الحيًة هي ذكر وانثى بينما الثعبان ذكر واكبر حجماً من الحيه والافعى سامة وهي انثى الثعبان ومعروف عن الثعبان ليس كله ساماَ.
كتبت هذا الموضوع نظرا لوجود الحيه بشكل بارز في يمين واجهة مزار او معبد لالش للديانة الايزيدية في العراق عند باب القابي الداخلي للمعبد علما بان شيوخ الشيخ (مند ) لهم خلعة او تسلومه او بركة حماية من لدغة او سٌم الحيَات وتعتاش معهم مثل أي حيوان اليف آخر* .
لعبت الحيه ادورا مهمة في الكون منها رمز للشر واخرى رمز الخصوبة والشفاء في الحياة الدينية والثقافية في مصر القديمة وبلاد الرافدين وكنعان واليونان . حسب ( ويكيبديا … ) .وكانت رمز تيجان الفراعنة . والحية اخذت نبتة الخلود من جلجامش بعد معاناته للبحث عن الخلود بسبب موت صديقه الحميم -انكيدو ، ومنذ القدم بعض البشر يقدسون الحيات ويتخذونها رمزا للخلود وذلك لقدرتها على الفرار من الموت بتبديل جلدها اثناء حياتها ( 1).
واتخذ الانسان من الحيوانات رمز وشعار وطوطم ** (والطوطم ) (2 ) هو مصطلح له صلة بدور الامومة وضعه مكلينان ت 1881م يتلخص في كونه دور مَرعلى القبائل البدائية باتخاذ القبيلة حيوانا او نباتا او كوكبا او نجما وتسمى باسمه تعتقد بان طوطهما يحميها ويدافع عنها او على الاقل لايؤذيها وان كان الاذى طبعه .
فيما يقول بعض اللغويين ان اصل اللات هو لاهه اي حيه وانذاك يمكن ان نفهم سر تقديسها (3) .
وعند نبي موسى عصا حين يرميها تتحول ال حية و تأتي بالشهره (حية الشفاء النحاسية ) التي صنعها ورفعها موسى النبي على سارية علم في سيناء لانقاذ اهله بمجرد النظر فيها !!- ( سفر العدد21/8-9) ولو نجد مفارقة في ذلك بقول الرب له ( لاتصنع تمثالا ولامنحوتا ولاصورة مما في السماء ومافي الارض من تحت ومافي الماء من تحت الارض ) – سفر الخروج :4:20 – . وثم اشار المسيح لها بقوله عن ( رفع موسى الحية في البرية ينبغي ان يرفع ابن البشر لكي لايهلك كل من يؤمن به بل تكن له الحياة الابدية) إنجيل يوحنا 3-4-15 . وايضا في المسيحية وصفت الحية بالذكاء .
وتوما الاكويني يقول : لم تكن الحيه شريرة اول خلقها . وفي اسطورة ايتانا صارعت الحيه نسرا وتغلبت عليه بعد ان اكل فراخها واستنجدت النسر بالاله شمش لانقاذه . (وكانت الحيه أحيَل جميع حيوانات البرية التي عملها الرب ألاله ) سفر التكوين 3/1 . وقد تكلمت الحيه مع حواء معتقدة حواء بان الله انطقها بالكلام وتبعتها حواء بالخروج من الجنة كما في التوراة ، ونالت الحية عقوبتها بالزحف وتراب تأكلين جراء اغرائها ل حواء.
فيما في القران الكريم / سورة طه تتحول عصا النبي موسى الى حيه وفيما في سورة الاعراف تتحول عصا موسى الى ثعبان .
ورد ان علي بن ابوطالب كان على المنبر واذ تأتي حيه كالخابوط العظيم سوداء مظلمة حمراء العينين محددة الانياب دخلت باب المسجد وقد فزع الناس واضطربوا فقطع الامام علي الخطبة فقال لهم انها رسول قوم من بنو عامر ثم وصلت الامام ووضعت فاهها على اذنه والناس ينظرون اليها فكلمته كنقيق الطير ثم رد عليها بكلام يشبه نقيقها ثم ولت خارجة وقد طلبت من علي صلحا بينها وبين بنو عنزة وحصل ذلك (4 ).
ورمزت الحية للطب والصيدليات استجلابا للشفاء ، وفي التوصية الثالثة لبروتكولات حكماء صهيون – تكون الافعى رمز لسيطرة اليهود.
. وعثر في بابل على (ختم تظهر فيه الحية بسبعة رؤوس ) (5) .
والثعبان أحد الزواحف الذي ارتبط بأساطير عديدة عندما كان الإنسان لم يفهم بعد الكون و قوانينه. وضرالحية الوحيد السم .
وعلاقه الانسان بالثعبان علاقه قديمه جدا و مركبه. فهو رمز يمثل الحكمة..و الشفاء..و الخديعة..و الخصوبة وتجدد الحياة . وكانت تيامات إلهة البحار ورمزا للفوضى والخليقة البدائية وكان يُرمز لها بشكل ثعبان أرادت أن تقضي على باقي الآلهة فقام الإله مردوخ بالانتصار عليها.
أما الإلهة (ننجزيدا ) فهي إلهة الخصوبة و الشفاء..تتمثل بثعبانين متقابلين ملتفين حول عصاه – و يمسك بالعصاة اثنان من الجرفين (كائنات أسطورية).
وبعد هذه الجولة مع الثعابين والحيات هل هناك تفسير علمي للعلاقة المركبة بين الإنسان والثعابين؟
قدم كارل ساجان تفسيرا علميا في كتابه تنانين الجنة (Dragons Of Eden) الذي يتكلم عن كيف تطور الذكاء عند الإنسان..في أحد الفصول تعرض للعلاقة القديمة ما بين الثدييات و الزواحف من وقت عصور الديناصورات. فيقول ((أن هناك جزء من مخ الثدييات يتشابه مع مخ الزواحف. هذا الجزء اسمه (Reptilian Complex). ))
كما أن الخوف من الثعابين هو شيء مبرمج داخل مخ الإنسان موروث من العصور السحيقة عندما كانت هناك علاقة تنافسية بين الثدييات و الزواحف.
ونخلص بالقول بان الحيوانات خلقت قبل الانسان حسب قوانين تنظيم الكون والطبيعة ومنه اعتمدها كثيردول كحيوان وطني لها كتعبير رمزي عن الهوية الوطنية – حسب ويكيبديا –
و نرى اهتمام الانسان بها وتقديسها من الرهبه والقوة والذكاء التي تتميز بها واتخذها حارسا اوطوطم او رمزا او شعارا ، ولكن مع تطور البشرية نبذت وتغيرت الحالة وتسبب الانسان بانقراض حيوانات كثيرة مما اجبر بلدان أن تنشأ محميات للحيوان بعد ان كان الانسان يقدسها وخائفا من الحيوانات وعاش في محميات مجتمعاً في كهوف. ونرى اليوم فقدت البشرية حَيائها وحيوانيتها بالانسان وجاء دوره ليقرض نفسه بنفسه وربما لانجد انسان كاملا يوما سوى بالاسم وسوء الفعل وكلما زاد العلم هلك البشر …..
*- كل ماذكر في النصوص الايزيدية عن حيه صغيرة في حوزة (شيخ مند) ثم كبرت حال رميها على الارض لتملأ رواق معبد لالش ، واخرى ماروي عن الحية الضاحكة ، عدا ماروي عن حية سٌدت ثِقب سفينة نبي نوح عند غرقها ، ربما فيها رأي دون علامة وسبب رئيسي اقوى في وجودها.
** والطوطمية/ لفظة اخذت من كلمة otoemom ومن كلمات قبيلة ojibwe واخذت من قبائل هنود اميركا توتم totem والذي يعني اعتقاد جماعة بوجود صلة لهم بحيوان او نباتات .
المصادر:-
1- قصة الحضارة وول ديورانت ج/2.
2- المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام د. جواد علي ج/1 .
3- موسوعة اساطير العرب عن الجاهلية ودلالاتها د. محمد عجينة.
4- كتاب العلويين بين الاسطورة والحقيقة لمؤلفه هاشم عثمان .
5- كتاب الخليقة البابلية تاليف / السكندر هايدل.
خالد علوكة / فبراير2019