السبت, سبتمبر 28, 2024
Homeالاخبار والاحداثمن اسر داعش،الى موظفة مكافحة،الى مدافعة عن حقوق المرأة ..

من اسر داعش،الى موظفة مكافحة،الى مدافعة عن حقوق المرأة ..

اعداد : ذياب غانم

“حلا” ذات الـ 23 ربيعا كانت تعيش مع عائلتها في مجمع “تل قصب” جنوب قضاء شنگال /سنجار حياة سعيدة وبسيطة حالهم حال جميع العوائل الاخرى في القضاء، كانت لديها احلامها و طموحاتها قبل اب/اغسطس 2014، لكن حول تنظيم داعش المتطرف هذه الأحلام وهذه الطموحات الى حبس واحتجزها فيه ووقف عائقاً امام تحقيقها لأحلامها. 

صبيحة يوم الثالث من اب/ أغسطس 2014، استقيظت على صوت المدافع و القذائف، عندما هاجم تنظيم داعش القرى الايزيدية المجاورة لجبل سنجار، تملك قلبها الخوف لانها المرة الاولى التي تسمع فيها هكذا اصوات مخيفة، دخل عناصر التنظيم الإرهابي الى منطقتها وبدأ الناس يتجهون نحو الجبال، بشكل يائس سيراً على الأقدام ومن ضمنهم “حلا” وعائلتها، بعد انسحاب القوات الامنية بشكل كامل دون قتال  والتي كان من المفترض ان تحمي الأهالي لا ان تتركهم يواجهون مصيرهم .

حلا و قصة وقوعها بيد داعش 

هربت مع عائلتي من قريتنا “تل قصب” الى قرية “قني” الواقعة في الجهة الجنوبية الشرقية من جبل سنجار/شنگال بحثاً عن مكان آمن بعد ان تعرضت قريتنا الى هجوم مسلح من قبل الإرهابين الذين وضعوا الايزيديين هدفاً رئيسيا للقضاء عليهم ومحو ديانتهم العريقة، بعد ان وصلنا الى وجهتنا اجتمعنا نحن و الكثير من العوائل الاخرى في مركز القرية، وعلى غفلة حاصرونا عناصر التنظيم وألقوا القبض علينا جميعاً، عندما رأيت راياتهم السوداء، اشكالهم التي لا تشبه شكل البشر، لحاياهم الطويلة، دشاديشهم القصيرة دخل الرعب قلبي وخفت كثيرآ”.

قبل وقوعها بيد داعش
قبل وقوعها بيد داعش

“بعد ان القوا القبض علينا جميعاً في “قني” فرقوا النساء والفتيات و الرجال عن بعض، فازداد الخوف لدينا اكثر فأكثر، اقتادوا الرجال و الشباب بالمركبات الى أطراف القرية، فكان اخر لقاء لنا بهم، قتلوهم بشكل جَماعي رميا بالرصاص ومن بينهم افراد من عائلتي أيضاً وبعد أن تخلصوا من جميع الرجال عادوا إلينا واخذونا نحن النساء والأطفال وطلبوا منا ان نسلمهم ما نملك من مال وذهب وهواتف وسط صرخاتنا التي وصلت الى بغداد واربيل دون جدوى”.

من داخل مدينتها شنكال الشبه مدمرة
من داخل مدينتها شنگال الشبه مدمرة

من ثم اخذونا الى قاعة كبيرة في القرية و سجنونا و كان على ملابسهم دماء اهالي الذين قتلوهم للتو و كانوا يرددون بصوت عالي قتل الايزيديين حلال واخذ نسائهم كسبايا مع اطفالهن وأموالهم كغنائم حرب، في تلك اللحظة علمنا بان لا وجود للإنسانية واصبحنا نكره الحياة الاطفال كانوا يبكون من الجوع و نحن نبكي من الاوجاع و الخوف.

وبعد ذلك اخذونا من تلك القرية الى قضاء تلعفر الذي كان خاضعٍ لسيطرتهم انذاك و ادخلونا الى مدرسة وسط المدينة، نرتجف، نخاف، نفكر و لا نجد تفسيرا لما يجري، قضينا ثلاثة ايام دون تناول الطعام و الماء ثم اخذونا الى سجن “بادوش” في الموصل في ذلك الوقت قصفت طائرة حربية السجن وعاد الجميع الى تلعفر ، بدأت اتذوق الموت شيئا فشيئا وانا على قيد الحياة ، فرقوني عن امي التي كانت مصدر سعادتي و بعد ذلك فرقوا اختي عني و فرقوا جميع الفتيات عن امهاتهن و اخذونا نحن الفتيات الايزيديات الى مركز محافظة نينوى وأجبرونا على ارتداء ملابس جميلة”.

” حلا”  في سوق النخاسة 

حيث كان كل امير ياخذ فتاة ايزيدية كهدية، اختارني احدهم عندما كنت في سوق النخاسة وبعد ان اخذني رايت اخي”سعد”،  انا و هو نتوجع، هو لما راى كيف ياخذني الداعشي كان يبكي لعدم قدرته على فعل شيء من اجلي و لكن عدت الى امي و اصبحت سعيدة بعض الشيء لانني رايتها مرة أخرى “.

” اخذت اختي الصغيرة و قلت لهم انها ابنتي حتى لا يشتريني احد و يعتبرني متزوجة ولكن رغم ذلك اخذني احدهم، الموقف الذي جعلني اموت من الألم كانت هناك خطوة واحدة بيني و بين امي و لا يقبلون ان احضنها لآخر مرة ، لانني كنت متأكدة سأبتعد عنها الى الأبد ، اللحظة الاكثر الما في حياتي عندما كانت أمي تركض خلف السيارة تبكي و دولة الخلافة الاسلامية “داعش” اخذتني وابعدتني عنها “.

بعد ذلك اخذوني الى منزل كبير كان مقرا لهم فيه مجموعة دواعش من ضمنهم الذي اشتراني و بعد ذلك اخذني و فعل فعلته ، و في ذلك الوقت لم يكن للصرخات و الدموع فائدة حيث كنت مربوطة بالسرير ، ولكن بعد شهر من بقائي عنده باعني ل”داعشي” آخر ، و هو عاملني كما عاملني الاول، بالاضافة الى الضرب و حاولت عدة مرات الانتحار حتى أتخلص من أفعالهم الوحشية لكن لم أموت وحاولت عدة مرات الفرار ولم انجح في ذلك الوقت  .

 كيف هربت ” حلا ” من اسر داعش؟

بعد البدء بعملية تحرير نينوى من قبل الجيش العراقي و الحشد الشعبي تمكنت من الهروب و ذهبت الى بيت عائلة من اهالي الموصل و اعتبروني ابنتهم و اوصلوني الى الشرطة وقلت لهم بأنني فتاة ايزيدية مختطفة ومن أهالي قضاء شنگال/سنجار” .

لحظة تحريرها من اسر داعش مع ما تبقى من عائلتها ..
لحظة تحريرها من اسر داعش مع ما تبقى من عائلتها

لم أكن أعلم شيئاً عن أفراد عائلتي ، ومن خلال الاتصال بالاستاذخضر الياس ادي” عضو في مجلس محافظة نينوى وصلت الى اخواني (فواز) الناجي من مجزرة قني و (عمر) و قبلوني بكل رحابة صدر و كانت تلك اللحظة من اجمل لحظات حياتي التي عشتها كوني تحررت من الطغاة والارهابين وولدت من جديد”.

“بعد تحريري ، لن تعيشني و المساعدات القليلة التي توصلنا عن طريق المنظمات الانسانية”.

” بعد ان نعمت بالحرية ذهبت الى مخيم بيرسفي للنازحين لاعيش مع اخواني و بعد مرور فترة من الزمن و بعد استفاقتي من صدمة الخطف قررت ان لا ابقى مكتوفة الايدي و ان اعتمد على نفسي و ابحث عن عمل لادبر لقمة العيش حيث الخيمة التي اعيش فيها لم و لن تعيشني و المساعدات القليلة التي توصلنا عن طريق المنظمات الانسانية”.

مع صديقاتها في المخيم ..
مع صديقاتها في المخيم

“حلا ” حصلت على وظيفة 

“استطعت ان احصل على عمل في المخيم و عملت كعاملة نظافة في المركز الصحي الخاص بالمخيم رغم انني ذقت الكثير و الكثير الا انني فضلت ان اعمل و ادخل السباق مع المعاناة منها معاناة الخطف و منها معاناة النزوح و اعمل لحد الان في المكان نفسه و انا سعيدة بذلك”.

مع مجموعة من نساء العالم في مؤتمر عالمي
مع مجموعة من نساء العالم في مؤتمر عالمي

“حلا” تعمل الان كمدافعة وناشطة عن حقوق المراة وتعمل على تحقيق المساواة بين الجنسين وتشارك في النشاطات التي تتعلق بالمجتمع في اقليم كوردستان وقضاء سنجار/شنكال والمناطق الاخرى من العراق، كما شاركت في المؤتمر العالمي السنوي SEMA بنسخته الثالثة رفقة مجموعة من الناجيات الايزيديات الأخريات بدعوة من الطبيب الكونغولي دينيس ماكويجي المختص في معالجة ضحايا العنف الجنسي والذي حصل على جائزة النوبل للسلام مناصفة مع الناشطة الايزيدية ”نادية مراد” و المؤتمر كان خاص بضحايا و الناجيات من العنف الجنسي في الحروب من النساء.

مع دينيس مكوكي الحاصل على جائزة نوبل
مع دينيس مكوكي الحاصل على جائزة نوبل
RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular