ماتسمى ظلما بالمناطق المتنازع عليها ، هي امتدادات ديمغرافية كوردستانية حاولت انظمة الحكم الشوفينية السابقة تغيير هويتها واحتوائها بهدف حصر الثورات والانتفاضات الكوردستانية المباركة في مواقع صغيرة، كمخطط طويل الامد منها لفصلها عن كوردستان ، الى جانب الهجومات العسكرية التي كانت تقوم بها ضد تلك الثورات المباركة ، وما زالت تلك النزعة الشوفينية موجودة الى يومنا هذا لدى الكثير من المتصدين للسلطة في العراق، فمصطلح المناطق المتنازع عليها مصطلح استخدم في الدستور العراقي (بلؤم وخبث) من واضعيه لتكريس النزاع على مناطق بنية سيئة لتغيير بنيتها ثقافيا واجتماعيا.
هذا المصطلح الجائر والظالم الذي ينافي حقائق الأمور وحرية الفكر والعقيدة والاختيار يجب تغييره او تعديله دستوريا ليصبح المناطق الكوردستانية خارج ادارة الاقليم لحين تحقيق الحق وتنفيذ المادة 140 الدستورية ، فمدينة كركوك والتي ادخلت ضمن المتنازع عليها وهي كوردستانية وقلب كوردستان قلبا وقالبا حيث وفقا إلى إحصاء عام 1957 نسبة السكان الكورد في مدينة كركوك هي 48,3% وهو الإحصاء الذي اتفق علية وفق بيان آذار عام 1970 بينما نقصت النسبة لعدد السكان الكورد في إحصاء عام 1977 وصارت 37,33 % وبعدها تناقصت الى اقل من ذلك بكثير بسبب سياسة التعريب والتطهير العرقي.
اما مناطق سهل نينوى فيعيش فيها المسيحيين والكورد الايزدية والكورد الشبك فالكورد الايزدية نسبتهم عالية في سهل نينوى وهم كورد (اصلا وثقافة ) مع اختلاف الدين ، والكورد الشبك ايضا يمتلكون 55 قرية في سهل نينوى وهم كورد اصلاء مع اختلاف المذهب لقسم منهم، اما المسيحيين فهم ايضا يمثلون نسبة عالية من سهل نينوى الذي هو امتداد جغرافي لكوردستان وغالبيتهم يتعايشون مع كوردستان ويطالبون بضم مناطقهم للاقليم كونه افضل الحلول لهم، لان امتداد هذا الشعب هو في الاقليم وانضمام مسيحيي سهل نينوى لاقليم كوردستان سيقوي موقعهم الديموغرافي ، مما يعني القدرة على البروز السياسي ونيل الحقوق والمطالبة بمشاركة حقيقية في القرار السياسي والاداري ، وان هذا الامر يعني القدرة على التاثير على توجه البلد، بما يضمن حقوقهم الثقافية والتعليمية والاقتصادية والقانونية لهم ولجميع المكونات الاخرى.
اما سنجار ( شنكال ) فهي مدينة كوردية اصلا وتاريخا ومع نزوح العرب الشمر الى اطرافها بسبب التعريب لكنها لم تتأثر بهذا التعريب بل ازداد تمسك الكورد فيها بكوردستانيتهم .
فاليوم علينا ان نعلن رؤيتنا وما نراه صائب امام الجميع وان لا نخاف او نرتعب من مجموعة من حملة شعارات العروبية الشوفينية ، ففي الخامس والعشرين من ايلول 2017 خرجت مئات الالاف من جموع الشعب الكوردي والكوردستاني من الكورد والمسيحيين والايزدية والشبك بقيادة سيادة الرئيس مسعود بارزاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني بصورة سلمية للتعبير عن رغبتهم في اجراء الاستفتاء التاريخي تحت اشراف الامم المتحدة والتثبت من بيان الرغبة الحقيقية لجميع المكونات والاديان والمذاهب والقوميات، بشأن مستقبلهم ووجودهم وحياتهم على ارضهم وهو حق طبيعي وقانوني تكفله قواعد القانون الدولي والاعلان العالمي لحقوق الانسان والعهود الدولية ، باعتباره جزءا من الحق في تقرير المصير، لكن ماحصل تكالبت على اقليم كوردستان جميع الدول التي تقاسمت ارض كوردستان ( العراق وتركيا وايران وسوريا ) وهيأت جيوشها وترساناتها العسكرية وحشودها لضرب كوردستان الجنوبية ، وتم حماية كوردستان بسواعد البيشمركة الابطال وحنكة سيادة الرئيس مسعود بارزاني ، لكن تلك القوات المتكالبة والتي سميت بالحشود الشعبية العراقية المدعومة من ايران وتركيا نجحت من فصل بعض الاراضي الكوردستانية خارج ادارة الاقليم والتي تم تسميتها ظلما وجورا بالمتنازع عليها. وبعد مرور سنة ونصف على احتلال تلك المناطق تأكد لدى المجتمع الدولي الاقليمي والمحلي بان تلك المناطق ليست الا مناطق كوردستانية ولايستطيع حمايتها من الارهاب والعصابات المسلحة المنفلتة التي تفرض الاتوات ، الا البيشمركة الابطال كونها تربطهم بها رابطة الدم والنسب والارض والعرض ، وانشاء الله في القريب العاجل سوف تعود البيشمركة الى كركوك وجميع الاراضي الاخرى المستقطعة وتفرض الامن والاستقرار وتعمل مع اهلها في بناء ما دمر .
مقالة رائعة وأتمنى ان تتحرر تلك المناطق وتنظم الى كوردستان