رفع شعار إسقاط النظام الايراني من قبل المقاومة الايرانية ، لم يکن شعارا تکتيکيا أو مرحليا وانما کان
شعارا إستراتيجيا رفعته عن قناعة تامة بعد أن بحثت في الاوضاع في إيران من کل الجوانب، ولاريب
فإن المقاومة الايرانية کانت کما يبدو ترى ماسيحدث مع مرور الايام في ظل النهج المشبوه الذي يصر
النظام على التمسك به وعدم التخلي عنه وکيف إن هذا النظام سيقود إيران والاوضاع فيها وفي المنطقة
الى طرق مسدودة لايمکن فتحها إلا بإسقاط النظام.
مشکلة الشعب الايراني الاساسية هو هذا النظام والاوضاع السيئة جدا التي يعاني منها بسبب من حکمه
الدکتاتوري، في حين أن مشکلة المنطقة هي هذا النظام بسبب من تدخلاته السافرة فيها من مختلف
الجوانب ومشکلة العالم أيضا هي ظاهرة التطرف والارهاب الذي يمکن إعتبار هذا النظام بٶرته
ومرکزه الاساسي، ولذلك فإن بقاء هذا النظام المشبوه يعني بقاء معظم المشاکل والازمات والاوضاع
السلبية والتهديدات والاخطار المحدقة بسببه، ولذلك فإن شعار إسقاط النظام والذي کان الکثيرون يرون
فيه الکثير من المبالغة والتهويل، فإنه وبعد أن رأى العالم کله مدى رفض وکراهية الشعب الايراني
ونضاله من أجل إسقاطه ووجود مقاومة إيرانية منظمة تعتبر بنظر الاوساط الدولية المرموقة بمثابة بديل
له، وبعد الاحداث والتطورات المتسارعة في المنطقة والعالم والتي شهد العالم فيها سقوط حليف النظام
الايراني في المنطقة نظام الدکتاتور بشار الاسد، فقد جاء اليوم الذي صار الجميع يٶمنون ويثقون بهذا
الشعار.
لو کان أي نظام آخر في العالم قد واجه الهزيمة الشنيعة التي واجهها النظام الايراني بإنهيار أهم مشروع
سياسي ـ فکري ـ عسکري له بالمنطقة ونقصد به جبهته المسماة بجبهة المقاومة والممانعة، فإنه کان
يعلن إنسحابه من الحکم ويقر بفشله، ولکن ولأنه نظام دکتاتوري قمعي من نوعية لا تعود الى هذا
العصر، فإنه يصر على البقاء ويبحث عن طرق وأساليب تتيح له أسباب ليس البقاء فقط وإنما العودة
الى ممارسة نهجه المشبوه، إذ من الخطأ التصور بأن هذا النظام وبإضعافه وهزيمته على مستوى
المنطقة سوف يتخلى عن نهجه المشبوه ويصبح نظاما يمکن التعايش معه، بل إن مجرد بقائه يشکل
خطرا وتهديدا ولذلك يجب أخذ هذه الحقيقة بنظر الاعتبار والاهمية خصوصا وإن الوقت الحالي مناسب
جدا من کل النواحي لکي يعمل المجتمع الدولي بهذا الاتجاه وإن السبيل الى ذلك هو المساعدة على
إجراء عملية التغيير السياسي الجذري في إيران والذي يمتلك کل المقومات اللازمة لذلك، فهناك شعبأ
معبأ رافض للنظام وهناك المجلس الوطني للمقاومة الايرانية الذي يعبر عن کافة أطياف الشعب الايراني
وحتى يعتبر بديلا للنظام، وإن دعم وتإييد نضالهما المشروع ضد هذا النظام وفي ظل الظروف
والاوضاع الحالية سوف يساهم بإسقاط هذا النظام في أسرع وقت ممکن، وإنه إضافة الى أن ذلك ممکن
فإنه يجب القيام به.