامَزدا ) وهي أَساس ومَصدر التَوحيد كَما ذكرنا مِراراً وتكراراً ، و المَزدية القديمة ، وهي سابقة على الديانة الزردَشتية التي يُمكن أَن يُطلق عليها المَجوسية ( أَو المكوش ) ، ويَقرأ في كتاب ( بندهش ) أَحد أَهم الكتب الزَردَشتية المُقدسة ، أن كلمة مزديَسني ورد في نَص ديني زَردَشتي يَتَحدث عَن مَخلوقات أَهورمزدا وفيهِ كان الدين الجَيد ( لمازديسنياس ) ، أَما عَن مَعنى هذا الأسم  ونسبتهِ ورد في المعجم الفارسي أنها مركبة من ثلاث كلمات ( مه ،  يعني كبير ) و ( مَزدا  يعني العالم الذي لانَظير لَهُ ) ( يَسني  يعني العِبادة ) وكلها تعني عبادة العالم الذي لانظير لَهُ ، وتُطلق على الديانة الزردَشتية لأنها تَتطابق مع ماذَهب اليهِ زرادَشت في دينهِ أَو معتقدهِ ،وورد هذا الأسم في مقام المَدح والثناء لكل مَن يدين بالزرادَشتية وكأنهم وفق هذا المعنى يقولون لغيرهم ! أنهم الشَعب المختار المُفَضل على بَقية الشعوب . وجاء في أحدى آيات الشهادة في الأفستا الزدَشتية هي ( آية ، مزديسنو. آهي ) جاء فيهِ أقرأ وأثبت على مذهب مزديسنا الذي آتى بهِ زَرادشت ( أحْمد  النية الحسنة، أحْمد العَمل الصالح ، أحْمد القَول الخير ) ، وتَعني كلمة ( مزديسنا ) ( آيه  پيمان  دين ) الدين الجيد الصادق والمستقيم الذي أَرسلهُ الله للبشرية ، هذا هو ماجلَبهُ الطاهر زَرادَشت ، دين روح أورمزد ، قانون زردَشت الطاهر صاحب الدين الجيد ، وبِما أَن كلمة يَزد تعني الأله ، وكان هناك يَزدات كثيرة في الديانات الشرقية القديمة ( الهندو أيرانية ) يَزد للقمر ، ويَزد للمطر ، ويَزد للشمس ، ويَزد للنار ، ويَزد للعدل ، وهذا يَعني أن مَزد يَسنا هو الأله الأَكبر لمجموع هذه الآلهات أَو ( اليزدات) والدليل الواضح لذلك هو ماجاء بهِ المستشرق السويدي الشَهير ( نيبرج  ١٩٨٩ ــ ١٩٧٤ ) من أستنتاجلتهِ للتَقويم الفارسي والذي تتَطابق مع الأشارات المَذكورة في المَصادر السريانية والآرامية بأن الألهه الأَعلون أَو العلى للشريعة الساسانية  كانوا (  زروان ـــ أَهورمزد ــ الشمس ، مهر ، ميترا ــ والنار آذر ، وبيدَخت ) دين مَزد يَسن ، الدين المزدي مُجسماٍ ، رُبما ماأَشرنا اليهِ أستاذ حاجي من مَعلومات ومَدلولات لُغوية تَكفي بأن نَقول أن المَزدية أو المزديَسنية هي الديانة التي سَبقت الديانة الزرادشتية ، وأذا بَحثنا في ميثولوجيتها وطقوسها وعناصر تقديسها نرى من الواضح بأنه هناكتَشابه أَوتناص وأحياناً تَطابق مع الديانة الأيزيدية وهي بِحاجة الى بَحث مُعَمَق بعيداً عَن التَعصب والَأهواء .

المعجم الفارسي ص ٢٧٦ ـ محمد التونجي ، عَن البالحث والكاتب خالد السيد محمد غانم

نوري أسماعيل ، الزرادَشتية

آرثر كرستنسن ، تاريخ أيران في عهد الساسانيين

غازي نَزام  / أوكسبورك

٢٦ / أكتوبر /٢٠٢٤

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular