يلاحظ ان الغالبية العظمى من الاحزاب الشيوعية واليسارية في اوربا الشرقية وجمهوريات الاتحاد السوفيتي والبلدان العربية اصبحت اشبه باحزاب مشلولة وضعيفة وضعف دورها ومكانتها في المجتمع البرجوازي؟ .
بعض الدراويش يعزون السبب الرئيس لضعف هذه الاحزاب يعود إلى غياب الاتحاد السوفيتي منذ عام 1991 ولغاية الآن ،والبعض الاخر من الدراويش يعزون السبب الرئيسي يكمن في النظرية الماركسية– اللينيتية…،والقسم الاخر وهم القلة يؤكدون ان القيادات المتنفذة في هذه الاحزاب الشيوعية واليسارية اصبحت متخلفة ناهيك عن ان بعضها قد تحول هو وحزبه إلى احزاب إصلاحية — ليبرالية وتخلت عن النظرية الماركسية اللينيتية وقانونية الصراع الطبقي والاممية البروليتاريا وديكتاتورية البروليتاريا….ولم يبقوا شيء من الفكر الشيوعي ناهيك عن الانقسامات السياسية في هذه الاحزاب بدليل في الاتحاد السوفيتي بعد عام 1991 ظهر نحو 46 حزب شيوعي بعد ان كان حزب واحد الا وهو الحزب الشيوعي السوفيتي وكذلك غالبية البلدان العربية الانقسامات السياسية لا تعد ولا تحصى من خلال وجود عشرات (( الاحزاب الشيوعية)) في البلد الواحد ولعبت العوامل الداخلية والخارجية دورا كبيرا في ذلك.
يلاحظ ان الاحزاب الشيوعية واليسارية في اميركا اللاتينية وفي افريقيا…نشطت وتنشط اليوم ووصل بعضها للسلطة وعبر الطريق السلمي ،الانتخابات وهذا شيء مفرح لجميع الشيوعيين واليساريين في العالم اما في البلدان العربية فإن الاحزاب الشيوعية واليسارية متناحرة بعضها مع البعض الاخر ولعب ويلعب دور الانا والرغبة في القيادة….؟.وهذا ما يريده خصوم الاحزاب الشيوعية واليسارية…؟.
سؤال مشروع ؟. اين يكمن الخلل في الاحزاب الشيوعية واليسارية في البلدان العربية انموذجا حيا وملموسا على ذلك ؟. هل الخلل في النظرية الماركسية اللينينية وقانونية الصراع الطبقي وديكتاتورية البروليتاريا…؟. ام يكمن الخلل في القيادات المتنفذة في هذه الاحزاب الشيوعية واليسارية ، البلدان العربية انموذجا حيا وملموسا على ذلك. ام في مبدأ الزعامة والتقديس والتأليه وضعف المبدئية في العمل او في غياب الديمقراطية والنقد والنقد الذاتي ومبدأ المركزية الديمقراطية…؟.
سؤال مشروع للقيادات في هذه الاحزاب الشيوعية واليسارية في البلدان العربية انموذجا ،
هل تم فهم النظرية الماركسية اللينينية وقانونية الصراع الطبقي وبشكل علمي من قبل قيادات وكادر واعضاء هذه الاحزاب ؟. ام تم التعامل مع النظرية الماركسية اللينينية وقانونية الصراع الطبقي..،بشكل عاطفي بعيداً عن الثوابت المبدئية والوطنية في هذه البلدان العربية ،لماذا هذا الانحسار الجماهيري لهذه الاحزاب الشيوعية واليسارية في البلدان العربية انموذجا ،هل ان القيادات المتنفذة في هذه الاحزاب اصبحت اصلاحية –ليبرالية وتخلت عن النظرية الماركسية اللينينية وقانونية الصراع الطبقي وديكتاتورية البروليتاريا وبسبب ذلك وصلنا إلى ماهو عليه اليوم من وضع كارثي وغير مالوف اليوم،وماذا حصلت هذه القيادات المتنفذة بنهجها التحريفي والانتهازي لاحزابها ؟. لمن ولمصلحة من تم ويتم كل ذلك وغيره ؟.
هل تم تقييم هذا الانحسار الجماهيري والتراجع في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والتنظيمية والايديولوجية من قبل القيادات المتنفذة في هذه الاحزاب ؟. وماذا حصلت هذه الاحزاب من هذا النهج الكارثي والمدمر على الحزب والشعب ؟.
نعتقد ،ان النتيجة الرئيسة التي يمكن ان تذكر هي ان هذه الاحزاب الشيوعية واليسارية ،اصبحت احزاب مشلولة ومريضة سريريا وفقدت استقلاليتها الفكرية والتنظيمية والجماهيرية بدليل في مسرحية الانتخابات البرلمانية فإن اغلب هذه الاحزاب لم تحصل على اي دور في السلطة التشريعية اصلا ويعود ذلك لعدة اسباب ومنها العامل الداخلي لهذه الاحزاب…
ازاء كل ذلك وغيره هل قامت القيادات المتنفذة في هذه الاحزاب مراجعة اسباب هذا التراجع المرعب وفي كافة المجالات السياسية والجماهيرية والفكرية… ؟. وهل ان دورها ومكانتها قد رسم لها وهي تنفذ ما تم رسمه من قبل اعداء الفكر والحزب ،وهل تمت مراجعة وفحص التنظيم من حيث المبدأ والجوهر ومن حيث النوعية الجيدة ،وهل فكرت قيادة هذه الاحزاب من احتمال وجود الاختراق والخيانة في قياداتها من قبل اعداء هذه الاحزاب الشيوعية واليسارية بهدف ترويضها وجعلها احزاب مشلولة وضعيفة وغير فاعلة في المجتمع الطبقي البرجوازي.
