smo946128@gmail.com
الجهاد ضد الحاكم الظالم, عَمَلٌ له ماله في ميزان الحسنات, وللصابرين أجرهم عند رب كريم, وقد من الباري جل شأنه, على العراقيين بقادة مجاهدين, وشعب صابر أبي, ولذلك سطرت أفلام المؤرخين, ما قام به العراقيون ضد الطغاة.
ظهرت قيادات مجاهدة, كُلٌ منهم سلك طريقه الذي يؤمن به؛ إلا أن من تميز عن غيره, بالإصرار والثبات على التغيير, بنهج علمي موسوم بالوطنية أساسه الدين, فسعى للتوعية كي يصنع جيلاً, عالمٌ كيف يكون الجهاد الحقيقي, ولا تكون الدنيا ومناصبها هي الهدف, فمشروع بناء المجتمع, ووضع الأسس الرصينة لدحر الطغاة, وإنهاء تسلطهم على الشعوب.
أبرز عالم سياسي لمع نجمه, زمن الطاغية المجرم صدام, ولتأثيره الكبير في قض مضاجع, ذلك النظام الظالم فقد قام, بسجن العديد من أسرته, شمل حتى النساء والقاصرين, وكبار السن والعلماء منهم, وكان الشباب هدفاً لجلاوزة البعث, فكانت النتيجة إعدام واغتيال 63 شهيداً, بمحاولة يائسة لثني تلك الأسرة المجاهدة, عن الجهاد والرضوخ, إنه السيد الشهيد محمد باقر الحكيم.
يصعب على كل كاتب لمقال, أو مؤرخ متمرس, أن يعطي حق شهيد المحراب, حقه بما يكتب, فهو ليس مجرد طالب حوزوي, إنه ابن مجاهد أثناء ثورة العشرين, وابن المرجع الأعلى السيد محسن الحكيم, قدس سره الشريف الذي كُنيَ بزعيم الأمة؛ المستلم لمدرسة الدينية للشيعة, بعد رحيل السيد حسين البروجردي, ودامت زعامته بين عام 1961- 1972, التي قضاها بوضع نظام إداري للحوزة, وشرع ببناء المدارس وإرسال المبلغين, إلى مدن العراق المختلفة, ما أدى لزيادة عدد طلبة العلم, كما أشرف على المجالات الإسلامية, التي كانت تصدر في ذلك الزمن, كمجلة الأضواء ورسالة الإسلام والنجف, وغيرها من الإصدارات.
كان لذلك الموروث الحوزوي, وجهاد كبار العلماء أثراً ملموساً, في سيرة السيد محمد باقر الحكيم, فنشأته ما بين شرف النسب, وطيب المولد والنشأة والسيرة, التي زانها الجهاد ضد الاحتلال, إضافة لتصدية للمد الشيوعي, ومعاصرته لبداية حكم الطاغية صدام وما قبله, بعد أن تحمل السيد شهيد المحراب, تلك المظالم الجسام, التي مرت به اضطر للهجرة, ليكمل جهاده من خلال, تعريف العالم بمظلومية الأغلبية العراقية, وهم من الطائفة الشيعية, التي وقعت عليهم من قبل نظام البعث.
تزعم السيد الحكيم قدس سره, المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق, في بلاد المهجر/ جمهورية إيران الإسلامية/ والعمل على شق طريق الحرية, لطي فترة الحكم الجائر, ليعود الى أرض الوطن, ليلتقي أبناء الشعب المظلوم, ويهنئهم بسقوط طاغية العصر, مكرراً في خطابه, ” أقبل أياديكم فرداً فردا ُ,وأقبل أيادي المراجع, وليبدأ شرح ملامح بناء دولة العراق, من خلال خطب الجمعة, في صحين أمير المؤمنين عليه السلام.
كان شهيد المحراب, يحث الخطى لتنفيذ ما يصبوا إليه, بالرغم من حالة عدم الاستقرار وفقدان الأمن؛ لقد كان اشتياقه للوطن, والمهمة الملقاة على عاتقه, ليتناثر جسده الطاهر شهيداً, بعد صلاة الجمعة المصادف 29 آب 2003؛ قبل أن يكمل تحقيق أمنيته, بحصول استقلال العراق, ورفاهية الشعب العراقي الصابر.
فالسلام على شهيد المحراب خالد الذكر, يوم ولد ويوم رحلت روحه شهيداً, تاركاً الأمانة بيد أخيه عزيز العراق, رضوان ربي عليه, ومن بعده السيد عمار الحكيم, حفظه الباري جَلَّ شأنه, بهمة أتباعه الثابتين على البيعة.
.