الثلاثاء, يناير 14, 2025
Homeمقالاتالتغييرات الكبيرة التي حصلت  قلبت المشهد السياسي اللبناني : جمعة عبدالله

التغييرات الكبيرة التي حصلت  قلبت المشهد السياسي اللبناني : جمعة عبدالله

 
 لبنان دخل في عهد جديد في تمزيق الاحتكار السياسي من قبل حزب الله , فقد حصلت تغيرات هائلة تضرب كبد حزب الله , اولاً بانتخاب رئيس الجمهورية جوزيف عون ب 99 صوتاً  من مجموع عدد البرلمان اللبناني 128 مقعد  , بالضد من 35 صوتاً ( عدد مقاعد حزب الله وحركة أمل ) وبعد ذلك اختيار مرشح تشكيل الحكومة ( نواف سلام ) ,  بالتغلب على مرشح حزب الله ( نجيب ميقاتي ) بفارق كبير جداً , حصل الأول على 85 صوت , والثاني 9 أصوات , ونواف سلام هو رئيس محكمة العدل الدولية , ليكون مرشح رئيس الحكومة . هذا التحول في المشهد السياسي , غير المعادلة السياسية  السابقة , حيث كان  لا يرشح  اي رئيس جمهورية ,  إلا تحت اشراف وموافقة حزب الله ,  وكذلك اختيار  رئيس الحكومة , فقد اختار حزب الله رئيس الحكومة السابقة  نجيب ميقاتي  لتجديد ولايته  , وكان كل عمر ولايته يحقق ارادة ورغبة حزب الله , حتى أصبح الناطق باسمه , بما هو معروف في الإعلام العربي والدولي , يعني دولة لبنان اليوم ,   تتخلص من التركة الثقيلة التي تركها حزب الله , وانتهى عهده السيء الصيت والسمعة , وانتهى مشروع السياسي لحزب الله  الى الفشل الذريع  , فقد  استولى على مفاصل الدولة اللبنانية واحتكارها لصالحه فقط  , هذا النهج السياسي  دمر لبنان ,  وقاد الدولة والشعب اللبناني الى الكارثة , وتمزق شعاره الأساسي , الذي تاجر به لأعوام طويلة ( الجيش . الشعب . المقاومة ) الذي جلب الأهوال  والكوارث .. الآن الدولة اللبنانية تعيد عافيتها ومكانتها وهيبتها  , في ممارسة ديمقراطية شرعية , ويدخل لبنان اليوم  في مرحلة جديدة. ان تكون الدولة هي صاحبة قرار السلم والحرب , والجيش اللبناني هو وحده  من يحمل السلاح ,  والمحافظة على الأمن والاستقرار , وهو الذي يسيطر على جنوب اللبناني  بعد انسحاب اسرائيل , وحده يشرف على المؤسسة العسكرية . وعلى الدولة يقع على عاتقها البناء والاعمار وإصلاح ما دمرته الحرب الكارثية , يعني تمزيق احتكار حزب الله للدولة اللبنانية . ان حزب الله أمام معضلة وازمة بعد سلسلة هزائم قصمت ظهره . مني بخسارة سياسية بعد الخسارة العسكرية . لكن السؤال الكبير :  هل يرضخ الى الممارسة الديمقراطية التي جاءت بهذه التغيرات الكبيرة ؟؟ , ان حزب الله في اضعف حالاته المخيبة , أمامه خيار :  اما الانضمام الى ركب حكومة نواف سلام , أو ان يذهب الى المعارضة السياسية , هذه الصدمة الكبيرة ,   التي وصفها رئيس كتلة الحزب في البرلمان في البرلمان :  بأنها اشبه بقطع يديه والانقلاب عليه , ان كل المؤشرات الكبيرة التي حدثت من شأنها ان تضع حزب الله في ذيل الأحداث . فقد جرفته الأحداث وتجاوزته ,  والشعب قال كلمته في اختياره الديموقراطي  , ليطوي صفحة حزب الله البغيضة , التي جلبت الأزمات والفساد والعمالة للأجنبي . ان أعباء العهد الجديد كبيرة وثقيلة , ولكنه  قادر على ترميم وبناء ما هدمه حزب الله لسنوات طويلة .
    جمعة عبدالله
RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular