خلافات بين الرئاسات الثلاث على إخراج القوات الأمريكية

.

كشف مسؤول عراقي رفيع المستوى في ديوان رئاسة الجمهورية، في بغداد، عن خلافات حادة بين الرئاسات الثلاث، البرلمان والحكومة والجمهورية، حيال ملف إخراج القوات الأميركية من العراق في الوقت الحالي، الذي يصرّ عليه رئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبد المهدي وقوى سياسية أخرى توصف بأنها حليفة لطهران.

المعلومات التي أكدتها مصادر سياسية، أحدها قيادي كردي بارز في أربيل، تشير إلى أن رئيسي البرلمان محمد الحلبوسي، والجمهورية برهم صالح، أبلغا عبد المهدي رفضهما خطوة إخراج القوات الأميركية من العراق، محذرين من أن القرار سيجرّ البلد إلى مشاكل كبيرة، قد لا تنتهي عند رفع الولايات المتحدة أو دول غربية دعمها للعراق، أو فرض عقوبات أحادية من قبل واشنطن، كما هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

ووفقاً للمسؤول ذاته، فإن “الإدارة الأميركية باتت على دراية بأن رئيسي البرلمان والجمهورية رافضان للمشروع، خصوصاً أن الحلبوسي وصالح أجريا اتصالات هاتفية مع مسؤولين أميركيين، وموقف المسؤولين العراقيين يمثل بالنهاية، بالنسبة إلى الأميركيين، موقفاً عربياً سنياً وكردياً”، وفق قوله، مضيفاً أن “هناك تخوفاً سنياً – كردياً من أن خروج القوات الأميركية، سيكون على حساب نفوذ إيراني أكبر وتغوّل للمليشيات في العراق، معتبرين أن الوجود الأميركي عامل توازن حالي، ولو بشكل غير كبير”.

وتابع: “هذا الأمر أبلغ به الحلبوسي وصالح رئيس الوزراء عبد المهدي، خلال اجتماع الرئاسات الثلاث الذي عقد يوم الثلاثاء الماضي بشكل رسمي”.

وعلق محافظ نبنوى السابق، أثيل النجيفي” على ما تحدث به المسؤول العراقي، بأن “الجهة الوحيدة التي تستطيع تحجيم النفوذ الإيراني في العراق هي الولايات المتحدة”، لافتاً إلى أنه “بعيداً عن كل شعارات السيادة والاستقلال ومقاومة الاحتلال، نحن نعرف أن هناك حقيقة واحدة، أن الجهة الوحيدة التي تستطيع تحجيم النفوذ الإيراني في العراق، هي الولايات المتحدة الأميركية، وأن واشنطن هي بوابة التعامل مع المجتمع الدولي.

فإنهاء التعامل مع المجتمع الدولي، مع النفوذ الإيراني المتغلغل، يعني أننا سلمنا العراق نهائياً لإيران، وهنا لا يستطيع العراقيون مقاومة هذا التغلغل والنفوذ”.

وأكد النجيفي أن “العراق بحاجة إلى المجتمع الدولي، من خلال الولايات المتحدة الأميركية، حتى نمنع النفوذ الإيراني من السيطرة عليه بشكل كامل، وهذا هو الخوف لدى القوى السياسية السنية والكردية”.

وأضاف أن “الأحزاب الدينية الشيعية هي فقط التي تريد وجود النفوذ الإيراني واستغلال شعارات السيادة والاستقلال ومقاومة الاحتلال، من أجل استمرار نفوذ طهران وتوسيعه.

أما الشارع العراقي، بمختلف مكوناته، فهو يرفض أي وصاية أو تدخل من أي طرف، بل هم يريدون ويبحثون عن وسيلة للتخلص من النفوذ الإيراني في العراق”.