الأربعاء, أكتوبر 23, 2024
Homeمقالاتالاساس والمنطلق لإعادة الامن والاستقرار للمنطقة : منى سالم الجبوري

الاساس والمنطلق لإعادة الامن والاستقرار للمنطقة : منى سالم الجبوري

بعد أن کان نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية قد وضع إمکانيات کبيرة من أجل تنفيذ مشروعه المشبوه بإقامة إمبراطورية دينية وذلك من خلال التدخل في بلدان المنطقة وتأسيس أحزاب وميليشيات عميلة مٶتمرة بأمره ويناط بها مهمة تهيأة الاجواء والارضية المناسبة من أجل تطبيق نظام ولاية الفقيه في هذه البلدان وذلك من خلال تغيير الاسس والمقومات السياسية والفکرية والاجتماعية من أجل ضمان جعلها جزءا من هذا النظام، فإنه يقف اليوم أمام أوضاع وظروف يجد نفسه فيها مهددا من کل جانب ولاسيما وإن أطروحة ولاية الفقيه التي صارت شعوب المنطقة تعرب عن رفض‌ا الکامل له بعد أن رأت ثماره الرديئة وماقد حل ويحل بالشعب الايراني من جرائه.

الانتفاضتان الاخيرتان اللتان قام بهما الشعب الايراني خلال الشهر الثلاثة المنصرمة والتي أعلنت عن رفضها القاطع لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وطالبت بإسقاطه، لايزال هذا النظام يعاني من آثارها وتداعياته ولازالت مجاميع شباب الانتفاضة ومعاقل الانتفاضة تواصل ضرباتها لمراکز ومٶسسات النظام في سائر أرجاء إيران کما إن الاحتجاجات والتجمعات الاحتجاجية لازالت هي الاخرى مستمرة على قدم وساق ويبدو إنهماأي الانتفاضتانوعندما رفعتا شعارالموت للديکتاتور، والذي تقصد به المرشد الاعلى للنظام، فإنهما قد أفصحتا عن هدفهما الاهم وهو التغيير الجذري في إيران، ذلك إن المرشد الاعلى للنظام هو حجر الاساس والزاوية للنظام کله وبإزاحته فإن النظام کله لن يبقى له أي معنى أو وجود ذلك إنه بني على أساس السلطة الانفرادية الاستبدادية للولي الفقيه، أي شخص خامنئي تحديدا.

الشعارات التي تم إطلاقها خلال الانتفاضتين واللتين أعلنتا عن رفض النظام برمته ورفض سياساته ونهجه المشبوه وخصوصا تدخلاته المريبة في المنطقة فإن هذا يعني إن المنتفضين يرفضون سياسة التدخلات في بلدان المنطقة ويطالبون بإنهائها، وإن إنهاء التدخلات کإنهاء القمع من جانب النظام الايراني حيث يٶثر سلبا عليه وبقوة ذلك إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية قد بني على أساس رکيزتي قمع الشعب الايراني في الداخل وتصدير التطرف والارهاب والتدخلات في المنطقة وإن هناك ترابطا وتداخلا قويا بين الرکيزتين لأنهما يعتمدان على بعضهما البعض وإن غياب أو فقدان أحدهما يعني فقدان الآخر، ولهذا فإن النظام الايراني يتخوف کثيرا من هذه المطالب و يزعم إنها فتنة لأنها تستهدفه من الاساس وتعمل من أجل التغيير، وحتى إن فتح الابواب أمام أذرع النظام الايراني في بلدان المنطقة للذهاب الى إيران والتدخل لصالح النظام کما حصل أثناء فترة السيول والتوجس من إندلاع الانتفاضة، يدل على مدى ودرجة تخوف ورعب النظام من الشعب الايراني وإنعدام الثقة بينه وبين الشعب.

التغيير في إيران کما أکدنا مرارا، سوف يکون له تأثيرات و تداعيات قوية جدا على الاوضاع في بلدان المنطقة عموما وعلى العراق ولبنان واليمن وسوريا خصوصا، وإن سقوط هذا النظام يعني سقوط مشروعه في المنطقة عمواما وفي العراق خصوصا والذي يمثل بفعل نفوذه المستشري حاليا عمقا استراتيجيا له مما يعني أن أذرعه في المنطقة والعراق ستفقد ظهيرها الذي تستند عليه وتصبح مکشوفة، والذي يبعث على الامل کثيرا بإحتمال حدوث التغيير في إيران وحتمية سقوط النظام الحالي، إن الانتفاضات الثلاثة الاخيرة التي إندلعت کانت بقيادة وتوجيه منظمة مجاهدي خلق المعروفة بکونها الند والبديل الاساسي للنظام ومن دون شك فإن سقوط النظام الايراني شئنا أم أبينا يعتبر الاساس والمنطلق لإعادة الامن والاستقرار للمنطقة وإنهاء مرحلة الاضطرابات والقلاقل فيها.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular