يمكننا أن نقول بصفة عامة أن الأسلام يتكون من قسمين أساسيين , القسم الأول هو العبادات مثل الصيام والصلاة والحج, والقسم الثاني هو الأحكام مثل قطع يد السارق ورجم وجلد الزناه وغير ذلك , وتتعلق بعض الآحكام بشئون الآسرة من زواج وطلاق ونفقة وحضانة آطفال وغير ذلك , كما تتعلق بعض الآحكام بالمواريث مثل تحديد الورثة ونصيب كل وارث وغير ذلك.
يسعي آعداء الله من الصليبيين والصهاينة وآنظمة الحكم الكافرة التي تحكم معظم الدول العربية والإسلامية إلي القضاء على دين الله وفقا لمخطط مكون من آربعة مراحل:-
المرحلة الأولي:- القضاء علي الإسلام كآحكام في مجال العقوبات ولقد إنتهت هذه المرحلة بالفعل حيث لاتطبق معظم الدول الإسلامية آحكام الحدود والقصاص الإسلامية ولا يتجاوز عدد الدول الإسلامية التي تطبق آحكام الشريعة آصابع اليد الواحدة .
المرحلة الثانية:- القضاء علي الإسلام كآحكام في مجال شئون الآسرة , وهذه المرحلة يجري تنفيذها حاليا ومن الأدوات الأساسية لتنفيذها قوانين الأسرة المتحيزة للنساء والتي تبدل كلام الله ولاتجعل القوامة للرجل بل وتجعل القوامة الفعلية للمرآة ويتم ذلك من ناحية من خلال إستبعاد وتجاهل أحكام الشريعة الإسلامية الي تكفل تحقيق قوامة الرجال علي المرأة , ومن ناحية أخري من خلال تقرير إمتيازات قانونية للمرأة مثل رفع سن حضانة النساء للأطفال أو تقرير حق المرأة في الإحتفاظ بمنزل الزوجية أو زيادة نسبة مايجوز إقتطاعه من مرتب الزوج إستيفاء لنفقة الزوجة والأولاد أو غير ذلك من الإمتيازات والمزايا التي تجعل المرأة في وضع قانوني أقوي من الرجل .
ويستهدف أعداء الله من إستبعاد أحكام الشريعة الإسلامية التي تكفل تحقيق قوامة الرجل ومن منح إمتيازات قانونية للمرأة تجعلها في وضع قانوني أقوي من الرجل إلي تحقيق هدفين أساسيين:-
الهدف الأول :- القضاء علي الإسلام كأحكام في مجال شئون الأسرة فالله تعالي يقول بقوامة الرجال علي النساء وإن للرجال علي النساء درجة وأعداء الإسلام خاصة بعض حكام الدول الإسلامية يتحدون كلام الله ويبدلونه ويجعلون القوامة الفعلية للمرأة.
الهدف الثاني :- إضعاف وإخضاع الرجل المسلم فعندما يصبح الرجل المسلم ضعيفا ذليلا في منزله بفعل قوانين الأسرة المتحيزة للنساء فإنه سوف يصبح ضعيفا ذليلا في الحياة العامة عاجزا عن التصدي للحكام الفاسدين وأنظمة الحكم القمعية , مما يمكن أعداء الله من القضاء الكامل علي الإسلام ومن إحكام سيطرتهم علي الشعوب الإسلامية وإستمرار أنظمة الحكم القمعية العميلة للصلييين وللصهاينة.
وهذه المرحلة الثانية من مراحل مخطط القضاء علي الإسلام والجاري تنفيذها حاليا قد أوشكت علي الإنتهاء إذ أصبحت قوانين الأسرة في معظم الدول الإسلامية تبدل كلام الله وتلغي قوامة الرجل وتجعل المرأة في وضع قانوني أقوي من وضع الرجل .
وتعتبر المرحلة الحالية من مراحل مخطط القضاء علي الإسلام أخطر المراحل لأنه لو تمكن أعداء الله من إستكمالها وأصبح الرجل المسلم ضعيفا ذليلا في منزله وبالتالي في الحياة العامة فسوف يتمكن أعداء الله من إستكمال باقي مراحل مخطط القضاء علي الإسلام دون مقاومة وبسهولة وسرعة .
المرحلة الثالثة :- تتمثل المرحلة الثالثة من مراحل مخطط القضاء علي الإسلام كأحكام في مجال المواريث إذ سوف يتم إلغاء الأنصبة الشرعية وفقا للشريعة الإسلامية , وسوف يتم الإنتقال للمرحلة الثالثة بمجرد الإنتهاء من المرحلة الثانية الجاري تنفيذها حاليا , وسوف
يتم تنفيذ المرحلة الثالثة بسهولة وسرعة ذلك آنه بعد أن يكون قد تم إضعاف وإخضاع الرجل المسلم فلن تكون هناك مقاومة آو رفض
وبالإنتهاء من المرحلة الثالثة فأنه سوف يكون قد تم القضاء علي الإسلام كأحكام بالكامل ولم يعد مطبقا منه شئ , وبعدها سوف يتم الإنتقال للمرحلة الرابعة والأخيرة من مخطط القضاء علي الإسلام .
المرحلة الرابعة :- تتمثل في القضاء علي الإسلام كعبادات مثل الصلاة الصيام والحج .
ويجب ألا يتعجب أحد عندما نقول القضاء علي العبادات فالسند الشرعي لقطع يد السارق وللصلاة والصيام واحد وهو
النص القرآني فإذا كان قد تم إلغاء قطع يد السارق رغم النص القرآني الصريح الذي يقرره فما وجهه العجب في إلغاء الصلاة والصيام رغم النصوص القرآنية الصريحة التي تقررها .
وسوف تم تنفيذ المرحلة الرابعة بسرعة وسهولة ذلك أنه بعد القضاء علي الإسلام كأحكام سوف يصبح الإسلام مغيبا عن حياة المسلم وتتحول العبادات إلي مجرد طقوس مفرغة من أيه مضمون حقيقي , ناهيك عن أن الرجل المسلم سوف يكون قد أصبح ضعيفا ذليلا في
منزله وفي الحياة العامة مما يجعله عاجزا عن مقاومة القضاء علي الإسلام كعبادات
وبالإنتهاء من المرحلة الرابعة فإنه سوف يكون قد تحقق هدف القضاء علي الإسلام بالكامل .
وتجدرالإشارة إلي أن أعداء الله لا يمانعون في الوقت الرهن في أن يقوم المسلمين بأداء العبادات وذلك لإخفاء هدفهم الحقيقي وإلي حين إستكمال عملية إخضاع وإضعاف الرجل المسلم تحسبا لثورة الشعوب الإسلامية إن هي تنبهت لمخطط القضاء علي الإسلام قبل أن يتم إستكمال عملية إخضاع وإضعاف الرجل المسلم , بل وأن الكثير من القائمين علي أنظمة الحكم الكافرة المشاركة في مخطط القضاء علي الإسلام يقومون بأداء العبادات إمعانا في خداع وتضليل الشعوب الإسلامية .
إن أعداء الله من الصليبيين والصهاينة وبعض الحكام الخونة والكفارالعرب والمسلمين يبذلون كل جهدهم لإستكمال مخطط القضاء علي الإسلام , ومن واجب الشعوب العربية والإسلامية أن تواجه هذا المخطط الدنئ وأن تحول دون إستكمال باقي مراحله , والخطوة الأولي لتحقيق ذلك هو أن يتم إعلام وتعريف الشعوب العربية والإسلامية بهذا المخطط الدنئ وتوعيتها بأبعاده الخطيرة .