الإيزيديون  والحرب الأهلية بسوريا : فرماز غريبو

 2-1-2025م

عندما نذكر سوريا نتذكر مباشرة ما حصل للموصل بالعراق , ففي عام 2014م هاجم حوالي 500 ارهابي داعشي على الموصل واستسلم حوالي 52 الف جندي وتركوا اسلحتهم لهؤلاء الإرهابيين ,وعندما هاجمت جبهة النصرة  المصنفة ارهابيا  عالميا انطلاقا من مدينة ادلب السورية  بحوالي نفس عدد من هاجم على الموصل في 27-11-2024م لم تتم المقاومة كما يجب ,وخلال يوم واحد سيطروا على حلب ثم توجهوا نحو حماة وحمص ومن ثم العاصمة دمشق التي هاجمتها المسلحون من جهة درعا والسويداء وسيطروا عليها رغم وجود حوالي 500 دبابة فيها وكذلك مئأت الصواريخ وغيرها من الأسلحة ,ياترى ألم تكن المخابرات الروسية والإيرانية المتحالفة مع الرئيس السوري بشار الأسد تعلم بما يحدث ؟ ألم يكن من الممكن ضرب تلك القوات التي هاجمت حلب بالطائرات وقطع خطوط الإمداد عنها ومن ثم خنقها من دون قتال ؟ بالطبع كل ذلك كان معلوما من قبل الروس والإيرانيين لكن كما يبدو فإن اتفاقا قد حصل وراء الكواليس بين اطراف متعددة وفي الغرف المظلمة ,وعلى ما يبدو كانت أمريكا ودول من أوربا مشتركة بالأمر وتم تجهيز اتفاقية بشكل نهائي ,ففي 7-12-2024م اجتمعت تركيا وروسيا وايران في قطر وقرروا ما حدث وفي اليوم التالي أي 8-12-2024م تم اختطاف الرئيس السوري بشار من قبل روسيا واقتيد إلى روسيا رغما عنه ’وهرب أخوه ماهر الأسد قائد الفرقة 4 والتي قدر عدد أفرادها بحوالي 45 الف عسكري ولم تقاوم وتم ترك كل سلاحها لعناصر جبهة النصرة والتي كان قائدها بيوم من الأيام مسجونا بسوريا ,وعلى ما يبدو لي شخصيا فإن في الأمر اتفاق على ترك سوريا للغرب وترك اوكرانية للروس .

بعد هذا دخل وكما ذكرنا عناصر جبهة النصرة إلى معظم مناطق سوريا التي كانت خاضعة لسلطة الدولة السورية ,لأن حوالي ربع مساحة سوريا كانت وما زالت تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية ,وقسم أخر لازال تحت سيطرة المرتزقة الذين تدعمهم تركيا  في مناطق عفرين وراس العين وتل ابيض وغيرها ,

ماذا حدث بعد ذلك ؟نقول الحرب الأهلية ولكن كما هو واضح فإن الحرب الأهلية بسوريا قد بدأن بقدوم جبهة النصرة ,إذ أننا نرى قتل الناس بالشوارع ,وحتك أعراض الأديان كما حدث في مدينة حماة وهدم كنيسة للمسيحيين وحرق شجرة عيد الميلاد في مدينة الصقلبية بالإضافة إلى دهم منازل العلويين بكل مكان يتواجدون فيه ومن ثم قتلهم عشوائيا ناهيك عن الضرب والإهانة حتى الأموات لم تسلم كما حدث عند حرق القبور  , البارحة  هاجم أفراد من جبهة النصرة والتي يقدر عدد أفرادها الكلي بحوالي 15 ألفا والكثير منهم ليسوا سوريين مدينة السويداء مركز الدروز ولكن الدروز منعوهم من دخول المدينة  ,أليس ما يحدث حربا أهلية وطبعا هذه بداية فكيف سيكون المستقبل ؟

كما أرى حتما سيكون هناك عراك طائفي بين من يسيطرون على دمشق الآن وبين الدروز في الجنوب ولكن سنجد من يساند الدروز هناك ,وفي الغرب ستنشب حرب لاهوادة فيها بين هؤلاء وبين العلويين في الغرب والساحل السوري وطبعا لهؤلاء انصار ومؤيدون أيضا وفي الشرق ومن المتوقع أن تنشب الحرب بين حكام دمشق الأنيين وبين الكورد في الشرق والذين يملكون حوالي 100 ألف عسكري ولكن من سيساعد هؤلاء  الأكراد؟

لو اتينا للإيزيديين ماذا نتوقع هنا ؟الإيزيديون يقطنون في محافظتين هما :

حلب والحسكة  وهم قد تعرضوا لعشرات المذابح وأخرها كانت بسنة 2014م وفي سنة 2018م تم تهجيرهم من عفرين وسيطر المرتزقة على أملاكهم حتى تمت سرقة دجاجاتهم  ,وبعد ذلك تم تهجيرهم من بلدة رأس العين واستولى المرتزقة هناك أيضا على أملاكهم بعد تهجيرهم قسرا من مساكنهم وقراهم هناك ,وهم بكل الاحوال يعيشون حالة الحرب ,وليس من المعقول أن لاتشملهم تلك الحرب الأهلية ,وكما أرى فإنه من الصعب جدا أن يتعامل الإيزيديون مع حكام دمشق الأن ليس لأن الإيزيديين لايريدون الحوار وإنما بسبب نظرة هؤلاء للإيزيديين  ولاسيما أن الكثير من هؤلاء كانوا من افراد الدواعش وحاربوا معهم ولايستبعد أن يكون لهؤلاء يد في قتل الإيزيديين في شنكال وبعشيقة  وغيرهما وطبعا ينظر هؤلاء إلى الإيزيديين بنظر حاقدة وبأن الإيزيديين كفار ,لذلك فإن امل الإيزيديين يكمن في انشاء حكم مدني  علماني غير راديكالي وغير شوفيني ومتسامح مع كل القوميات والاديان ,وهنا فإنه من الممكن أن يتقدم الإيزيديون بمطالبهم الحقة والواقعية والتي تكمن في عدة نقاط مثل:

1-الإعتراف بالدين الإيزيدي كدين مستقل وتثبيت ذلك في الدستور  السوري الجديد.                                 2-منح الكوتا للإيزيدديين ومنحهم على الأقل مقعدا في البرلمان السوري المستقبلي .                               3-منحهم حرية ممارسة تعاليمهم الدينية وطقوسها  وبناء مراكز دينية وعدم الإعتداء عليها.                        4-اصدار قانون بجعل الإعتداء على الإيزيديين وغيرهم بسبب دينهم جريمة يعاقب عليه القانون .