في عام 2011، أيام کانت الثورة السورية في ذروتها، وعندما کان هناك ثمة إجماع في مختلف
الاوساط السياسية على إنتصارها وسقوط النظام السوري، فقد رمى النظام الايراني بکل ثقله الى جانب
نظام الدکتاتور بشار الاسد وأمر حزب الله اللبناني بأن يقف أيضا بکل ما في وسعه الى جانب دکتاتور
سوريا، يومها أجمعت التحليلات على إن النظام الايراني يفعل ذلك ليس حبا بالاسد ونظامه وإنما خوفا
على مشروعه في المنطقة وخوفا على نفسه لأنه يعلم بأن سقوط الدکتاتور الاسد مقدمة لسقوطه!
في الثامن من ديسمبر2024، وعندما صحى العالم على سقوط النظام السوري وهروب الدکتاتور الاسد،
فإن الانظار توجهت تلقائيا الى النظام الايراني، وترکت الانظار أکثر على هذا النظام بعد حالى التخبط
التي وقع فيها من جراء ما حصل لحليفه، إذ ظهرت تناقضات واضحة جدا في التصريحات الصادرة من
جانب مسٶولي النظام بما يٶکد ويثبت حالة الخوف والهلع غير العادية التي يعاني منها النظام من جراء
ذلك.
سقوط النظام الايراني لم يعد أمرا مستبعدا ولا مستحيلا کما حاول النظام من خلال لوبياته وأقلامه
المأجورة أن يصورها، بل إنه صار بمثابة أمر حتمي بعد سقوط حليفه الاسد الذي صرف عليه أکثر من
50 مليار دولار من أموال الشعب الايراني المحروم کي لا يسقط، لکن اليوم وبعد سقوط الاسد وما
حصل لوکيليه في غزة ولبنان وإنهيار جبهته المشبوهة التي أقامها من أجل إبعاد شبح السقوط عنه، فإن
العالم کله صار يتحدث عن إمکانية سقوط هذا النظام وعدم إستبعاد ذلك.
بهذا الصدد، فقد علق الجنرال جيمس جونز، مستشار الامن القومي السابق في البيت الابيض على سقوط
نظام الدکتاتور الاسد وآثاره القوية على النظام الايراني، حيث أشار في مؤتمر عقد في مجلس الشيوخ
الأمريكي يوم 11 ديسمبر 2024، بحضور ومشاركة شخصيات أمريكية وأعضاء مجلس الشيوخ من
الحزبين خلال حديثه عن هذا التطور قائلا: "النظام في إيران هو (رأس الأفعى) هذا الأسبوع شهدنا
تغييرا جذريا آخر في النظام السوري. يجب أن نرى ما يعنيه ذلك، ولكن ما يجب أن يدركه الشعب
الإيراني هو أن التغيير في الشرق الأوسط ممكن حقا.".
وأكد الجنرال جيمس جونز أن السبيل العملي لتحقيق "التغيير في الشرق الأوسط" يكمن في دعم المجلس
الوطني للمقاومة الإيرانية وبرنامج السيدة مريم رجوي المكون من 10 مواد، قائلا: “في العام الماضي،
شهدنا في باريس وبرلين مظاهرات قوية لدعم المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وأهدافه، بمشاركة
أمريكيين وكنديين وأوروبيين. وفي برلين، تزامنا، شارك 50 ألف شخص في مسيرة دعما للمجلس
الوطني للمقاومة الإيرانية وقيادة السيدة رجوي. اليوم، يجب أن نلتزم مرة أخرى، كما هو الحال مع
سوريا، بفكرة أن التغيير في إيران قادم. تغيير ديمقراطي واضح يستند إلى 10 مبادئ للسيدة رجوي،
التي أسميها دائما المبادئ الجيفرسونية.”
وفي حديثه، قدم الجنرال جونز خمسة خطوات عملية لدفع عجلة التغيير في إيران:
ـ استمرار توعية وسائل الإعلام الأمريكية والشعب الأمريكي حول المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ،
ما يمثله وما لا يمثله، بالإضافة إلى طموحاته وآماله.
ـ مواصلة حشد الدعم في الكونغرس لإيران حرة وديمقراطية، كما طرحه أعضاء مجلس الشيوخ
الحاضرون هنا.
ـ منح الشعب الإيراني الأمل، كما ذكرت السيدة رجوي، بأن التغيير قادم، والحديث عن التوقعات لليوم
التالي بعد سقوط النظام.
ـ زيادة العقوبات على صادرات النفط الإيرانية إلى أقصى حد ممكن.
ـ