منذ اندلاع ما يسمى بالربيع العربي, في سوريا في عام 2011، دخلت البلاد في حالة من الفوضى, والصراع المدمر الذي أسفر, عن عدد كبير من القتلى, والمشردين والدمار الشامل.
التحولات العسكرية والسياسية, التي شهدتها سوريا، بالتوازي مع التدخلات الإقليمية والدولية، جعلت الوضع فيها أكثر تعقيدًا وصعوبة اليوم، ورغم محاولات التعافي، لا تزال سوريا تعاني, من تداعيات الحرب التي, أحدثت تحولات جذرية, في جغرافيا وسكان البلاد.
صراعات مستمرة منذ عام 2011, بينما يعلن النظام السوري في السنوات الأخيرة عن استعادة السيطرة على معظم أراضي البلاد، إلا أن عدة مناطق, لا تزال تشهد صراعات مستمرة, أبرز هذه المناطق هي الشمال السوري، الذي يعاني من توترات, بسبب العمليات العسكرية التركية, ضد الميليشيات الكردية, الموالية لحزب العمال الكردستاني(PKK), والمناطق التي تسيطر عليها, قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، والتي تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية, من جهة أخرى، لا يزال هناك وجود, فصائل المقاومة الإسلامية.
خَلَّفَ الربيع العربي تحديات إنسانية, فالحرب خَلَّفَتْ أزمة إنسانية كبيرة, في التاريخ الحديث, أكثر من 13 مليون سوري, اضطروا إلى مغادرة منازلهم، بينما يعيش ملايين في ظروف معيشية قاسية؛ بالإضافة إلى ذلك، يعاني الشعب السوري من نقص حاد, في الخدمات الأساسية, مثل الكهرباء والماء، وانهيار النظام الصحي والتعليم, يضاف إلى ذلك الانهيار الاقتصادي, الذي جعل العمالة المحلية تتدهور بشكل غير مسبوق.
هنا يجب أن لا ننسى, أن التواجد العسكري الدولي, في سوريا كان أحد أبرز العوامل, التي أثرت على تطور الصراع, فالتدخل الخارجي وتواجد القوات الأمريكية والفرنسية, في الشمال الشرقي وسعي تركيا, إلى تحقيق أهدافها, في الشمال الغربي, كان له تأثير كبير, على الجغرافيا السياسية للبلاد.
يعاني الاقتصاد السوري, أزمة خانقة فالعقوبات الدولية, فُرِضَت على النظام السوري، ما أدى لانهيار في البنية التحتية، جعلت إعادة الإعمار عملية صعبة ومعقدة, كما أن سوريا تواجه تحديات كبيرة, في استعادة قدرتها الإنتاجية. في الزراعة والصناعة, ومع استمرار العزلة الدولية، يبقى الاقتصاد في حالة تدهور مستمر، ما ينعكس بشكل سلبي, على حياة المواطنين السوريين.
رغم محاولات الحكومة السورية, إعادة الاستقرار فإن التحديات, السياسية والعسكرية والإنسانية, ما زالت تؤثر بشكل عميق, على حياة السوريين, بالرغم من كل ما جرى, يبقى الشعب السوري, في انتظار تلك اللحظة, التي قد تفتح له آفاقاً جديدة للسلام والإعمار, منذ بداية الأحداث.
تَحَدٍ جديد قد ينسف أمل الشعب السوري؛ فدخول فصائل إرهابية, مدعومة من الجانب التركي, والسيطرة خلال ساعات, على أطراف حلب ومركز البلدة, والسيطرة, على الطرق الخارجية, ما يجعل الأمل في لاستقرار مفقوداً, فماذا بعد ذلك؟