يقع وادي حوران في محافظة الانبار والتي تبلغ مساحتها (136265) كيلوا متر مربع ، وتمثل بذلك نسبة مقدارها (31.7% ) من مجموع مساحة العراق , ويعد وادي حوران فيها من أكبر واطول واخطر الاودية , فهو من الاودية الشهيرة والمهمة على الصعيد الامني والاقتصادي والموقع الاستراتيجي .
ان موضوع وادي حوران من الاهمية بمكان ؛ فضلا عن كونه ملفا حساسا معقدا غامضا بل وخطيرا , لذا سنتناول هذا الموضوع من خلال تقسيم البحث الموجز الى فقرات تحمل عناوين من خلالها نسبر اغوار الموضوع ونسلط الاضواء على حقائقه وسماته وتاريخه واهميته الامنية , وبادئ ذي بدء , سنذكر السبب الذي من اجله اطلقت تسمية وادي حوران على هذه المنطقة الجغرافية :
- تسمية وادي حوران
قيل ان سبب التسمية ( وادي حوران ) نسبةٍ لمملكة حوران القديمة زمن العماليق حيث كانت تمتد من حوران الشام إلى بادية الأنبار.
- جغرافية وادي حوران والسمات التضاريسية
تمتد الصحراء الغربية على مساحة شاسعة تقارب 23% من مجموع مساحة العراق، سطحها متموج تظهر عليه بعض التلال الصغيرة وعدد كبير من الوديان ومنها وادي حوران ونظراً لانحدار أراضيها وفقر نباتها الطبيعي فهي معرضة للتعرية الشديدة ؛ و يعد وادي حوران من أكبر وديان العراق , ويُطلق اسم وادي حوران على موقع جغرافي كبير يضم الوادي، وتحيط به عدة تلال وأودية تتفرع منه، كما يحيط به مجموعة من الجروف العالية ذات الحافات الحادة بارتفاع يتراوح ما بين 150-200م … ؛ ويعتبر وادي حوران قاحل، لكنه على الرغم من ذلك يضم عدة واحات يُطلق عليها اسم الحسينيات، تتمركز على الجزء الشرقي منه، كما يعد الوادي مكاناً جيداً لرعاية ماشية البدو، حيث تم تشييد 3 سدود عليه، هي: سد حسينات، وسد حوران، وسد الرطبة، بهدف تخزين مياه السيول والأمطار… ؛ و كان وادي حوران عبارة عن نهر جاري ورافد يصب في نهر الفرات، لكن بعد انقضاء فترة العصر الجليدي الأخير جفت مياهه، ولكن ما زال من الممكن رؤية آثار جريان المياه على جدرانه … ؛ ويضم العديد من الهضاب العالية التي تضم حواف حادة ومدببة يبلغ ارتفاعها 150م، بينما يصل البعض منها إلى 200م، ويعد وادي حوران من اكبر واخطر الاودية في العراق , اذ يعد من اهم المناطق التي تهدد محيطها , حيث يقع الوادي غرب محافظة نينوى وتبلغ مساحته 4000 كيلو متر مربع ومحاذياً للحدود الفاصلة بين العراق والسعودية , وقيل يمتد على مساحة تبلغ 169كم في بعض الدراسات ، ويمتد على طول 350 كيلومترا , ولهُ التواءات كثيرة، يبدأ من الحدود العراقية السعودية جنوب مجنا وشمال عرعر، وينتهي بنهر الفرات قرب حديثة، ويمتاز بطبيعة جغرافية وعرة جداً ؛ وصولا إلى الحدود السورية الأردنية… ؛ ويقع عند خط عرض 33.0333 درجة وخط الطول 40.2500 درجة حيث يقع في منتصف الطريق بين دمشق وبغداد ويمتد 220 ميلا من الحدود العراقية السعودية إلى نهر الفرات بالقرب من حديثة كما مر انفا ؛ و يحيط هذا الوادي مجموعة من الوديان ويتراروح ارتفاعها حوالي 250 متر , الى جانب احتواء هذا الوادي على 18 قرية حيث ان معدل السكان في كل قرية يتراوح بين (300ـ400) عائلة معظمهم من عوائل داعش والتنظيمات الارهابية الاخرى الهاربة من ساحة العمليات في المناطق الخطرة لاسيما من سوريا والموصل .
ولكن المؤكد – وحسب بعض الدراسات – أن بدايات وادي حوران تقع في سفوح هضبة الجولان السورية ويستمر مروراً بمنطقة حوران ودرعا وبعض فروعه تمر عبر الأراضي الأردنية ،ويدخل الأراضي العراقية قرب مدينة الرطبة التي بنى الأهالي فيها سدوداً حجرية لحجز المياه لموسم الصيف … ؛ وتحيط الشكوك بما نشر على شبكة غوغل من أن وادي حوران يبدأ في الأراضي السعودية وهنالك أخطاء كثيرة في غوغل في هذه الحالة وفي حالات سياسية وجغرافية وتاريخية أخرى لغايات سياسية ومخططات امريكية مشبوهة .
والمنطقة الجغرافية لوادي حوران تتسم بوعورة تضاريسها , وكثرة تشعباتها , ووجود اودية فرعية ذات طبيعة معقدة , وجروف عالية بحافات حادة , ووقوعه في العمق الصحراوي وبعده عن المدن الرئيسية ؛ وكل هذه الاسباب وغيرها جعلت من الوادي مقرا للإدارة الامريكية المخابراتية السرية وملاذا لفلول الارهاب وشراذم الاجرام والعصابات المرتزقة والمافيات الخطيرة .
وهذا الوادي يشبه الى حد كبير قاعدة عين الاسد في الانبار حيث تؤكد التقارير ان الاعداد المتوقعة للمسلحين هناك حوالي 7 الف مقاتل وقيل 11 الف مقاتل وقيل اكثر مع القيادات حيث يضمهم اكثر من الف كرفان الى جانب احتواء الوادي على مهبط طائرات ومستشفى عسكري لمعالجة جرحى داعش , ومحطات وقود على شكل خزانات كبيرة عملاقة اذ يمنع طيران الطائرات فوق هذا الوادي والذي يحاول ان يعبر اجواء هذا الوادي يلقى نفس مصير الفريق محمد الكروي قائد الفرقة السابعة في الجيش العراق والذي حاول دخول الوادي وتم استهدافه من قبل الطائرات الامريكية التي تحمي الوادي وتمنع اي طيران فوق الوادي ؛ وقيل تم استهدافه من خلال ( برميل ) مفخخ .
وقيل انه – وادي حوران – يختلف عن سهل حوران في الأردن وسوريا , و من أهم المدن الواقعة على هذا الوادي هي مدينة الرطبة ؛ ثم يمتد ليصل الى مشارف منطقة النخيب , وينحدر الوادي مرة اخرى نحو الحدود السعودية ؛ ويقع بالقرب من الحدود الاردنية ايضا , كما مر انفا .
و جيولوجيا وادي حوران معقدة للغاية، ويعزى ذلك إلى الصخور المكشوفة التي لها نطاق عمري واسع التي تبدأ من العصر الترياسي العلوي إلى الميوسين، كما أن التشابه الصخري الكبير بين التكوينات المختلفة المكشوفة، والتي تحمل طبيعة تموج عالية وغطاء رباعي سميك تعمل على تضليل الباحثين في تحديد الطرق التي تشكلت من خلالها هذه الصخور, و تعود أقدم الصخور المكشوفة على طول مسار وضفاف وادي حوران إلى تكوين الزور هو وران الترياسي العلوي، بينما تنتمي أصغر الصخور المكشوفة إلى تكوين نفايل الميوسيني الأوسط، وتحدث الرواسب الرباعية المختلفة في مجرى الوديان والبنوك، كما أن العناصر الهيكلية الرئيسية على طول مجرى الوادي هي مجموعة من التصدعات التي تتجه شمال غرب – جنوب شرقي، إلى جانب الوصلات الواسعة للصخور ؛ وقد أدت الأشكال المختلفة لوادي حوران على طول مساره مع الصخور المكشوفة والمنحدرات على طول ضفافه إلى ظهور ظواهر هدر جماعي في أجزاء مختلفة، مثل: الانزلاق، وسقوط الصخور، والانهيار، والزحف، والانزلاق النادر جدًا.
وللحديث بقية …