في البداية أود أن أقول بأنّ المسلمين لا ينخدعون بإدعاء الكاكائيين المتأسلمين بأنهم مسلمون لأن للإسلام خمس أركان على كل مسلم القيام بها وهي الشهادة، الصلاة، صوم شهر رمضان، الحج الى مكة ودفع الزكاة. الكاكائيون لا يؤدون أي ركن من هذه الأركان، حيث لا يشهدون بشهادة الإسلام ولا يُصلّون، بل يقدمون نذوراً وقرابين ولا يصومون شهر رمضان، بل يصومون لِثلاث أيام في منتصف الشتاء الذي يصادف عيد ميلاد ميثرا وهذا أحد الأدلة على كون اليارسانية إمتداد للديانة الميثرائية. كما أنّ الكاكائيين لا يحجون مكة، بل يحجون ضريح مجدد الديانة اليارسانية (سان سهاك) وأنهم لا يدفعون الزكاة. بدلاً من إطلاق لُحاهم كما يعمل المسلمون، يطلق اليارسانيون شواربهم. كما أنهم يؤمنون بِتناسخ الأرواح الذي ينسف وجود الجنة والنار الموعودتان في الدين الإسلامي. إذاً لا يكذب الكاكائيون المتأسلمون إلا على أنفسهم ويخدعون فقط أنفسهم، وأنّ المسلمين لا ينخدعون بإدّعاءاتهم الكاذبة.
إذا لا يقوم الكاكائيون اليارسانيون بِإثبات هويتهم الدينية ولا يقوموا بِتوحيد وتنظيم أنفسهم وأن لا يناضلوا من أجل تحقيق الحفاظ على وجودهم والتمتع بحقوقهم الدينية، من المتوقع أن يختفي الدين اليارساني في جنوب كوردستان خلال 20 السنة القادمة ويصبح الكاكائيون جميعاً مسلمين (قسم منهم يصبحون شيعة والقسم الآخر سُنّة).
لذلك أعمل جاهداً مع الكاكائيين اليارسانيين الآخرين من أجل الإعتراف الرسمي بالدين اليارساني للكاكائيين من قِبل كل من حكومة جنوب كوردستان والعراق وتوحيد معتنقي هذا الدين للحفاظ على الدين اليارساني وتمتع اليارسانيين بجميع حقوقهم.
الإعتراف الرسمي بالدين اليارساني من قِبل حكومة إقليم جنوب كوردستان والعراق يعني ما يلي:
1. تتم المحافظة على جزءٍ مهم من التراث والتاريخ الكوردي والثقافة واللغة والمعتقدات والطقوس والأعياد الكوردية الأصيلة، حيث أنّ الدين اليارساني هو أحد الأديان الكوردية الأصيلة.
2. الكتاب المقدس اليارساني مكتوب باللغة الكوردية وكذلك الأدعية والمراسيم والطقوس الدينية اليارسانية تُجرى باللغة الكوردية. هذا يعني بأنّ القومية الكوردية والدين اليارساني هما وحدة لا تنفصم والتمسك بالدين اليارساني هو التمسك بالقومية والثقافة واللغة الكوردية والهوية الكوردستانية.
3. آلاف الوقائع التي تحدث في مختلف أنحاء العالم، تُثبت صحة حدوث تناسخ الأرواح، حيث أنّ هناك آلاف الأشخاص يتذكرون حياتهم السابقة. هناك الكثير من البرامج التلفزيونية في مختلف دول العالم، يتحدث الأطفال بكل دقة عن حياتهم السابقة وهناك آلاف الكتب بمختلف اللغات عن تناسخ الأرواح. هكذا يجب التمسك بهذا الدين الذي تُثبت الوقائع صحته.
4. يتمكن اليارسانيون بعد الإعتراف بِدينهم، أن يؤسسوا مرجعية دينية لهم، تقوم بإدارة الشؤوون الدينية لهم.
5. يحصل الكاكائيون على (كوتا) للحصول على مقاعد في برلمان كوردستان والعراق و يكون لهم ممثلين في مجالس المحافظات والأقضية التي يتواجد فيها الكاكائيون. ممثلو الكاكائيين في هذه المؤسسات سيدافعون عن حقوق اليارسانيين.
6. لا يدرس أطفال الكاكائيين التربية الإسلامية في المدارس، بل سيدرسون دينهم اليارساني أو (عِلم الأديان) وهنا نطالب بِتغيير المادة الدراسية (التربية الإسلامية) الى (عِلم الأديان) في المناهج الدراسية في إقليم جنوب كوردستان والعراق. هكذا يجب دراسة الدين اليزداني الى جانب الأديان الأخرى في المدارس والجامعات الكوردستانية والعراقية مستقبلاً.
7. يتمتع الكاكائيون بِعُطل رسمية خلال أعيادهم. كما أنّ جميع وسائل الإعلام تتحدث عن الأعياد والمناسبات الدينية اليارسانية
8. تُقدّم كل من حكومة كوردستان والعراق مساعدات معنوية ومادية للكاكائيين لبناء جمخانات لهم في مختلف قراهم ومدنهم وللِإحتفالات والمناسبات الدينية ولِتنظيم المؤتمرات والمحاضرات والدراسات عن الدين اليارساني واليارسانيين.
9. يستلم اليارسانيون مساعدات من منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية وإستثمارها في مختلف المجالات التي تخص الدين اليارساني واليارسانيين.
10. إجراء دراسات وأبحاث عن الدين اليارساني واليارسانيين في مراكز البحوث والجامعات الكوردستانية والعراقية والمشاركة في المؤتمرات والإجتماعات العالمية والإقليمية والمحلية التي تدور حول الأديان وبناء علاقات مع ممثلي الأديان المختلفة في العالم والتعاون معها.
أحب في الختام أن أذكر بأنني أستاذ جامعي وكاتب معروف، لا ينقصني مالٌ ولا منصب ولا شهرة، بل أنّ نضالي في صفوف اليارسانيين هو لِخدمة شعب كوردستان ولِخدمة التراث والتاريخ الكوردي واللغة والثقافة الكوردية وخدمة الدين اليارساني العريق واليارسانيين.
.نشر المقال سنة 2018 ولاهميته نعيد نشره