يزداد دق طبول الحرب حدة ، اثر احداث الخليج في شواطئ الامارات و في محطتي ضخ سعوديتان، اضافة الى الاعلان عن اكتشاف منصات صواريخ تستهدف مصالح ومواقع أمريكية في العراق، و تصريحات متضاربة و لامسؤولة لميليشيات تدعو للمواجهة، رغم تصريحات قادتها الداعية الى التهدئة . . و غيرها من الامور التي قد يتم التلاعب بها لتأجيج الاوضاع . .
و يشير مراقبون مستقلون الى انه رغم التشدد الإيراني فإن قادتها لايريدون الحرب و لايتوقعون ان تندلع على ضوء تصريحاتهم، و رغم اعلان الرئيس الأميركي ترامب عن عدم رغبته بالتوجه الى حرب ضد ايران، الاّ ان توجّه قوات بحرية اميركية ثم حاملة الطائرات الشهيرة (ابراهام لينكولن) الى الخليج، و اربعة طائرات بي 52 الستراتيجية العملاقة الى قاعدة العديد القطرية، ثم صواريخ باتريوت . . لـ (درء مخاطر قد تحدق بأهداف و مصالح اميركية في المنطقة).
و اخيراً الإعلان عن تشاور و بحث وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، ارسال قوات اميركية للمنطقة الذي اسفر حتى الآن عن القرار بارسال 900 جندي اضافي لتعزيز الموقف الدفاعي الاميركي فيها لخدمة بطاريات الباتريوت و لشؤون الطائرات المسيّرة وفق بياناتها، دون الاعلان عن ارسالهم الى اي بلد في المنطقة .
فيما تتواصل الحرب السايكولوجية بالتصعيد بين البلدين بالتهديدات المتبادلة و اجابة المقابل باستعداده لإفناء الخصم في تصعيد قد يتسبب بردود افعال انفعالية غير مسؤولة ممكن ان تؤدي الى اندلاع مصادمات، قد تتحوّل الى حرب في المنطقة، حرب لايُعرف مداها و نتائجها و كيف سيسلك مسؤولوها في اتونها، الاّ بسقوط مئات الالاف بل و ملايين من ابناء المنطقة، في حرب الكترونية نووية كيمياوية تفتك بشعوب المنطقة و هي تعيش انواع العذابات سواء من انظمتها الحاكمة او من العصابات الارهابية الرافعة لأنواع الرايات المذهبية و العرقية و غيرها في ظروف البحث عن حلفاء من ابنائها، بعيداً عن تنظيرات خرافة حرب من جيل جديد لايسقط فيها ضحايا مدنيون.
في احداث و تطورات لا يمكن استثناء وجود دور لإسرائيل فيها، وبالذات نيتانياهو لحسابات ضيّقة خاصة بما يتعلق بتشكيل حكومة إسرائيل الجديدة. في وقت ينبّه فيه مراقبون دوليون الى التحالف فوق العادة لترامب و نيتانياهو في وقت يتهيّئان فيه لدورة جديدة من الانتخابات، التي قد تتطلب اشعال حرب هائلة تحقق اعلى الارباح للمجمعات العسكرية المتنفذة، و ادخال بلديهما في دوامتها لإعلان حالة طوارئ و الاستمرار في دست الحكم.
و ترى اوسع الأوساط العراقية المثقفة و ذات المعرفة و الخبرة، بأن الحرب التي يجري الإعداد لها لاتمت بصلة ابداً، لمصالح شعوب المنطقة و كادحيها من شغيلة اليد و الفكر ً، بقدر ماتمثّل مصالح رؤوس الاموال العالمية العابرة للجنسيات، الساعية الى ايجاد حلول لأزماتها و لتحقيق ارباح هائلة جديدة لها في المجالات العسكرية و مجالات الطاقة و الاوراق المالية.
و ان تطبيق العقوبات الاقتصادية على ايران والتهديدات التي يلوّح بها الطرفان لإشعال الحرب العسكرية، لايدفع ثمنها الاّ الفقراء وشغيلة اليد والفكر، ويقطع طريق التطور المستند على ارادة الشعوب. في حين ان اساس الصراعات القائمة بين الدول الراسمالية الغربية ودول الشرق الاوسط لايمت بصلة بالتطور نحو حياة افضل للجماهير الكادحة وحركة التحرر الوطني، بل ان الدول الغربية و وكلائها يهدفون الى البحث عن اسواق جديدة ومصادر للطاقة لهم وحدهم باي ثمن، و الى زيادة النفقات العسكرية في اطار اقتصاد الحرب وتغطية ازمات النظام الراسمالي، وبالمقابل ليتسنى لدول الانظمة القمعية و ادواتها في الشرق الاوسط اضعاف الحركة الجماهيرية في الداخل باتجاه اعاقة التطور على اساس الارادة الحقيقية للشعوب .
و يرون، بان تطورات الوضع الحالي في المنطقة تتطلب، وحدة القوى العراقية في محاربة الفساد و الارهاب، ومن اجل الاصلاح الحقيقي للوقوف بوجه الحرب، و النأي ببلادنا عنها و التأكيد على رفضها ومن اجل السلام، و مناشدة المجتمع الدولي لممارسة الضغط الجدي لمنع اندلاعها، بالتزامن مع وضع حد لتدخل القوى الدولية والاقليمية في منطقة الشرق الاوسط، في بلادنا و سوريا ولبنان واليمن، ومعالجة الازمات المختلفة والحرب وبؤر التوتر، بالطرق السلمية.
25 / 5 / 2019 ، مهند البراك