الانجاز الأوحد الملموس لحكومة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي هو قراره بأزالة الحواجز الكونكريتية عن واجهات البنايات الحكومية والمراكز المدنية ومفارق الطرق, استبشر بها العراقيون, واعتبروها اشارات تطور امني يمكن ان تؤمن حياة طبيعية, وانهاء تقطيع اوصال احياء مدننا وسكانها, وعودة الأواصر الأجتماعية بين المواطنين الى سابق عهدها.
وقد دأبت الحكومات التحاصصية المتتالية وقيادات احزابها المتنفذة على بناء جدران واعلاء الحواجز امام ابناء شعبها طوال سنين تسنمها للسلطة منذ ستة عشر عاماً كالحة, لتستأثر بالحكم وبثروات البلاد.
كان اكثرها جوراً, اعتماد نهج المحاصصة الطائفية – العرقية وسن القوانين الجائرة مثل قانون الأنتخاب سانت ليغو 1,9 الأخير, التي تكرس استئثارهم بكل شيء وتؤبد هيمنتهم. ثم تلفيق تشكيلات ادارية خادمة لهم وتحقق مصالحهم مثل الهيئة العليا للأنتخابات واجهزة قضائية وشُرطيّة لا تطارد المجرمين ولا الفاسدين, ورجال دين وميليشيات وقحة تعتدى على حقوق المواطن وحريته وكرامته.
وقد كابدها المنتفضون ومجموع الشعب العراقي بمضض, ولهذا كان سيل الأحتجاجات المتتالية منذ 2011 ولحد اليوم والتي تتوجت بأنتفاضة 1 اكتوبر / تشرين الاول الجاري .
ولأنهم مرعوبون من زخم وجدية واصرار المنتفضين على اهدافهم, اضاف لها السيد عادل عبد المهدي, بأعتباره رأس الحكومة والساهر على امتيازاتهم ومصالحهم, حواجزاً جديدة, بينه ونظامه وحكومته وجماهير شعبنا… تكرس عزلة حكومته… بعد فرضه منع التجول الى اشعار آخر لكتم افواه المتظاهرين السلميين ومصادرة حق التظاهر, ثم توزيع قناصين يعتلون قمم البنايات العالية لأصطيادهم, كما أشارت الى ذلك شهادات الكثير من المواطنين, ثم أتبَعَ كل هذه الأجراءات الجائرة بقطع خدمة الأنترنيت وسلب المواطن حق دستوري في الحصول على المعلومة ومتابعة ما يجري والأطلاع على وجهات النظر والدلو بدلوه فيها بكل حرية…
وفوق كل هذا وذاك منع الصحافة الحرة من نقل الحقائق من ارض الانتفاضة بينما اطلق عنان فضائيات احزاب الأسلام السياسي لتشويه الحقائق ولتكيل الأتهامات الكاذبة للمتظاهر العاري الصدر الأعزل بالتخريب.
آخر حواجزه التي رفعها بوجه المنتفضين والمواطنين كان خطابه البائس المصّر على المضي على ذات النهج الفاشل.
ثُبتت الحواجز الكونكريتية لحماية المواطنين وسلامتهم من ارهاب دولة داعش الأسلامية وسياراتهم المفخخة بينما حواجز حكومات المحاصصة الطائفية – العرقية والحالية منها, هي عقاب للعراقيين جميعاً.
هل تحققت نبوءة الجواهري العظيم حقاً ؟ :
سينهض من صميم اليأس جيلٌ….. مَريدُ البأس جبّارٌ عنيدُ