الأربعاء, أكتوبر 23, 2024
Homeمقالاتالإستراتيجية الأمريكية في التعاطي مع إيران : ساهر عريبي

الإستراتيجية الأمريكية في التعاطي مع إيران : ساهر عريبي

كانت إيران حليفا استراتيجيا مهمّا للولايات المتحدة الأمريكية قبيل إنتصار الثورة الإيرانية في العام 1979, حيث إضطلعت بدور شرطي الخليج الذي يضبط إيقاع دول الخليج التي نالت معظمها إستقلالها في السبعينات من القرن الماضي. إذ كانت تلك الدول تنظر لإيران بعين العظمة لجهة كونها دولة مترامية الأطراف ولكونها الحليف الأكبر لأمريكا بعد أسرائيل. 
لكن تلك المعادلة إنقلبت رأسا على عقب بعد انتصار الثورة الإيرانية لتتحول ايران بعدها إلى أكبر عدو للولايات المتحدة  في المنطقة فيما تغيرت نظرة الممالك الخليجية لإيران وباتت تعتبرها عدوا لها حتى تحولت بمرور الوقت الى أكبر عدو  بنظر بعض تلك الدول وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية حتى لم تعد اسرائيل عدو العرب الأول بل أصبحت حليفهم الأول!
تغيّرت الإستراتيجية الإمريكية  بعد انتصار الثورة الإيرانية وبعد فشل السياسية الأمريكية في إحتوائها ووصلت الأمور بين الطرفين الى حالة عداء شديد منذ اقتحام طلاب موالون للثورة لمقر السفارة الأمريكية في طهران, وإحتجاز منتسبها لأكثر من عام حيث قطعت العلاقات بين البلدين منذ ذلك الحين وخاض الطرفان تنافسا شديدا طوال هذه العقود الأربعة في ساحات الصراع في المنطقة.
إعتمدت الإستراتيجية الأمريكية ومنذ ذلك الحين على العقوبات الإقتصادية والعسكرية كسلاح لتحجيم نفوذ ايران فيما تحاشت الصدام معها عسكريا بشكل مباشر إلا عند الضرورة, وتركت المهمة لوكلاءها في المنطقة. كانت باكورة تلك العقوبات هي اصدار الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارت أمرا تنفيذيا  في نوفمبر 1979 بتجميد نحو 12 مليار دولار من الأصول الإيرانية، بما في ذلك الودائع المصرفية والذهب وغيرها من الممتلكات. 
وبعد إعلان النظام العراقي السابق الحرب على ايران في العام الذي تلاه ، زادت الولايات المتحدة من العقوبات المفروضة على إيران. وفي عام 1984، تمت الموافقة على العقوبات التي تحظر مبيعات الأسلحة وجميع المساعدات الأمريكية 
لأيران فيما عرف بقانون العقوبات الإيرانية (ISA) الذي هو أساس العقوبات الحالية. ثم صوت المشرعون الأمريكيون في العام 2013 لصالح تشديد العقوبات على ايران على خلفية برنامجها النووي.
لكن هذه الإستراتيجية الأمريكية القائمة على شقي العقوبات وحروب الوكلاء لم تفلح في تحجيم النفوذ الإيراني فضلا عن فشلها الذريع في إسقاط النظام, بل على العكس من ذلك فإن ايران وبعد مرور أربعة عقود على فرض العقوبات فإنها تحولت الى دولة عظمى في المنطقة من حيث قدراتها العسكرية ونفوذها وإمكانياتها العلمية والتكنولوجية. بل إن هذه الإستراتيجية جاءت بنتائج معكوسة تماما حتى أصبحت ايران رقما لايمكن تجاوزه  لتمرير أي مخطط في المنطقة.
لم تلجأ الولايات المتحدة الى الخيار العسكري المباشر الى عند الضرورة وكما حصل في العام 1988 عندما أسقطت قواتها بامر من الرئيس رونالد ريغان, طائرة مسافرين ايرانية كان على متنها عشرات الإشخاص وهي متجهة نحو دبي. كانت تلك الضربة السبب الأساسي وراء وقف ايران للحرب وقبولها بالجلوس على طاولة المفاوضات مع نظام صدام حسين, الذي أنهك موازنة دول الخليج التي تولّت تمويل حربه التي شنها على ايران.
ويعود هذا التوجه الأمريكي لعدم خوض حرب مباشرة مع ايران الى أن الولايات المتحدة التي تنظر بعين الشراهة الى نفط الخليج بحاجة الى ابقاء الممالك الخليجية في حالة من الرعب والخوف من ايران وبمايدفعها الى ابرام عقود تسلح فلكية مع واشنطن. حتى أصبح الشرق الأوسط المنطقة الأكثر استيراداً للأسلحة في العالم بحسب معهد ستوكهولم الدولي <span sty
RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular