الجمعة, يناير 10, 2025
Homeمقالاتلعنة الكوخ المهجور : إبراهيم أمين مؤمن

لعنة الكوخ المهجور : إبراهيم أمين مؤمن

 

في ليلة باردة من ليالي الشتاء، كان خالد يقود سيارته عبر طريق مهجور يمر وسط غابة
كثيفة. كان الظالم يحيط به من كل جانب، والضباب الكثيف يجعل من الصعب رؤية الطريق
أمامه. لم يكن من المفترض أن يسلك هذا الطريق، لكن اختصار المسافة كان مغرًيا.
بينما كان يقود ببطء، الحظ أضواء خافتة تنبعث من بين األشجار على جانب الطريق. بدافع
الفضول، أوقف سيارته ونزل الستكشاف المصدر. سار بخطوات حذرة على األرض
الموحلة، حتى وصل إلى كوخ قديم بدا وكأنه مهجور منذ سنوات. كانت األضواء تنبعث من
نافذته الوحيدة، متراقصة كأنها لهب شموع.
دفع خالد الباب ببطء، وإذا به ُيصدر صريًرا مرعًبا. داخل الكوخ، كانت الجدران مغطاة
برسومات غريبة وأشكال ال يستطيع تفسيرها. على الطاولة الخشبية في المنتصف، كانت
هناك شمعة كبيرة تذوب ببطء بجانب كتاب قديم يبدو وكأنه مخطوطة. عندما اقترب خالد
من الكتاب، الحظ أنه مكتوب بلغة لم يفهمها، لكن الصور التي تزين الصفحات كانت
مرعبة: وجوه مشوهة، كائنات غريبة، وأحداث مروعة.
بينما كان يتفحص الكتاب، شعر بتيار هوائي بارد يمر بجانبه، وكأن شخًصا ما مر به.
استدار بسرعة، لكنه لم يَر أحًدا. فجأة، انطفأت الشمعة، وساد الظالم التام. حاول خالد
إشعال ضوء هاتفه، لكنه لم يعمل. بدأ يسمع همسات خافتة تمأل الكوخ، أصوات غير
مفهومة لكنها كانت تحمل نغمة تهديد واضحة.
أخذ الكتاب وحاول الخروج من الكوخ، لكن الباب الذي دخل منه اختفى، وكأن الجدران
ا تراقبه
ابتلعته. أدرك خالد أنه محاصر. ازدادت الهمسات حدة، وبدأ يشعر وكأن هناك عيوًن
من الظالم. حاول أن يبقى هادًئا، لكن قلبه كان ينبض بجنون.
فجأة، ظهر أمامه رجل عجوز بمالبس رثة ووجه شاحب، كأنه خرج من أعماق الزمن. قال
العجوز بصوت منخفض لكنه واضح: ”ما الذي أتى بك إلى هنا؟ هذا المكان ليس لك“.
تلعثم خالد في الكالم، ثم قال: ”كنت فقط أستكشف، لم أقصد أي ضرر“.
ابتسم العجوز ابتسامة غريبة وقال: ”أخذت ما ال يجب أن تأخذه. اآلن أنت مرتبط بهذا
المكان“.
ا أعلى،
اختفى الرجل فجأة، ووجد خالد نفسه يعود إلى الظالم وحده. بدأ يسمع أصواًت
وبدأت الرسومات على الجدران تتحرك، وكأنها تحاول الخروج من سطحها. أدرك خالد أنه
يجب أن يتخلص من الكتاب. ألقى به على األرض، لكنه لم يتحرك. بدًال من ذلك، بدأ الكتاب
يفتح صفحاته تلقائًيا، وخرج منه دخان أسود كثيف شَّكل هيئة كائن ضخم له عيون حمراء
مشتعلة.

صرخ خالد وحاول الهروب، لكن الكوخ كان يغلق عليه أكثر فأكثر. الكائن بدأ يتحدث بلغة
غير مفهومة، لكن خالد شعر وكأنه ُيطاَلب بالبقاء.
في لحظة يأس، تذكر والعة كانت في جيبه. أشعلها وألقى بها على الكتاب. اندلعت النيران
بسرعة غير طبيعية، وبدأ الكوخ كله يهتز. األصوات اختفت تدريجًيا، والظالم بدأ يتبدد.
أخيًرا، ظهر الباب مرة أخرى.
هرب خالد خارج الكوخ، وركض نحو سيارته بأسرع ما يمكن. عندما استدار ليلقي نظرة
أخيرة، لم يجد الكوخ، وكأنه لم يكن موجوًدا أبًدا.
عاد إلى سيارته وانطلق بعيًدا عن الغابة. لكنه منذ تلك الليلة، كان يشعر دائًما وكأن هناك
عينين تراقبانه من الظل، وأن الكوخ قد يظهر مجدًدا يوًما ما السترداد ما أخذ منه.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular