على دكة المذبح الكبير قدمنا ومازلنا نقدم الاضاحي الثمينة والطازجة , نقدمها بكل ايمان واصرار, نقدمها وننحرها احيانا بوقت مبكر ونحن نرقص ونغني بفرح غامر كي لاتغضب منّا الهة الجميع ” الوطن ” وبعد ان نقدم فروض الطاعة والولاء ونتبرقع بوشاح التذلل والانقياد الاعمى لمشيئته,
نكتشف انه مازال غير مقتنع ومازال يدمدم بغضب وصواعق ومسامير وسيفور وديناميت مستورد
وفي روايات واساطير منقولة تردنا من العرافين او الدجالين او السفلة ومن لهم اتصال مباشر براس الوطن الغاضب دوما منا دون جريرة تذكر , باننا لم نبلغ الرضى بعد , ولم نصل معشار الشكر لنعمته وهباته الخفيه والانكى اننا نصدق دائما مايقال
ونعيد الكرة علها تنجح هذه المرة!!
ونعيدها اخرى املا بالوصول لاعتاب رضاه!!
ونعيدها ثالثة دون كفر او شطط …. ولا فائدة !!!
بل ونذبح حتى صغار الاضاحي الجميلة, كي يحصل هو على وليمة دسمة وشهية تقطر عسلا وسمنا واحيانا دما, وتاتي النتائج ذاتها
فلا الرب المفترض يتقبل قرابيننا وتسكن ثورته ولم يتفضل علينا يوما بيسير بركات منه تمنحنا الانتماء لدينه وشريعته, ماهذا الرب الغريب؟
حروبه طويله وممله , تارة عدو خارجي واخر داخلي , وتارة في نفوسنا
ونحن نلهث وراءه ونُذبح بحضرته ومازال متجهم كوجه الموت
تتسابق امهاتنا لتزرع البذور وتسهر وتعتني على امل الحصاد
فتخطف رياح الغدر والخيانة رؤوس السنابل او تعصف بها نارا لايُعرف مصدرها , لتظل اعينها شاخصة تستحضر السنين والايام والساعات من لحظة الطلق حتى وصول النعش.
هكذا اختصرت ام الشهيد حيدر حسين العلياوي عذابات السنين ولحظة الفجيعة بنظرتها المتحدية والواجمة.