الثلاثاء, يناير 7, 2025
Homeمقالاتطائفية الجماهير الخليجية والعربية في البطولات الرياضية

طائفية الجماهير الخليجية والعربية في البطولات الرياضية

رياض سعد

 

تعدَ رياضة كرة القدم  من أكثر  الالعاب الرياضية الشهيرة والعالمية والتي تحظى بمتابعة وتشجيع مئات الملايين حول العالم ؛ وقد وضعت قواعد اللعبة  بصورة دقيقة  ؛ تفضي الى التنافس الشريف بين الخصوم والتحلي بالروح الرياضية الانسانية،  وإمتاع المشاهدين والمتابعين والمشجعين ، وابعاد هذه الرياضة العالمية عن النعرات السياسية والطائفية والعنصرية والعرقية , وتنقية الاجواء الرياضية من الاحقاد والضغائن التاريخية والعقد والامراض النفسية والاجتماعية … ؛ اذ ان كرة القدم انما وضعت من اجل الرياضة والمتعة فحسب ؛ ولا دخل لها بالملفات والمواضيع السياسية والاجتماعية والدينية وغيرها .

نعم هي من اجمل الالعاب الرياضية لو خليت ونفسها ؛ الا انها وفي نفس الوقت هي رياضة خطيرة عندما تنخلع من ثوب الأخلاق والانسانية ؛ وتتأثر بالعقد الطائفية والعنصرية وبالنعرات السياسية وغيرها ؛ عندها لا يتحلى اللاعبون  والحكام  والمدربون بالروح الرياضية والاخلاق الكريمة والقيم الانسانية بل وتسري تداعيات تلك العقد والنعرات والامراض على المشجعين والمشاهدين والمتابعين ؛ مما ينعكس سلبا على تصرفاتهم وسلوكياتهم في الملعب وغيره فضلا عن الاعلام و وسائل التواصل الاجتماعي .

بعض الدول الخليجية والعربية رفعت راية مقارعة المسلمين الشيعة ومكافحة التشيع ومحاربة الاغلبية العراقية من ابناء المسلمين الشيعة منذ مئة عام تقريبا او اقل من ذلك , حتى عندما كان العراق تحت حكم الفئة الهجينة والطائفة السنية الكريمة لم يسلم من تامرهم عليه وعلى شعبه ؛ لانهم يعلمون علم اليقين ان العراق التاريخي والهوية الوطنية تعني الاغلبية العراقية الشيعية اولا وبالذات وثانيا وبالتبع بقية مكونات الامة العراقية ؛ وبعد سقوط النظام الطائفي الهجين وانبثاق انوار الحريات والديمقراطية عام 2003 ؛ جن جنون الانظمة العربية وفلول الطائفية وشراذم القومجية والبعثية والعصابات والتنظيمات التكفيرية والارهابية , وتحالف الاعداء واجتمع الخصوم على اختلافهم ضد العراق والاغلبية العراقية , وبذلوا مليارات الدولارات من اجل اسقاط التجربة الديمقراطية  وافشال العملية السياسية والحاق افدح الاضرار بالعراق والامة العراقية والعمل على ابادة واستئصال الاغلبية الشيعية , وسخرت المساجد والمنابر والفتاوى الدينية لهذا الغرض الاجرامي الدنيء ؛ فجاء الارهابيون والذباحون والقتلة المجرمون من كل حدب وصوب , وعاثوا فسادا في الارض وقتلا ودمارا وتخريبا وتفجيرا بالشعب العراقي ولاسيما الاغلبية العراقية , وعملت وسائل الاعلام العامة والخاصة على بث الفرقة الدينية وتأجيج الاحقاد الطائفية ونشر الافكار الظلامية والرؤى التكفيرية الحاقدة بين شعوب المنطقة , واصبح العراقي الاصيل والشيعي المسالم عدوا علنيا لكل تلك الانظمة السياسية والشعوب العربية ؛ ونتيجة لتلك المقدمات ساءت اخلاق تلك الشعوب تجاه الامة والاغلبية العراقية , وانحدر المستوى الاخلاقي لجماهير تلك الدول في البطولات الرياضية , و صرنا لا نستغرب عندما تصدح تلك الجماهير الحاقدة بالشعارات التي تمجد الطاغية صدام او الاهازيج التي تسيء الى الشعب العراقي : (( يله برا يله برا , عراقي يخرج زعلان كدامك شعب سلمان يأدبك بالميدان , يله برا برا …؛ روحه بلا رده وده الخبر وده …  الخ )) فضلا التعليقات والردود الطائفية والتي تسيء الى مقدسات الشيعة المسلمين والاغلبية العراقية من قبيل : (( امام علي البليهي , جماعة هسين هسين , خسر فريق الشرك امام فريق التوحيد ؛ العطوانيون يلطمون بصمت ويصيحون يا علي هههه فمرة ياتيهم علي رضا من ايران وبعده النشمي علي علوان وبعده البحريني علي مدن واخرهم علي البليهي ههههه …  الخ )) وكل المتابعين العراقيين وغيرهم من المنصفين استغربوا من هذه السلوكيات السلبية والتي تصدر من تلك الجماهير تجاه العراقيين سواء فاز المنتخب العراقي ام خسر , وكذلك الانظمة العربية التي  تعمل على عدم اعطاء الفيز للعراقيين بشكل عادل وتقليل اعداد العراقيين المشجعين , وعلى الرغم من ذهاب القلة القليلة من العراقيين المشجعين الى دول الخليج و الدول العربية ؛ يحاربون  هنالك بشتى الطرق والمضايقات ومنها اعطاء التذاكر للفريق السعودي مثلا بينما لا تباع التذاكر للعراقيين ؛ مما يؤدي الى زيادة اعداد الجمهور السعودي او الكويتي او البحريني على حساب الجمهور العراقي الذي بذل الغالي والنفيس من اجل السفر لتشجيع المنتخب العراقي … الخ .

صدم العراقيون من هذه السلوكيات والتصرفات على صعيد الحكومات والجماهير والشعوب ؛ فبينما فتح العراقيون ابوابهم ومضايفهم امام الجماهير العربية عندما جاؤا الى البصرة وقدموا لهم كل شيء بالمجان ؛ ردت تلك الجماهير الاحسان بالإساءة والنكران , اذ لم يقدموا للجمهور العراقي اية خدمات او تسهيلات بل على العكس عاملوهم بمنتهى الخسة والدونية والحقارة :

ان أكرمت الكريم ملكته  *** و إن أكرمت اللئيم تمرداً

نَعِفُّ ونصفَح فحسْبُكُمُ هذا التفاوتُ  *** بيننا وكل إناءٍ بالذي فيه ينضح

وعندما تتابع مجريات المباريات الرياضية بين فرق  ومنتخبات الخليج لكرة القدم  ؛ تشعر وكأنك في حرب او حلبة لصراع الثيران المتوحشة ؛ فالكل حاقد على العراق والاغلبية والمنتخب العراقي ؛ بدأ من استوديوهات التحليل الرياضي والقنوات والكاميرات الرياضية ومرورا بأعضاء ولاعبي الفرق والمنتخبات الرياضية , و وصولا بالمشجعين والجماهير , وانتهاء بوسائل الاعلام ومنصات وسائل التواصل الاجتماعي , حتى ان البعض استغرب من الاعلامي المغربي المدعو اشرف بن عياد فقد وصفه الكثير من العراقيين بالحاقد المتحامل على العراق والعراقيين والمنتخب العراقي , وبانه يحمل عقد مرضية واحقاد ومشاعر نفسية سلبية تجاه العراق ؛ وسلوكه كان بعيدا عن رسالة الإعلام الموضوعية النبيلة , حتى ان الذين تملق لهم من الخليجيين لم يقبلوا بسلوكه المشين واداءه الاعلامي الحاقد ؛ اذ رد عليه الإعلامي البحريني فهد عبد الرحمن , قائلا : (   لم تكن مهنيا وكنت سبب بالفتنة  ) , والعجيب ان جماهير الفرق الخليجية والعربية كلها تجتمع ضد المنتخب العراقي , اذ يشجع بعضهم البعض , الا المنتخب العراقي فهو  منبوذ من قبلهم ومكروه فضلا عن جمهوره , نعم هنالك استثناءات بسيطة تحدث هنا او هناك , فعندما سمع المنتخب والجمهور العراقي الهتافات المسيئة ضدهم من قبل الجمهور البحريني ؛ اعتذر البعض من اهل البحرين الاصلاء وقالوا ان الجمهور البحريني الذي اساء للعراق من الطائفة السنية وبسبب النعرات الطائفية هتف ضد المنتخب والجمهور العراقي , اما الجمهور الشيعي السعودي فهو لا حول ولا قوة ولا يستطيع التصريح مثل شيعة البحرين لأسباب معروفة , وكذلك البعض من الجمهور الكويتي من ابناء العراقيات شجعوا المنتخب العراقي , اما بالنسبة للعمانيين فهم قمة في الاخلاق والانسانية ويحبون العراق والعراقيين ولم ولن يتأثروا بالدعوات الوهابية والطائفية والتكفيرية ضد الشيعة طوال كل تلك العقود من الزمن .

واتمنى ان يتعلم العراقيون الدرس ويفهموا حقيقة القوم , فسلسة الاساءات والهتافات الشوارعية  لن تنتهي ؛ اذا بقينا صامتين , فهؤلاء الاعراب والاوباش واجلاف الصحراء لا ينفع معهم الا المعاملة بالمثل , ورد الصاع بصاعين .

وماذا تنتظر الامة والاغلبية العراقية  من هذه الجماهير الموبوءة بالأحقاد الطائفية والنعرات التكفيرية والسياسية والتي لا تمت بأية صلة للوحدة الاسلامية او قيم الامة العربية او المثل الانسانية والاخلاقية  ؛ فبينما تشترط الانظمة العربية والحكومات الطائفية على الجمهور العراقي بعدم الهتاف بالهتافات الوطنية والشعبية بحجة الطائفية وبذريعة الفتن والقلاقل الدينية ؛ تسمح لشراذم جماهيرها بالهتافات المسيئة , وتغض الطرف عنها ؛ وكلنا نعلم ان سكوت تلك الانظمة علامة على الرضا وتشجيع لتلك الجماهير على التمادي بالإساءة للعراق والمنتخب والجمهور العراقي .

والعجيب في الامر ان البعض من سقط المتاع وحثالة المجتمع العراقي من لقطاء الفئة الهجينة وابناء الطائفة السنية الكريمة من المحسوبين على الامة العراقية ؛ يصطفون مع الجماهير والمعلقين والاعلاميين والمغردين والمدونين الاجانب والغرباء  في وسائل التواصل الاجتماعي ضد منتخب بلدهم الذي جاء اسلافهم اليه وحصلوا على جنسيته بالأمس القريب  ؛ بحجة التسنن وبذريعة القومية العربية , وليت البعض منهم كانوا عربا …!!

 

 

 

 

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular