يدعي البعض ان الجنوبيين العراقيين عندما جاؤا الى بغداد ؛ جلبوا معهم ( الحلال ) الاغنام ؛ وكأنما بغداد والقرى المحيطة بها كانت تخلو من الحيوانات ؛ وعلى الرغم من هذه الحقيقة او الدعاية التي اطلقوها وصدقوها ؛ حرموا المواطنين من امتلاك الاراضي الواسعة والتي كانت متوفرة , و وزعوا عليهم قطع اراضي لا تتجاوز مساحتها 144 متر فقط , وبرسوم وعلى فترات متعددة ؛ ابتدأت بعهد الزعيم عبد الكريم وانتهت بحكم الاخوين عبد السلام وعبد الرحمن ؛ بينما وزعوا الاراضي التي تقدر مساحاتها بألف متر واكثر الى الكثير من فئات المجتمع الاخرى , فضلا عن توزيع الاراضي الزراعية الكبيرة والكثيرة على الطائفة السنية والمقربين من السلطات وقتذاك ؛ ولا اعتقد ان هنالك عدالة في تلك التوزيعات او انصاف او مساواة بل هي قسمة ضيزى وإجحاف بحق الاغلبية العراقية ؛ ففي الوقت الذي يسكن ثلاثة افراد فقط في بيت مساحته الف متر وتتوفر معه كافة الخدمات البلدية والبنى التحتية ؛ او تعيش عائلة مكونة من خمسة اشخاص لا تفقه من أمر الزراعة او تربية الحيوانات شيئا وسط الاف الهكتارات وبين المراعي الخضراء الواسعة وبقرب الانهار ومصادر المياه ؛ كانت تعيش عوائل مكونة من عشرين فرد في بيوت مساحتها لا تتجاوز المئة متر , او يرعى البعض بالغنم وسط الازقة الضيقة ؛ وهكذا يحرم هؤلاء الذين يتقنون مهنة الزراعة وحرفة الرعي وتربية الحيوانات ؛ بينما يتمتع أولئك بالبيوت الفارهة والاراضي الخصبة الشاسعة ؛ والسبب في ذلك الطائفية والعنصرية المناطقية لا غير ؛ والتي الحقت افدح الاضرار بالأغلبية العراقية والاقتصاد الوطني , نعم قيل ان الزعيم عبد الكريم قد وزع اراضي على الجنوبيين مساحاتها الف متر في منطقة الفضيلية والتي استثمرت من ذلك اليوم والى هذه اللحظة بتربية الحيوانات وتصنيع المنتجات الحيوانية والتي تكاد تغذي بغداد , بمعية مناطق الانتاج الحيواني الاخرى .
والمشكلة ان الكثير من هذه الاراضي الزراعية الشاسعة والتي وزعت على البعض لدواع طائفية مقيتة ابان الحكومات البائدة ؛ استخدمت بعد عام 2003 كمسالخ بشرية واماكن للذبح والقتل , وقواعد للإرهاب والعنف والتخريب ؛ وصدق من قال : ما بني على باطل فهو باطل ؛ وعليه لابد للحكومات العراقية المنتخبة من مراجعة هذا الملف الحساس وتوزيع الاراضي على المواطنين و وفقا للنسب السكانية او لا أقل بالتساوي ؛ ولو كانت هنالك عدالة لقامت الحكومات المنتخبة بتصحيح اخطاء الحكومات الطائفية البائدة والتي كانت توزع الاراضي على مكون واحد معروف , وعلى المقربين من السلطات الغاشمة ؛ بينما كانت تتعمد حرمان الاغلبية من توزيع الاراضي , اذ لم يحصل العراقيون الاصلاء على اراضي من الدولة الا في عهد عبد الكريم فقط وكانت صغيرة المساحة ولا تتماهى مع واقع الاغلبية وقتذاك فضلا عن النظرة المستقبلية وحساب قضية كثرة الانجاب والنمو السكاني ؛ وتعوض الاغلبية العراقية عن حرمانها الطويل , وتعمل على توزيع الاراضي السكنية والزراعية عليها وفي مختلف محافظات الجنوب والوسط والشمال ؛ دعما منها للعدالة الاجتماعية وتقليل الفوارق الطبقية وانعاش الاستقرار الاجتماعي والنمو الاقتصادي .
وكعادة الحكومات العراقية ؛ اذ فاقمت الاحوال السيئة للمواطنين وعملت على التضييق عليهم ؛ وكما قال المثل الشعبي ( جمل الغركان غطه ) فقد طاردت الاجهزة البلدية والشرطة اصحاب المواشي والاغنام , وفرضت الكثير من الاجراءات التي تصعب من عملية انتقال الحيوانات بين المحافظات , ولا تعمل الحكومة على تشجيع هؤلاء من اجل زيادة الانتاج الحيواني للبلد , من خلال توفير المساحات المقدمة من الحكومة لأصحاب الاغنام والمواشي وسائر الحيوانات , وتقديم الدعم لهم , او تشجيعهم على فتح مصانع انتاج المشتقات الحيوانية وتربية الحيوانات وتقديم القروض لهم , وتخصيص اماكن حاصة بهم لبيع وشراء الاغنام والمواشي وغيرها من الحيوانات , وفرض رسوم عالية على الحيوانات المستوردة ومشتاقاتها كي لا تنافس الانتاج الوطني .