أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، تخليها عن رئاسة حزب المحافظين يوم 7 يونيو/ حزيران المقبل.
وقالت ماي في كلمة ألقتها أمام مقر الحكومة في داونينغ ستريت: “لقد بذلت ما بوسعي” لتنفيذ نتيجة استفتاء 2016 للخروج من الاتحاد الأوروبي.
وأضافت أنها تشعر “بأسف عميق” أنها لم تتمكن من تنفيذ قرار الاستفتاء، لكن اختيار رئيس جديد للوزراء سيكون “في مصلحة البلاد”.
وقالت ماي إنها ستستمر في منصب رئيسة الوزراء بينما تجري عملية اختيار زعيم جديد لحزب المحافظين.
وستستقيل يوم 7 يونيو/ حزيران من زعامة الحزب، ليبدأ التنافس على المنصب في الأسبوع التالي.
وتعرضت ماي لضغوط كبيرة دفعتها إلى الاستقالة بعد فشلها في إقناع نواب حزبها بخطة الخروج من الاتحاد الأوروبي التي عرضتها على مجلس العموم.
فقد رفض البرلمان الاتفاق، الذي تفاوضت عليه ماي مع الاتحاد الأوروبي، ثلاث مرات منذ يناير/ كانون الثاني. كما فشلت أيضا محاولات ماي التوصل إلى توافق مع حزب العمال بشأن خطة الخروج من الاتحاد الأوروبي.
لكن التعديلات الأخيرة التي تضمنتها الخطة من بينها تدابير خاصة بخصوص الاتحاد الجمركي، ومنح النواب فرصة للتصويت بشأن إمكانية إعادة الاستفتاء على الخروج من الاتحاد الأوروبي، أغضبت الكثير من النواب المحافظين.
ويقول حزب العمال إن خطتها الجديدة إنما هي “مجرد إعادة” للخطة السابقة.
وكانت الوزيرة أندريا ليدسوم أعلنت استقالتها من الحكومة، قائلة إنها لم تعد تعتقد أن خطة الحكومة قادرة على تنفيذ “نتيجة الاستفتاء”
في السابع من يونيو/حزيران المقبل تتنحى تريزا ماي عن موقعها كزعيمة لحزب المحافظين، لتمهد الطريق أمام التنافس على منصب رئيس الحكومة البريطانية.
وقالت ماي، في بيان مفعم بالعواطف من مقر رئاسة الوزراء في 10 داوننغ ستريت، إنها بذلت كل جهدها لاحترام نتيجة الاستفتاء الذي أجري عام 2016 بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وأضاف البيان قائلا إنه أمر مثير للأسف أنها لم تستطع تحقيق البريكست.
لكن من هي تريزا ماي؟
تسلمت تيريزا ماي رئاسة الوزراء في بريطانيا يوم الأربعاء 13 يوليو/ تموز عام 2016 بعد أن قبلت الملكة إليزابيث الثانية استقالة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون.
ولدت ماي في أكتوبر/ تشرين الأول عام 1956 وأكملت تعليمها في مدينة أوكسفورد شمال لندن.
وقد رشحت تيريزا ماي، التي شغلت منصب وزيرة الداخلية في الحكومة البريطانية، نفسها لرئاسة حزب المحافظين البريطاني، وبالتالي لمنصب رئاسة الحكومة البريطانية خلفا لديفيد كاميرون، وقد فازت بالسباق بعد انسحاب وزيرة الطاقة أندريا ليدسوم.
- تعد ماي واحدة من أكثر الوزراء البريطانيين الذين تولوا لوقت طويل المسؤولية في منصب وزراة الداخلية في تاريخ بريطانيا
- تصدرت قائمة المرشحين لتزعم حزب المحافظين منذ الجولة الاولى.
- لمع نجمها في السياسة البريطانية لأول مرة عام 2013 حينما نجحت في ما فشل فيه كثير من الوزراء قبلها، وذلك في قضية ترحيل الإسلامي “المتشدد” ابو قتادة الفلسطيني، وابعاده إلى الأردن.
- تعهدت ماي بالعمل على توحيد دعاة البقاء في الاتحاد الأوروبي ودعاة الخروج داخل حزب المحافظين.
- دعمت ماي سياسة تحديث حزب المحافظين، وينظر إليها على أنها شخصية قوية في السياسة البريطانية ومن بين أبرز السياسيين.
- عرفت بأناقتها وذوقها المتميز في اختيار ملابسها
بقت ماي محتفظة بظهور متواضع على الساحة السياسية أثناء الحملة التي سبقت الاستفتاء حول عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، وهي محسوبة على حملة البقاء في التكتل الأوروبي، حيث دعمت رئيس الوزراء ديفيد كاميرون.
لكنها تعهدت أثناء ترشيح نفسها لزعامة حزب المحافظين بأن تعمل على احترام نتيجة الاستفتاء، وقالت إن بريطانيا في المرحلة القادمة بحاجة لشخصية قوية تقود البلاد، ومن أهم مواقفها:
- مستقبل حزب المحافظين: “إنه من واجبات حزبنا الوطنية أن نحكم ونوحد البلاد بالطريقة الأمثل التي تضمن حماية مصالح بريطانيا. نحن بحاجة إلى نظرة جديدة وايجابية للمستقبل.”
- بريطانيا والاتحاد الأوروبي: دعمت ماي حملة البقاء في التكتل الأوروبي، لكنها قالت إن نتائج الاستفتاء يجب أن تحترم إذا كانت النتيجة لدعاة الخروج، ولن تكون هناك محاولات للبقاء في الاتحاد أو الانضمام إليه من البوابة الخلفية، كما تعهدت أنه لن تكون هناك انتخابات عامة قبل عام 2020، أو اللجوء إلى موازنة طارئة لتغطية نفقات وخسائر قد تترتب على خروج بريطانيا من الاتحاد
- المفاوضات: تعهدت بأن لا تفعل المادة 50 من اتفاقية لشبونة للبدء في مفاوضات خروج البلاد من الاتحاد الأورووبي قبل نهاية 2016، وذلك لمنح الجميع الفرصة في الذهاب إلى المفاوضات استنادا لموقف واضح حول طريقة وشكل التفاوض.
- حرية تنقل البضائع والأشخاص: طالبت بضرورة أن تتمكن الشركات البريطانية من الوصول إلى السوق الموحدة وفقا لمبدأ حرية حركة الأشخاص والبضائع، لكن مع القدرة على ضبط الحدود وتدفق المهاجرين من أوروبا إلى بريطانيا