ان هذا القضايا المطروحة هي ليست التشكيك في هذه الاحزاب ولكن من حقنا ان نشك في بعض القيادات المتنفذة في هذه الاحزاب الشيوعية واليسارية ومدى ارتباطها بالقوى الخارجية ،لان ما تعانيه الاحزاب الشيوعية واليسارية في اوربا الشرقية وجمهوريات الاتحاد السوفيتي والبلدان العربية يثير القلق والريبة في هذه القيادات المتنفذة في هذه الاحزاب بدليل لم تقوم عمليا بدراسة واقع وافاق عمل احزابها واسباب الضعف الغير مالوف في نشاطها في المجتمع الطبقي البرجوازي.
ان هذا الطرح الموضوعي الملموس ومن نظرة من الداخل يهدف إلى إثارة الموضوع في هذه الاحزاب ومناقشة الخلل وفي كافة المجالات السياسية والاقتصادية والتنظيمية والايديولوجية والجماهيرية….من اجل عودة نشاط هذه الاحزاب الشيوعية واليسارية في هذه البلدان كما كانت في الستينات والسبعينات.،،من القرن الماضي…
وبهذا الخصوص نذكر المخلصين من الشيوعيين واليساريين بوصية زعيم البروليتاريا لينين العظيم (( ان الاحزاب الثورية التي فنيت حتى الآن فنيت لآنها اصيبت بالغرور ولم تستطيع أن ترى اين تكمن قوتها وخافت من التحدث عن نقاط ضعفها اما نحن فلن نفنى لاننا لا نخاف من التحدث عن نقاط ضعفنا وسنتعلم كيف يمكن التغلب على نقاط الضعف…وان الاخلاص والنزاهة في السياسة ما هي الا نتيجة للقوة اما الرياء فهو نتيجة للضعف)).
هناك حقيقة موضوعية وهي ان بعض الاحزاب الشيوعية واليسارية مخترقة من قبل الخصم الايديولوجي لهذه الاحزاب الشيوعية واليسارية وهذا ليس اتهام بل هو واقع بدليل اكبر حزب شيوعي في العالم إلا وهو الحزب الشيوعي السوفيتي تم اختراق قيادته المتمثلة بالخائن والعميل الامبريالي غورباتشوف وياكوفلييف وشفيرنادزه ويلسين المخمور دائما وكرافجوك وغيرهم من خونة الشعب والفكر في الاتحاد السوفيتي وخاصة للمدة 1985–1991 ،اذا تم اختراق قيادة الحزب الشيوعي السوفيتي والذي يملك اقوى جهاز امن الدولة السوفيتية ( كي جي بي) والاستخبارات العسكرية السوفيتية وقوة السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية والاعلامية في الاتحاد السوفيتي ،فهل من المعقول والمنطق ان الغالبية العظمى من الاحزاب الشيوعية واليسارية في البلدان العربية انموذجا غير مخترقة الآن ؟.
. من يحاول او يبرر اوينكر ذلك فهو اما درويش ويقدس ويعبد القيادة المتنفذة في الحزب او هو ليس لديه وعي وحس طبقي وايديولوجي واضح اتجاه حزبه،والنتيجة كارثية لا تليق بعضو حزبي جاهل لا يدرك ولا يحلل ما ذا يحدث لحزبه وماذا يدور من حوله وبهذا الخصوص يشير قائد البروليتاريا لينين العظيم ،ان الخيانة سواء كانت بشكل مخطط لها وبوعي او بسبب الجهل او الغباء فالنتيجة هي خيانة عظمي.والحر تكفيه الاشارة.
ان نشاط الاحزاب الشيوعية واليسارية العالمية يرتبط عمليا بالالتزام والتطبيق المبدع للنظرية الماركسية–اللينيتية وقانونية الصراع الطبقي وديكتاتورية البروليتاريا والتعامل مع الثوابت المبدئية والفكرية وعدم التخلي عن ذلك وكذلك يتطلب فهم وجوهر النظرية الماركسية اللينينية وتطبيقها وفق الظروف والامكانيات المتاحة وان الإبتعاد عن ذلك قد ادى للغالبية العظمى من الاحزاب الشيوعية واليسارية من ان تكون غير فاعلة في المجتمع الطبقي البرجوازي واصبحت بعيدة عن الجماهير الكادحة وخاصة الطبقة العاملة وحلفائها ،كما يلاحظ غياب دور الشباب في التنظيم الحزبي ، كبار السن هم الصفة السائدة في هذه الاحزاب مع الاسف وهذه حقيقة موضوعية واضحة للجميع ولا يمكن انكارها.
تشرين الثاني \2024