لندن (بي بي سي) – يعد مشهد الناس وهم يرتدون أقنعة جراحية أحد المشاهد المرتبطة بكل انتشار للأوبئة الفيروسية.
فاستخدام الأقنعة الجراحية لتجنب العدوى يعدّ أمرا شائعا في العديد من الدول، وعلى الأخص في الصين وبوجه التحديد خلال تفشي فيروس كورونا مؤخرا. ويستخدم الصينيون الأقنعة أيضا للوقاية من مضار تلوّث الهواء في العديد من المدن.
ولكن علماء الفيروسات يشككون في فعالية الأقنعة في الوقاية من العدوى التي تنتقل بواسطة الهواء.
مع ذلك، هناك كم من الأدلة التي تشير إلى أن ارتداء الأقنعة يساعد في تجنب العدوى عن طريق الفم.
تستخدم الأقنعة الجراحية الواقية في المستشفيات منذ أواخر القرن الثامن عشر، ولكن استخدامها لم يلق شيوعا لدى العامة إلا في عام 1919 عند انتشار وباء الإنفلونزا الإسبانية الذي فتك بأكثر من 50 مليون انسان حول العالم.
فيروس كورونا كوفيد-19: أكثر من 75 ألف اصابة في الصين إلى الآن
*ارتفاع كبير في عدد الحالات في فبراير 13 و19 نتيجة تغيير معايير التشخيص
المصدر: مفوضية الصحة العامة في الصين وابحاث بي بي سي في فبراير 24
*ارتفاع كبير في عدد الحالات في فبراير 13 و19 نتيجة تغيير معايير التشخيص
المصدر: مفوضية الصحة العامة في الصين وابحاث بي بي سي في فبراير 24
وبهذا الصدد، قال الدكتور ديفيد كارينغتون الذي يعمل في مستشفى سانت جورج التابعة لجامعة لندن لبي بي سي إن “استخدام العامة للأقنعة الجراحية بشكل روتيني لا يوفر وقاية فعّالة من العدوى الفيروسية والجرثومية التي تنتقل بواسطة الهواء”، وهو الطريق الذي تنتقل بواسطته “معظم الفيروسات”، ولسبب بسيط يتلخص في أن هذه الأقنعة فضفاضة وتفتقر لمصفاة وتترك العينين معرضتين للعدوى.
ولكنها مع ذلك قد تساعد في تقليل مخاطر العدوى من العطاس أو السعال، وتحمي مرتديها إلى حد ما من العدوى عن طريق الكف إلى الفم.
وتشير دراسة أجريت في نيو ساوث ويلز في استراليا في عام 2016 إلى أن الفرد العادي يلمس وجهه 23 مرة في الساعة تقريبا.
أما جوناثان بول، استاذ علم الفيروسات الجزيئي في جامعة نوتينغهام البريطانية، فقال إنه “في دراسة أجريت في مستشفيات، ثبت أن ارتداء الأقنعة لا يقل فعالية في الوقاية من الإنفلونزا وغيره من الأمراض المعدية عن استخدام جهاز تنفس مخصص لهذا الغرض.”
يذكر أن أجهزة التنفس الصناعية، التي تحتوي على مرشحات خاصة للهواء مصممة خصيصا للوقاية من الجزيئات الضارة التي يحملها الهواء.
وأضاف الأستاذ بول، “ولكن إذا اطلعنا على نتائج الدراسات التي أجريت على فعالية استخدام الأقنعة من قبل العامة، نرى أن هذه النتائج ليست حاسمة، فمن الصعوبة بمكان مواصلة ارتداء القناع لفترات مطوّلة.”
أما الدكتور كونور بامفورد، الذي يعمل لدى معهد ويلكوم وولفسون للطب الاختباري في جامعة كوينز ببلفاست في إيرلندا الشمالية، فقال “إن إتباع بعض التدابير الصحية البسيطة” أكثر فعالية بكثير من ارتداء الأقنعة.
وأضاف “بإمكانك تخفيض احتمالات اصابتك بمرض تنفسي فيروسي بتغطية فمك أثناء العطاس، وغسل يديك، وتجنب لمس فمك بيديك دون أن تغسلهما مسبقا.”
أما التعليمات التي أصدرها نظام التأمين الصحي في بريطانيا بهذا الصدد، فتشمل
غسل اليدين بشكل دوري باستخدام الماء الدافئ والصابون
تجنب لمس العينين والأنف قدر الإمكان
المحافظة على اللياقة البدنية واتباع نمط حياة صحي
من جانبه، قال الدكتور جيك دونينغ، وهو مدير قسم الأمراض المستجدة والمشتركة بين الحيوانات والإنسان في دائرة الصحة العامة في انجلترا، “رغم شيوع الشعور بأن ارتداء الأقنعة فيه نفع، هناك في الحقيقة أدلة قليلة جدا على ذلك خارج المجال السريري.”
وقال إنه لأجل ضمان عمل الأقنعة كما ينبغي، يجب ارتداءها بشكل صحيح وتغييرها باستمرار والتخلص منها بشكل آمن.
وأضاف، “كما تشير الأبحاث إلى أن التقيد بهذه التوصيات يقل بمرور الزمن عندما يرتدي المرء القناع لفترات طويلة.”
وقال إنه من الأفضل التركيز على التأكد من نظافة البدن واليدين إذا شعر المرء بقلق من العدوى.