الخميس 14 فبراير / شباط 2019 – 15:45
موسكو (سبوتنيك) – في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، وقعت جريمة القتل الأشهر في العالم، عندما أنهى مسؤولون سعوديون حياة الصحفي المعارض جمال خاشقجي، داخل قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية.
ومنذ ذلك التاريخ شهدت القضية المثيرة للجدل تسلسلا زمنيا مليئا بالأحداث والتفاصيل والمعلومات المستندة إلى أدلة وتسجيلات تقول تركيا إنها بحوزتها.
والآن، أتاحت وكالة “الأناضول” التركية الرسمية، إمكانية الوصول مجانا عبر موقعها الإلكتروني إلى كتابها “جمال خاشقجي.. جريمة قتل”، الذي صدر قبل أيام باللغات التركية والعربية والإنجليزية.
ونشرت الأناضول الكتاب بصيغة “بي دي إف”، ليسلط الضوء بشكل مفصل على الجريمة التي شكّلت صدمة للعالم (اضغط لتحميل الكتاب).
ويستعرض الكتاب أخبارا وصورا ورسوما بيانية وتحليلات تتعلق بجميع التطورات التي سبقت وأعقبت عملية القتل.
ويبدأ الكتاب بسرد معلومات عن حياة الصحفي السعودي الراحل، فضلًا عن أفكاره التي كان يتبناها خلال فترة عمله في مجال الصحافة.
ويتضمن معلومات حول موقفه من حرب اليمن وممارسات الحكومة السعودية، والموقف الأمريكي من جماعة “الإخوان المسلمين”، وتصريحاته بشأن الأحداث في مصر وسوريا.
ويقدم الكتاب تفاصيل عن الأشخاص الذين أداروا الجريمة إلى جانب أعضاء الفرق التي جاءت إلى إسطنبول للمشاركة في الجريمة يوم 2 أكتوبر / تشرين الأول الماضي، مرفقة بصورهم وسيرتهم الذاتية.
كما يستعرض الكتاب مواقف زعماء العالم حيال القضية، وشجرة العائلة الحاكمة في السعودية.
وكتاب “جمال خاشقجي.. جريمة قتل” أشبه بوثيقة حول تفاصيل ما تعرض له الصحفي السعودي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول.
وقتل خاشقجي، الذي كان مقربا من الأسرة الحاكمة ثم أصبح منتقدا لولي العهد، في أكتوبر/ تشرين الأول، في قنصلية المملكة بإسطنبول، مما أثار غضبا دوليا ودفع وزارة الخزانة الأمريكية لفرض عقوبات على 17 شخصا فضلا عن إصدار قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي يلقي باللوم على الأمير محمد.
وألقى تقييم أجرته وكالة المخابرات المركزية الأمريكية باللوم على الأمير محمد بن سلمان في إصدار الأمر بقتل خاشقجي، ما ينفيه المسؤولون السعوديون . ويخضع 21 سعوديا على الأقل للتحقيق في القضية بينهم خمسة يواجهون عقوبة الإعدام. كما أقالت الرياض خمسة مسؤولين بينهم سعود القحطاني.
كما علق الجبير أيضا على تقرير صحفية “نيويورك تايمز” الأمريكية، الذي تحدث عن اعتراض الاستخبارات الأمريكية لاتصالات ولي العهد السعودي، وأحد كبار مساعديه عام 2017، والذي تحدث فيه عن استخدام “رصاصة” ضد خاشقجي إذا لم ينهي انتقاده للحكومة السعودية.
وقال الجبير: “لن أعلق على تلك التقارير، التي تستند إلى مصادر مجهولة ، لقد رأينها الكثير من التقارير خلال الشهرين أو الثلاثة الماضية التي تبين أنها غير صحيحة أو من جانب خاطئ”.
وأضاف: “لا أعرف من أين أتوا بمثل ذلك الكلام، نحن نعلم أن ولي العهد لم يأمر بذلك، لم تكن هذه عملية حكومية، لديه تحقيق يجري حاليا، ولدينا تجربة تم وضع العديد من الأشياء والأمور التي تبين بمرور السنوات أنها غير صحيحة”.
ونفى الوزير السعودي أن يكون محمد بن سلمان وجه بمقتل خاشقجي، بقوله: “لا.. لم يكن أحد في السعودية على علم بالقتل، إلا من نفذوا تلك العملية، لهذا السبب عندما عاد الفريق قال لنا إنه (خاشقجي) خرج من الباب الخلفي، واتضح أن كل ما قالوه كان خطأ”.
وأضاف: “عندما طلب الملك إجراء تحقيقات، وبدأت النيابة التحقيق، فاكتشف المدعي العام خطأ كل تلك الروايات، فأصدر قرارات باحتجازهم واستجوابهم واكتشف أنهم قاموا فعلا بقتله”.
واستشهد الجبير بأحداث مثل قضية “إيران كونترا”، التي عقدت فيها أمريكا صفقة مع إيران، لتمويلها بصواريخ دقيقة خلال حربها مع العراق، مقابل إطلاق سراح أمريكيين محتجزين في لبنان.
وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية: “لقد شارك أوليفر نورث في قضية إيران كونترا، والكل كان يعتقد أن رونالد ريغان على علم بذلك، ولكن لم يكن ريغان يريد هذا على الإطلاق، وكان هناك فضيحة سجن أبو غريب، حيث كان أناس يسيئون معاملة السجناء، ولم يكن الرئيس ولا نائبه ولا وزير خارجيته على علم بذلك”.