مع عودة دونالد ترامب الى الرئاسة الاميرکية، فإن النظام الايراني وعلى الرغم من التصريحات التي
أدلت بها المتحدثة بإسم رئيس النظام والتي زعمت فيها وبصورة فجة بأن:" انتخاب رئيس الولايات
المتحدة لا علاقة له بنا بشكل مباشر. السياسات العامة للولايات المتحدة وسياسات نظام الجمهورية
الإسلامية هي سياسات ثابتة، وقد تم التخطيط للتوقعات اللازمة مسبقا، ولا يهم من سيكون رئيسا في
الولايات المتحدة”. وأضافت: "العقوبات عززت الكثير من قدراتنا الداخلية، والاقتصاد اليوم لديه القوة
الكافية لمواجهة هذا الأمر"، فإن وسائل إعلام النظام قامت مجددا بإجترار الذکريات المرة التي عانت
من خلالها من الاعوام الاربعة التي کان فيها ترامب رئيسا لأميرکا.
النظام الايراني الذي إستفاد کثيرا من سياسة الاسترضاء الغربية وإستغلها الى أبعد حد، فإن ترامب کان
الوحيد الذي أدرك سقم هذه السياسة ورأى في سياسة الحزم والصرامة التي طالما دعت لها مريم
رجوي، الرئيسة المنتخبة من جانب المقاومة الايراني من أجل التعامل مع النظام الايراني، فإنه وخلال
فترة رئاسته السابقة ضيق الدنيا بما رحبت على النظام بما جعل منه کابوسا کان من الممکن أن يٶثر
على النظام أکثر من ذلك لو تم إنتخابه في إنتخابات الرئاسة للعام 2020.
لماذا ترامب أخطر من السنوات الأربع الماضية؟ هذا هو عنوان لمقال في صحيفة"عصر إيران" في
السادس نوفمبر الجاري، حيث يسخر المقال من الذين يقللون من أهمية هذا التطور بالنسبة للنظام فتقول
بسخرية لاذعة:" يقولون إنه لم يحدث شيء استثنائي! هذا مثل الشخص الذي يقول إن السيول والأمطار
لا فرق بينهما! على مدار السنوات الأربع الماضية، تم تداول عدة أخبار حول نية إيران لاغتيال ترامب،
مما يزيد من موقفه السلبي تجاه إيران" وتضيف وهي تعيد الى الاذهان مرارة فترة رئاسته السابقة
بقولها:" اتخذ ترامب موقفا عدائيا للغاية تجاه إيران خلال فترة رئاسته؛ أولا خرج من الاتفاق النووي،
ثانيا قتل قاسم سليماني، وثالثا خفض مبيعات النفط الإيراني إلى الثلث. ومن جهة أخرى، حاول التدخل
بشكل أقل في المنطقة بشكل مباشر وترك المنطقة لإسرائيل والسعودية… وفي هذه الدورة، بالنظر إلى
زيادة قوته وخبرته من الدورة السابقة، سيزيد ترامب الضغط على إيران بسرعة، وسيؤثر هذا الضغط
من خلال تقليل عائدات النفط في البلاد".
أما صحيفة "اعتماد" وفي السادس من نوفمبر أيضا فإنها وعلى الضد من تصريحات المتحدثة بإسم
بزشکيان، کتبت تقول:" تركيز ترامب على عقوبات الضغط الكبير يمكن أن يؤثر بسرعة على قطاع
النفط الإيراني؛ ولهذا السبب، في حال فوزه في الانتخابات، من المحتمل أن يرتفع سعر الدولار بنسبة
حوالي 10٪. صادرات النفط الإيراني في السنوات الأخيرة عادت إلى مستوى ما قبل العقوبات، بينما
انخفضت صادرات النفط الإيراني خلال رئاسة ترامب إلى أقل من 500 ألف برميل يوميا، مما فرض
ضغطا ثقيلا على قطاع النفط الإيراني".