الثلاثاء, أبريل 1, 2025
Homeمقالاتمأزق استراتيجي: عجز النظام الإيراني عن استيعاب الحقائق! : نظام مير محمدي

مأزق استراتيجي: عجز النظام الإيراني عن استيعاب الحقائق! : نظام مير محمدي

نظام مير محمدي

 

كاتب حقوقي وخبير في الشان الإيراني

 

حب البقاء، غريزة يشعر بها الانسان بقوة عندما يتعرض للتهديدات التي ستقود الى هلاکه، ويبدي الانسان ردود فعل مختلفة من أجل درء الخطر عن نفسه والبقاء على الحياة، لکنه وفي الحالات التي يسبق فيها السيف العذل، فإنه يعلم بأنها نهايته المحتومة وليس في وسعه أن يغير من مصيره. ومن دون شك فإن الانظمة الدکتاتورية التي تغرق في نرجسية مفرطة، تتثبث بالبقاء في السلطة ولا ترغب في ترکها بل وحتى إنها تسعى الى بذل کل ما في وسعها من أجل ذلك الى الحد الذي تصل فيه الى إرتکاب أفظع الجرائم وأکثرها دموية، ولکن وکما علمنا عبر التأريخ فإن النظم الدکتاتورية عندما يقترب أجلها، فإن کل ما تفعله من أجل الحيلولة دون ذلك، هو کمن يسعى لمنع مجئ النهار أو شروق الشمس!

منذ أواخر عام 2024، وبعد أن شهدت العالم کله تراجعا غير مسبوقا لدور وتأثير النظام الإيراني متزامنا ليس مع زيادة وإنما مضاعفة الضغوط الدولية عليه والتي بلغت ذورتها بعقوبات الحد الاقصى التي فرضها ترامب على هذا النظام، فإنه والى جانب أوضاعه الداخلية الصعبة حيث يزداد السخط الشعبي على النظام من جراء سوء الاوضاع التي سببها سياسات النظام المشبوهة، فإن ما أکده الولي الفقيه علي خامنئي في خطبته المتلفزة في يوم الجمعة 12 مارس الجاري، من أن:” على الأميركيين أن يعرفوا أن التهديدات لن تجدي نفعا في المواجهة مع إيران.”، لايبدو إطلاقا بأنه قابل للقناعة والتصديق من قبل العالم کله وفي المقدمة الشعب الإيراني نفسه.

بعد الضربات القاسيـة التي تلقاها النظام في سوريا ولبنان وما يتلقاه الان في اليمن لکونهم من وکلاء النظام الإيراني وإنهم يقومون بتنفيذ أوامره بزعزعة الامن والاستقرار في المنطقة والعالم، فإن خامنئي عندما يبادر في خطابه المذکور من إن”سياسيي أوروبا والولايات المتحدة مخطئون في وصف الحوثيين بأنهم وكلاء لإيران.. فطهران لا تحتاج إلى وكلاء.”، هو کلام لا يوجد في العالم من يصدقه وبشکل خاص الشعب الإيراني الغاضب والناقم على النظام من جراء إهداره للأموال والامکانيات الهائلة للبلاد على مغامرات على حساب إقتصاد البلاد ومائدة الشعب الإيراني، خصوصا وإن الشعب الإيراني قد هتف في أکثر من إنتفاضة شعارات مناهضة لتدخلات النظام في بلدان المنطقة بالاضافة الى المقاومة الإيرانية التي واظبت على الدوام لرفض وإدانة هذه التدخلات ودعوتها دول المنطقة والعالم من أجل التصدي لها وطرد النظام من بلدان المنطقة وقطع أذرعه العميلة فيها.

ما يحدث في إيران أولًا والمنطقة ثانيًا وفي علاقات النظام بالمجتمع الدولي التي تشهد توترا غير مسبوقًا، تشير کلها الى أن النظام الذي هو أساسا في غرفة الانعاش قد يعلن موته سريريا في أي لحظة، فقد قضي الامر، وليس بإمکان النظام أن يستعيد قوته وعافيته فقطار عمره يسير بإتجاه المحطة الأخيرة حيث ينتظره القبر وهذا هو الامر الذي لا يفهمه ولا يتمکن من تقبله!

بالإشارة إلى هذا الوضع المتزعزع للنظام الإيراني، قالت السيدة مريم رجوي في رسالتها بمناسبة عيد النوروز لعام 1404 هجري شمسي، موجهة حديثها إلى الشعب الإيراني:

“لقد سقطت قاعدة خامنئي في المنطقة، وتلقت هيمنته ضربة قاسية. وتعطلت قوته الرئيسية بالوكالة. وتصدع قاعدته الاجتماعية وتهاوت، وهو الآن يقف على مفترق طرق بين الانتحار والموت.”

“أما في جبهة الشعب والمقاومة والانتفاضة والإطاحة بالنظام، فقد حان عصر صعود وحدات المقاومة والقتال في المدن الثائرة، وحان وقت تشكيل الانتفاضة المنظمة.”

“أي بشرى أفضل من أن الظروف الثورية في المجتمع الإيراني قد تهيأت للإطاحة بالنظام؟”

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular