الجمعة, سبتمبر 20, 2024
Homeمقالاتماهر ضياء محيي الدين : معركة ما بعد ادلب

ماهر ضياء محيي الدين : معركة ما بعد ادلب

 

كل  المعارك  التي  خاضها  الجيش العربي  السوري  وحلفائها  في كفة، ومعركة  ادلب في كفة ثانية ، لأنها المعركة التي لا تقبل القسمة على اثنين ،معركة خارطة الطريق لمرحلة جديدة تضع النقاط على الحروف، وتضع لحد لازمة امتدت لأكثر من سبعسنوات ، قتلى وجرحى بلغت الآلاف من الأبرياء ، ونازحين تجاوز الملايين ، و دمار شامل وخراب  لأغلب مدن سوريا .

في معركة ادلب صورة تختلف عن كل المعارك السابقة ، لان كل إطراف  يحاول كسبها مهما كان الثمن عن طريق  الحوار والتفاوض ، وأخر  يريد  لفوهات البنادق والمدافع تنتهي المعركة،آخرون يحاولون تحقيق مصالحهم  عن طريق بوابة الآخرين،وبأي صورة  تنتهي المعركة عن طريق الحوار أو السلاح .

و فريق  يريد  الانتصار  وتحقيق  غاياته  أو أهدافه  لكن عبر أطالت  أمد الأزمة  لطول  مدة  ممكنة  ، لأنه يدرك أن نهاية المطاف سيكون الخاسر الأكبر حسب  الكثير  من الدلائل  من هذا النزاع الطويل ، فكل   إطرافها  تحاول  الخروج من  هذه  المعركة رابحة  وليست  خاسرة ، لان تبعات  خسارته  ستكون لها مردودات سلبية للغاية عليه،وانعكاساتها ستجر عليه الويلات  ثم الويلات،وسيتحمل الكثير من الخسائر في هذا القضية وقضايا أخرى.

وسط هذه  المشهد المعقد للغاية ، تحشيدات  وتعزيزات من جانب  الجيش السوري  وحلفائها  لشن  هجوم واسع على المدينة ،  ليكون عليها مواجهة الفصائل  المسلحة  وهي  العقبة  الأولى  لها في  المدينة،  والتهديدات من الجانب  الأمريكي بضربة القوات السورية لو هاجمت المدينة ، ليبقى أهل المدينة في حالة من الخوف والترقب ، وينتظرون ما ستؤول عليه الأمور خلال الأيام القادمة .

صعوبات أو تعقيدات معركة ما ادلب في عدة قضايا ، حسب كل الدلائل والمؤشرات الهجوم على المدينة قادم لا محال ، مجرد مسالة وقت لا أكثر ،  وأيضا  الانتصار  سيكون  لكفة الجيش  السوري  وحلفائها ، والمعارك الأخيرة  له خير دليل على ذلك .

 عشرة ألاف مقاتل يقدر أعداد المقاتلين المتواجدين في المدينة مع عائلتهم  ، قد يقتل ألف أكثر اقل البقية  ما هو مصيرهم ، هل يتم نقلهم إلى أمكان أخرى بموجب اتفاق كما جرى في السابق ، وأين يتم نقلهم إلى إمكان في داخل سوريا أو خارجها، واغلبالأراضي حررت ولم يتبقى إلا مناطق محدودة جدا، وبطبيعة الحال الحكومة السورية لم  تقف مكتوفة الأيدي و تشن هجوم عليها لتحريرها  وهذا حقها الطبيعية ، أما يتم إعادتهم إلى بلدانهم لان اغلبهم من جنسيات ليست عربية أو سورية أصلا ، وبلدانهم لاترغب في عودتهم لأنه يشكلون خطرا على أمنهم .

ولو فرصنا جدلا  تم حل معضلة المقاتلين يكون الدور في المرحلة المقبلة التواجد  العسكري لجميع الإطراف، ووجودكم لا قانوني ولا شرعي ، لان حجة حلفاء سوريا الحكومة السوية هي من طلبت مد يد العون والمساعدة لنا ،   وبموجب اتفاقيات  تعاون مشترك بين الجانبين ونفس السؤال يتكرر ما هو مصيركم ، وحجة الإرهاب قد انتهت  وزال خطرها ، والحكومة الشرعية حررت أراضيها وبسط سلطتها ، وتريد بدء مرحلة جديدة من الأعمار والبناء وعودة النازحين إلى ديارهم ، التي تحاول  عدة  إطرافها  أعاقتها لأسباب عديدة منها ، فشل مشاريعهم في سوريا .

القوى المتصارعة في سوريا ستكشف أوراقها في وقتها ، وستكون كل الأمور واضحة كوضوح الشمس ، حجة بقائكم انتهت ، لتبدأ المعركة الحقيقية للازمة السورية وستكون كل الاحتمالات واردة ، أما تكون لغة القوة والسلاح هي اللغة التي تحسم المعركة  ،وهذا الخيار مستعبدا جدا ، لان كل طرف يدرأك عواقبه لو وصلت الأمور إلى هذا الحد .

أو عن طريق  الجلوس إلى طاولة  الحوار والتفاوض وابرم اتفاقية أو عدة اتفاقيات تضمن للجميع  مصالحهم والخروج من الأزمة بأقل الخسائر ، ويحققوا  بعض مكاسبهم السياسية والاقتصادية ، وهو الحل الأمثل للنزاع  السوري وأفضل الخيارات المتاحةلكل أطراف القضية.

ماهر ضياء محيي الدين

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular