كثر الكلام عن رجل امريكا الأول، عن رونالد ترامپ، باعتباره رجلا معتوهاً يريد إعادة عقارب الساعة إلى الوراء ويتخلى عن العولمة الاقتصادية الجارية لصالح الاقتصاد القومي تحت شعار “أمريكا أولاً”! وكأن الولايات المتحدة الأمريكية بالنسبة إلى جميع رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية دون استثناء لم تكن باستمرار “أمريكا أولاً!!!، ولم تستثمر العولمة الرأسمالية الموضوعية الجارية لصالح الولايات المتحدة أولاً، ولصالح حلفائها الأوروبيين ثانياً، وضد شعوب الدول النامة، ومنها تلك التي على حافة التحول صوب الرأسمالية.
السؤال الذي يتبادر إلى الذهن مباشرة أثناء وبعد انتخاب ترامپ وتربعه على عرش البيت الأبيض من هم الذين كانوا وراء حملة انتخاب هذا الرجل الأشقر لإيصاله إلى البيت الأبيض، هذا الرجل الذي يقال عنه اليوم أنه مصاب بجنون العظمة والانتهازية والغرور والروح القومية الشوفينية، بل والعنصرية، والعداء للنساء، إضافة إلى كونه زير نساء وفاسد؟ كل المعلومات الموثقة تشير إلى إن الذين وقفوا وراء انتخاب ترامپ، وليس كل من انتخبه من بنات وأبناء الشعب الأمريكي، من غير اليمينيين، هم أشد القوى الرأسمالية اليمينية المتطرفة، أشد القوى والعناصر اللبرالية الجديدة المستبدة والمتوحشة، على حد قول الكاتبين المصريين الفقيدين الدكتور رمزي زكي (1941-2009م)، والدكتور سمير أمين (1931-1918)، على التوالي، وأشد العناصر الشوفينية والعنصرية في الولايات المتحدة الأمريكية تشدداً، إضافة إلى أولئك الذين يريدون مواصلة سياسة ” الفوضى الخلاقة” في الشرق الأوسط ومناطق اخرى في امريكا الجنوبية وإفريقيا وآسيا، على حد تصريح كونداليزا رايس (1945م) لجريدة واشنطن بوست في العام 2005 ببدء الولايات المتحدة إشاعة “الفوضى الخلاقة” في الشرق الأوسط للوصول فيما بعد إلى نقل الديمقراطية الأمريكية ونمط الحياة الأمريكي إلى هذه البلدان!!، وان يبقى البيت الامريكي سالماً معافى ليعيد هيمنته من خلال تشديد سباق التسلّح النووي والصاروخي وأسلحة جديدة وحديثة أخرى والتهديدات بالحصار والمقاطعة والعقبات!
لم يصل رئيساً أمريكياً إلى البيت الأبيض ما لم يمارس قاعدة “أمريكا أولاً”، ولكن ترامپ کان الوحيد الذي قالها جهاراً نهارا وبصوت مرتفع وكررها مئات المرات، في حين كان من سبقه يفعلها دون أن يقولها، إذ شهدت الفترات السابقة نوعاً من المساومة الأمريكية مع الحلفاء، بسبب وجود المعسكر الاشتراكي ولفترة لاحقة، ولكنها عرفت أيضاً صراعات مخفية نسبياً داخل المعسكر الرأسمالي المتقدم، ولاسيما بين المراكز الرأسمالية الثلاثة، الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان، وكانت هذه الخلافات والصراعات تظهر أحياناً على سطح الأحداث من خلال فرض عقوبات وغرامات وتهديدات من جانب البيت الأبيض أو الكونغرس ضد دول بعينها. وقد حصل هذا مع إيران واليابان والصين ودول أخرى أيضاً في فترة رئاسة باراك أوباما.
رجل البيت الأبيض الجديد، ترامپ، غير مصاب بلوثة عقلية، كما أرى، بل هو يعمل على وفق القاعدة العدوانية المعروفة “الغاية تبرر الواسطة أو الوسيلة”، وهو بذلك لا يتورع عن الكذب والخداع والتحايل والتآمر للخلاص من المناوئين له قدر المكان دون وازع من ضمير أو رادع من خلق، إضافة إلى تقديم الرشاوي لإسكات وخنق الأصوات المعارضة أو الفاضحة لإسراره من أجل مواصلة المسيرة لتحقيق مآربه، التي تلتقي عموما بمآرب من وقف وراءه للفوز بالانتخابات الأخيرة. ولا شك في أن مصالحه الشخصية المباشرة وغير المباشرة تقف في الخط الأول وقبل مصالح الولايات المتحدة، وهو مستعد لخوض المعركة بوقاحة وصلافة لا مثيل لهما، ولو أدى به الى خسارة موقعه في البيت الأبيض، وليس الى “حبل المشنقة”، كما كان يقال عن الرأسماليين القدامى في الأدب الاقتصادي الكلاسيكي، في أن الرأسماليين مستعدون للذهاب الى المقصلة من أجل الحصول على ربح يصل إلى 200% أو أكثر.
لقد بدأ ترامپ بالسعي الجاد لإشعال حرب تدريجية مدمرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين للقضاء على حلم إقامة الدولة الفلسطينية على المدى البعيد نسبياً ومن خلال إعلان اعترافه الكامل بأن القدس هي عاصمة الدولة الإسرائيلية والعمل على إلغاء قرار العودة لمن هجر قسراً في العام 1948، أو الاعتراف بالجولان السوري المحتل جزءاً من إسرائيل. لم تأت هذه القرارات حبا بإسرائيل واليهود فحسب، رغم أن لديَّ قناعة ما بأن ترامپ يكره للعرب والإسرائيليين في آن واحد، ورغبة عميقة صارخة في إشعال حروب جديدة في المنطقة للهيمنة عليها. إنه في عمق نهجه عنصري معاد للسامية، وللعرب، والعرب ساميون ايضاً، وضد المسلمين قاطبة في أعماقه، ولكن مصالحه الآنية وجشعه المالي تدفعه لمثل هذه المواقف إزاء إسرائيل، ولاسيما رغبته في كسب اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة إلى جانبيه للبقاء في البيت الأبيض، إذ أن الكثير من أعضاء الكونغرس الأمريكي من الجمهوريين والديمقراطيين هم من مساندي هذا اللوبي ومساندي إسرائيل، رغم مواقف الكثير منهم النقدية لبعض أبرز سياسات ترامپ الأخرىعضاء الكونغرس الأمركي من الجمهوريين والديمقراطيين. إلا إنه على المدى القريب والمتوسط يسهم في تعزيز مواقف الحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل وضد العرب ولا يحظى بتأييد واسع من أغلب دول الاتحاد الأوروبي.
ومن ناحية أخرى يدرك ترامپ تماماً بإن إيران غير راغبة في خوض حرب مع إسرائيل وغير مستعدة لها، كما كان عليه موقف صدام حسين من إسرائيل أيضاً، وأن جيش إيران لا يستطيع رمي إسرائيل بالبحر، كما يعلو صراخهم ويصل إلى عنان السماء، بهدف إقناع وكسب الشعوب العربية البسيطة وغير الواعية والمستفزة من سياسات حكومة إسرائيل اليمينية المتطرفة، إلى جانبها للسيطرة عليها في منافسة إقليمية شرسة وغير شريفة تحت واجهات دينية وطائفية مقيتة وكاذبة. إن ترامپ يستثمر الدعاية الإيرانية للهجوم عليها وإيصال الوضع إلى حافة الحرب، وليس الحرب بالضرورة، للهيمنة على نفط إيران، وهي عملية تجويع مجرمة ضد الشعوب الإيرانية وليس ضد حكومتها والفئات الحاكمة، كما كانت طبيعة الحصار في عهد صدام حسين، في حين تسعى إيران إلى جعل العراق والخليج وسوريا تحت وصايتها و”مجالها الحيوي” الاقتصادي والسياسي والعسكري، إضافة إلى ابتلاع العراق كمستعمرة جديدة غير مباشرة، كما هو عليه الوضع حالياً، وقد أشبعوا العراقيات والعراقيين بتصريحات كبار مسؤوليهم الإيرانيين، وكذلك رؤساء الأحزاب والميليشيات الإسلامية السياسية والمسلحة في العراق ذات الخلفية والانتماء والهوية الإيرانية عملياً يصرحون يومياً ويهددون ضد مصالح العراق، ولصالح إيران في الصراع الجاري بين الولايات المتحدة وإيران بدلاً من اتخاذ الموقف الحيادي أو المساند لمصالح العراق في هذا الصراع المحتدم. إنهم يرون في بغداد عاصمة الدولة الإسلامية الإيرانية وإعادة بناء قصور طاق كسرى ليحكم فيه المرشد الأعلى الإيراني!!!
إن إيران تسعى للعسكرة بسرعة، وهي مسألة خطرة تهدد كل دول منطقة الشرق الأوسط فالمعلومات الواردة تشير إلى أن روسيا اتفقت على بيع صفقة أسلحة حديثة جداً إلى إيران وعلى مدى أربع سنوات تجاوزت قيمتها ألـ 400 مليار دولار أمريكي، (راجع: رعب خليجي غربي من أكبر صفقة اسلحة روسية ــ ايرانية …، نقلاً عن موقع كوزمونوس العسكري <1535061663c3fc55fc31891fa7e1ffa2de788080ff.jpg). وهي صفقة مماثلة تقريباً للصفقة التي وقعتها السعودية مع رونالد ترامپ في العام 2017. (راجع: ترامپ يعلن صفقات بين السعودية وأمريكا تتجاوز 400 مليار دولار.. تعرّف على أبرزها، اقتصاد نشر الأحد، 21 ايو / أيار 2017)، إنها عملية سباق تسلح خطرة لا مثيل لها خلال الفترة التي أعقبت الفترة التي أطلق عليها نهاية الحرب الباردة بين المعسكرين. في حين تعاني إيران من أزمة اقتصادية عميقة وبطالة متفاقمة (12,5%)، وإلى 60% في المناطق المهمشة ولاسيما في القوميات الأخرى غير الفارسية، وفقر تجاوز ال 30%، وتضخم مستمر في الأسعار، وتراجع في حجم الاحتياطي من العملات الصعبة إلى حدود 70 مليار دولار أمريكي خلال عام واحد بعد أن كان أكثر من 90 مليار دولار في العام 2017، وتدهور متسارع في سعر صرف التومان الإيراني ليصل إلى حدود 6500-7500 تومان للدولار الأمريكي الواحد، إضافة إلى انسحاب مئات الشركات الأجنبية من العمل في إيران بسبب القرارات الأمريكية العدوانية ضد من يتعامل معها.
إن رجل أمريكا الأول له من التطرّف في المواقف الاقتصادية والسياسية ما يجعل من مؤيديه الأساسيين فرحين ومشدوهين وخائفين في آن واحد. ولهذا فهم اليوم قد دخلوا في رحلة الخشية والسكوت مما يمكن أن يحصل، فهو رجل غير محسوب التصرفات والعواقب. إذ خلال فترة وجيزة من حكمه اثار ضده جميع حلفاؤه الأوروبيين واليابانيين قبل الروس والصينيين. فهو يخوض منافسة شرسة ويومية لصالح الاقتصاد الأمريكي الذي يعاني من مديونية عالية جداً جدا، إذ فاق الدين العام للولايات المتحدة الأمريكية حسب أرقام يوليو 2011 حاجز 20 ترليون دولار أمريكي، وهو ما يناهز 98٪ من الناتج المحلي الإجمالي. ويبلغ نصيب الجهات الخارجية من هذا الدين 9.7 ترليون دولار أمريكي أما الباقي … فهو لأطراف داخل الولايات المتحدة كحكومات الولايات أو الحكومة الاتحادية. وفي العام 2017 ارتفع هذا الدين إلى 20,164 تريليون دولار، وهو سائر نحو الزيادة. (أنظر: الدين العام الأمريكي، أخر تعديل 10 شباط/فبراير 2018، ويكيبيديا، الموسوعة الحرة، وانظر كذلك: الدين الأمريكي العام يتجاوز حد اللامعقول، قناة روسيا الفضائية العربية AT/Arabic بتاريخ 12/9/2017). كما أن الميزان التجاري الأمريكي يعاني من اختلال شديد في غير صالحه في تعامله التجاري مع العديد من الدول، ولاسيما مع دول الاتحاد الأوروبي، وخاصة ألمانيا، ومع الصين الشعبية واليابان، ولهذا تشن دول الاتحاد الأوروبي، حملة سياسية وإعلامية شعواء ضده. متهمة إياه بالجنون وتخريب التحالف الغربي وحلف الأطلسي، حيث يطالب ترامپ، بزيادة نفقات دول الاتحاد الأوروبي، ولاسيما ألمانيا، في الإنفاق العسكري ضمن حلف الأطلسي. كما ان بعض فروع وقطاعات الاقتصاد الأمريكي يعاني من وضع مزري بسبب المنافسة الأوروبية واليابانية والصينية لسلعه، وهو يسعى الى استعادة بعض التوازن بما اتخذه من إجراءات جمركية جديدة على بعض اهم السلع المهمة كالحديد والالمنيوم وسلعٍ أخرى كثيرة بما فيها السيارات المستوردة، إضافة الى فرض العقوبات ضد روسيا، ولاسيما تلك العقوبات المتلاحقة الصادرة عن الكونغرس لأي سبب كان، ولو كان غير معقول ولا مقبول بأمل إضعاف روسيا ومنافستها لأمريكا!
وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن العجز في الميزان التجاري الأمريكي، رغم تراجعه في الفترة الأولى بسبب تلك الإجراءات، عاد وارتفع إلى أعلى مستوى عجز في ميزان السلع والخدمات داخل الولايات المتحدة في شهر يناير/كانون الثاني الماضي، إلى 56,6 مليار دولار المسجلة في ديسمبر/كانون الأول بعد التعديل. وقد بلغت الصادرات الأمريكية 200,9 مليار دولار مقابل كانت وارداتها 257,5 مليار دولار.” (أنظر: “عجز الميزان التجاري الأمريكي يرتفع قرب أعلى مستوى بـ 10 سنوات”، موقع اقتصاد.نت، 7 أذار/ مارت 2018). ويبدو إن المشكلة في الاقتصاد الأمريكي ستبقى قائمة لأنها أزمة بنيوية عميقة وشاملة، وهي بحاجة إلى تحولات استثنائية في العلاقة الجدلية بين القوى المنتجة وعلاقات الإنتاج، ولم تصل إلى حدّ الانفجار لدور العولمة الجارية في ذلك، كما إن عتاة الرأسمالي يرفضوا الاعتراف بهذه الحقيقة إلى أن يواجهوا الواقع المرّ المدمر دفعة واحدة، وأن طال الزمن.
لقد خرج ترامپ عن المألوف في سلوكه العام عن نهج المؤسسة البيروقراطية المتحكمة بالإدارة الأمريكية واصطدم بها بقوة لصالح المشروع الأكثر همجية إزاء الشعوب الأخرى، مشروع اللبرالية الجديدة والمحافظين الجدد. والمقتل المحتمل لترامپ يكمن في تصرفاته الفردية والارتجالية في الغالب الأعم، وفيها الكثير من التوتر والعفوية، والتي تتجلى في نهج مغامر غير محسوب العواقب، ويقفز حتى على فكر ورغبة مسانديه فيما يتخذه من إجراءات سياسية فردية، ثم عدم ثباته على تصريحاته وكثرة فضائحه النسوية والمالية، التي يمكن ان تظهر على الملأ بعد ان بدأ البعض من أنصاره في كشف الكثير من هذه الأسرار غير المعروفة حتى الآن، والتي يمكن ان تضعه، كما تنبأ هو نفسه وحذّر منها لأول مرة صراحة حين طرح موضوع إزاحته عن البيت الأبيض في لقاء تلفزيوني مباشر مع مراسلة القناة الفضائية فوكس والأصدقاء، والتي ستقود إلى خراب الاقتصاد الأمريكي!! وقد برز ذلك بعد التحقيقات التي أجراها المحقق الجمهوري في قضية ترامپ ورهطه، روبرت ميلر (1944م) مع أثنين من أقرب العاملين معه، مع المحامي مايكل كوهين (1960م) ورئيس حملته الانتخابية بول مانفورت (1949م) اللذين أدليا، كما يبدو، باعترافات مهمة جداً تسببت في توجيه اتهامات خطيرة تضمنت معلومات عن ارتكاب الكذب والتغطية على التصرف بأموال الحملة الانتخابية، وللثاني تهم التزوير والكذب ودوره في التدخل الروسي في الانتخابات لصالح ترامپ ضد هيلاري كلنتون، واستناداً لذلك وضعا في الحبس المؤقت على ذمة التحقيق، والتي بدورها أجَّجت مشاعر ترامپ ودفعته لتصريحات شديدة تزيد من سوء أوضاعه الراهنة.
لو تتبعنا سياسة الولايات المتحدة منذ وصول اللبراليون الجدد إلى البيت الأبيض بانتصار رونالد ريگن، (إضافة إلى مارغريت تاتشر إلى الحكم في بريطانيا، وهلموت كول إلى المستشارية في المانيا)، حتى الآن لوجدنا إنها قد تميزت بمحاولة الهيمنة على اقتصادات الدول الأخرى والعالم من خلال مجموعة من الإجراءات ولاسيما بعد سقوط الدول الاشتراكية، ولاسيما الاتحاد السوفييتي بشكل خاص والعمل على قيادة المعسكر الغربي والعمل على أساس القطبية الواحدة:
أولا: اعتماد سياسة القوة والعنف والعقوبات الاقتصادية ضد الدول الاخرى لفرض سياساتها وإجراءاتها ضد من يخرق قراراتها إزاء هذه الدولة أو تلك، حت من هم حلفاء لها.
ثانياً: انتهاج قاعدة الحروب “الاستباقية” أو الوقائية الإقليمية بذريعة الدفاع عن المصالح الأمريكية، ويمكن متابعة ذلك في الحروب العديدة التي جرت في العقد الأخير من القرن العشرين في يوغسلافيا والتي أدت إلى ما عمل له الحلف الأطلس والاتحاد الأوروبي، ولاسيما ألمانيا، والولايات المتحدة وتحقق لهم بتقسيمها إلى دويلات
ثالثا: اعتماد كل الأساليب المتوفرة، المشروعة منها وغير المشروعة، لتأمين مصالح الولايات المتحدة، بما في ذلك تشكيل الميليشيات الإسلامية السياسية المسلحة في حربها ضد الاتحاد السوفييتي في أفغانستان وانتشارها في مناطق اخرى من العالم، ولاسيما في منطقة الشرق الأوسط، وبالتعاون الوثيق مع السعودية وباكستان ودول خليجية أخرى.
رابعاً: إشاعة الصراعات والحروب بين دول منطقة الشرق الأوسط وبدعم مباشر من إسرائيل، والأمثلة على ذلك ليست قليلة منها الحرب العراقية – الإيرانية واحتلال الكويت من قبل النظام العراقي، ثم تحريرها، ومن ثم احتلال العراق بالتعاون مع دول عربية أعضاء في الجامعة العربية، وكذلك الحروب في سوريا واليمن والحبل على الجرار…
خامساً: التآمر على الدول الأخرى بتشكيل تحالفات سياسية وعسكرية عديدة ومتنوعة في المنطقة والتعبئة ضد دولة أو أكثر، ويمكن أن نتابع ذلك بالتحالف الاستراتيجي مع إسرائيل وتحالفات مع تركيا والسعودية وقط والأردن ومصر ودول خليجية أخرى، بالضد من إيران أو سوريا مثلاً. ويمكن أن نتابع هذا النموذج ضد فنزويلا بالتعاون مع كولومبيا، في وقت ترفض أغلبية دول أمريكا اللاتينية غزو فنزويلا كما حصل ف العراق في العام 2003.
سادساً: ممارسة اُسلوب الاختطاف والاغتيال السياسي بدعم مباشر من دول وقوى وعناصر إرهابية في المنطقة، ولاسيما التعاون مع السعودية وقطر وبعض دول الخليج الأخرى وإسرائيل وقوى في العراق. زكان لعملاء إسرائيل من العرب والأمريكيين دورهم المشهود في هذا المجال وخاصة للعلماء والمختصين العراقيين في شؤون الفيزياء، ولاسيما الذرة، والكيمياء …إلخ.
سابعاً استخدام المعونات الاقتصادية، ولاسيما العسكرية، للضغط على الدول التي تتسلم تلك المعونات، لممارسة السياسات التي تسعى إليها الولايات المتحدة الأمريكية على الصعيد العالمي، ومنها في منطقة الشرق الأوسط.