لليوم الرابع على التوالي تواصلت الاحتجاجات في العراق بالرغم من عشرات القتلى في صفوف المدنيين. التظاهرات دفعت زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لمطالبة الحكومة بالاستقالة في حين أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه.
دعا رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري، الحكومة العراقية إلى الاستقالة وإجراء انتخابات مبكرة تحت إشراف أممي. وقال مقتدى الصدر في بيان مساء اليوم الجمعة ( الرابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2019): “احقنوا الدم العراقي الشريف باستقالة الحكومة” واجراء “انتخابات مبكرة بإشراف اممي، فما يحدث لا يمكن السكوت عليه”. وفي وقت سابق اليوم، دعا الصدر، كتلة نواب “سائرون” في البرلمان بزعامته إلى تعليق عضويتهم في المجلس.
ويشهد العراق احتجاجات عنيفة منذ الثلاثاء بدأت من بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد، وذلك قبل أن تمتد إلى محافظات في الجنوب ذات الأكثرية الشيعية.
ورفع المتظاهرون من سقف مطالبهم وباتوا يدعون لاستقالة رئيس الوزراء إثر لجوء قوات الأمن للعنف لاحتواء الاحتجاجات، وأطلق قناصة من الشرطة النار على متظاهرين في بغداد اليوم الجمعة ليرتفع عدد قتلى الاحتجاجات المستمرة منذ ثلاثة أيام على فساد الحكومة إلى حوالي 44 قتيلا، في حين ذكرت وكالة رويترز للأنباء أن عدد القتلى بلغ 65 شخصا.
ولا يزال حظر التجوال المعلن منذ الخميس، ساريا في بغداد وعدد من محافظات الجنوب، لكن المتظاهرين تحدوا القرار ورفضوا الانصياع له. ودعا رئيس الوزراء عادل عبد المهدي إلى الهدوء في حين أصيب ما يربو على 190 شخصا في العاصمة اليوم الجمعة، بيد أن المحتجين انتقدوا وعوده بالإصلاح السياسي.
وألقى المرجع الشيعي الأعلى في البلاد علي السيستاني الجمعة بالمسؤولية عن العنف على الساسة الذين فشلوا في تحسين مستوى معيشة الجماهير وأمرهم بتنفيذ مطالب المحتجين.
الأمم المتحدة تدعو لضبط النفس
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد دعا الجمعة قوات الأمن إلى التحلي بضبط النفس واحترام حرية التعبير خلال التظاهرات التي يشهدها العالم، وذلك في بيان لم يذكر فيه أي بلد بالاسم.
وجاء في البيان أن غوتيريش “يتابع من كثب التظاهرات الأخيرة في دول عديدة في العالم” في حين نظمت في الايام او الأسابيع أو الأشهر الأخيرة تظاهرات غالبا ما تخللتها أعمال عنف في هونغ كونغ والعراق وجنوب إفريقيا والإكوادور وفرنسا وهايتي.
وأضاف النص “أنه قلق جدا لأن تكون هذه التظاهرات أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى. حرية التعبير والتجمع سلميا هما حقان اساسيان يجب احترامهما”.
وطلب الامين العام من “قوات الأمن التصرف في كل الأوقات بأقصى درجات ضبط النفس” والتعامل مع أي عمل عنف ضمن احترام حقوق الإنسان. ودعا أيضا المتظاهرين إلى تجنب اللجوء إلى القوة.
وفي السياق ذاته قال رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي مساء اليوم الجمعة إن بلاده تحتاج إلى ثورة لمحاربة الفساد وتدعم مطالب المتظاهرين وسلميتها. وأكد الحلبوسي اليوم “رفضه التصادم المسلح الذي حدث في التظاهرات”، وفق ما أفادت وكالة الأنباء العراقية (واع) ودعا الحلبوسي في كلمة له، القائد العام للقوات المسلحة إلى “التحقيق الفوري بشأن سقوط ضحايا”. كما دعا المتظاهرين الى “دعم القوات الأمنية التي حاربت وتحارب داعش الإرهابي، والحفاظ على ممتلكات الدولة من المخربين”. وتابع: “نحتاج الى ثورة حقيقية لمحاربة الفساد”، مؤكدا ان الفساد آفة يجب القضاء على حيتانها.
ع.أ.ج/ ص ش (د ب ا، رويترز، أ ف ب)