حالة الاضطراب والتوتر الواضحة الجارية في داخل النظام الايراني من جراء عودة دونالد ترامب
للبيت الابيض وما ينتظر هذا النظام من أربعة أعوام صعبة جدا، تتفاقم أکثر من جراء حالة الخوف
والقلق السائدة لإحتمال إندلاع إنتفاضة نوعية أخرى وهو أمر محتمل ولاسيما وإن الارضية والاجواء
مناسبة لذلك أکثر من أي وقت مضى.
ذکرى إنتفاضة 15 نوفمبر 2019، تمر والاوضاع الاقتصادية والمعيشية مشابهة لها إن لم تکن أسوأ
بکثير مع ملاحظة مهمة وهي إن النظام سيفقد بايدن الذي کان يحرص بصورة وأخرى الى مسايرة
النظام وإسترضائه ويأتي مکانه ترامب الذي لايٶمن بالمسايرة والاسترضاء، وهذا هو ما دعت وتدعو
إليه السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية، وترى فيها حالة إيجابية تساهم
في إذکاء وتفعيل عملية الصراع والمواجهة التي يخوضها الشعب الايراني بقيادة المجلس الوطني
للمقاومة الايرانية من أجل الحرية وإسقاط النظام.
الاجواء السائدة في إيران ولاسيما بعد مرور 100 يوم على مباشرة بزشکيان لمهام منصبه، سيئة أکثر
من أي فترة أخرى، ولاسيما وإن سعر صرف الدولار قد إرتفع من 58 ألف تومان إلى 70 ألف تومان،
مما يعني أن قيمة العملة الوطنية انخفضت بنسبة 20% إضافية. كما ارتفع سعر الخبز، وهو الغذاء
الأساسي أو حتى الوحيد المتبقي على موائد الفقراء، بما لا يقل عن 40%. وشهدت باقي المواد الغذائية،
من منتجات الألبان إلى البقوليات وغيرها، ارتفاعا ملحوظا في الأسعار، فيما كان ارتفاع أسعار السكن
الأكثر كارثية حيث تراوح بين 25% و75%. وبالمثل، ازدادت تكاليف النقل والمياه والكهرباء والغاز
بنسب مماثلة. وهکذا أوضاع تتداعى عنها بالضرورة القهرية حالات من السخط والغضب ضد النظام
ولايمکن کبتها طويلا ولاسيما وإن الشعب يعلم بأن هذا النظام يغامر بمخططاته ونهجه المشبوه على
حساب المصالح العليا لإيران وشعبها.
وإذا ما تصور البعض بأن بزشکيان الذي قام النظام بتنصيبه من أجل إمتصاص مشاعر رفض وکراهية
النظام من جانب الشعب الايراني، فمن المهم جدا بالتنويه هنا إنه وخلال ال100 يوم المنصرمة من
حکم بزشکيان قد تم تنفيذ أکثر 440 حکم إعدام وهو ما يعادل ضعف ما تم تنفيذه خلال نفس فترة
الحکم لسلفه ابراهيم رئيسي، وهو دليل واضح جدا ومٶشر قوي على إن النظام يعمل جاهدا من أجل
ثني الشعب عن مواجهة النظام من خلال خلق أجواء الخوف والرعب، ولکن لايبدو أبدا بأن الامور
ستسير کما يريد النظام، بل إن العالم کله ينتظر بفارغ الصبر ليرى ما يمکن أن يحدث داخل إيران
ولاسيما وإن الشعب يغلي غضبا ضد النظام وإن الاوضاع وصلت الى حد من السوء حتى يمکن فيه
القول بأنها بإنتظار شرارة لتحرق أخضر ويابس النظام!