السبت, نوفمبر 30, 2024
Homeمقالاتالكادر الحزبي ما له وما عليه : لؤي فرنسيس 

الكادر الحزبي ما له وما عليه : لؤي فرنسيس 

في هذا المقال لانخص حزب معين او جهة سياسية معينة لكننا جميعا نسمع بمصطلح الكادر الحزبي ومن الضروري ان نتعلم معا بمقالنا المتواضع معنى الكادر الحزبي وما يتوجب على الكادر الحزبي من التزامات تجاه قضيته التي فضلها ربما على سعادته وسعادة عائلته احيانا كثيرة، فالكادر الحزبي هو الشخص المؤمن ايمانا راسخا بعقيدته ومبدأه وخاض نضالا من اجل مايؤمن به ووصل من خلال ذلك الى هذه الصفة التي تسمى (“كادر” كدرجة متقدمة في الحزب) الذي ينتمي اليه وقد ربط مصيره الشخصي ومصير اسرته بمصير الحزب، لذلك على الحزب ان يهتم بكوادره ويوفر لهم مستلزماتهم ومتطلباتهم مهما كانت ظروفه  صعبة وقاسية ، فتوفير الظروف المادية للكادر تبقى من الامور الاساسية ليتمكن الكادر الحزبي من الاستمرار بعمله متفرغا دون ان يكون له وظيفة او عمل اخر ولكي يشعر الكادر بأن الحزب الذي وهبه حياته يقدر هذه التضحية ويكافئها بتضحيات مقابله دون ان يعني ذلك أن هذا ثمنا للنضال!!!! كما يحتاج الكادر الحزبي الى رعاية معنوية خاصة رغم انه مطالب بأقصى درجات الانضباط والأخلاق والشجاعة “ولانه انسان” والانسان معرض للخطا ولهذا لا يجوز للحزب ان (ينتقم) من كوادره بسبب الاخطاء البسيطة او الهفوات وعليه ان ينبههم وان يحاسبهم بشدة ولكن بحدود تضمن للكادر الحزبي كرامته وتبقي معنوياته عاليه وتشعره بأن الحزب يحاسب ولكنه لا يشهر أو يغدر بمناضليه الذين أفنوا زهرة شبابهم من أجله.

 فمن متطلبات الكادر الحزبي يجب ان تتوفر فيه صفة الاحتراف للعمل الحزبي والاخلاص للحزب ولمبادئه والصلة الوثيقة مع الجماهير والقدرة على اتخاذ القرارات الصائبة في المواقف المفاجئة وبصوره منفرده والقدرة على المبادرة والضبط الحزبي الصارم الواعي وبحكم صلة الكادر الحزبي بالجماهير عليه ان يعرف كيف يستطلع اراء الجماهير واحاسيسها ومن ثم العكوف على دراستها وتلخيصها واستخلاص العبر وتعميم ذلك على الحزب وعلى الجماهير لتكون دليل للعمل،  وان يكون له ثقافة سياسية بالاطلاع على جميع الاخبار والاحداث التي تمر بها منطقته ان كان على النطاق العام في الدولة والدول المجاورة والعالم او على النطاق المحلي في المدينة او المحافظة التي يسكنها كما على الكادر الحزبي ان يثقف نفسه بالامور العامة من خلال الاطلاع على الكتب او على تجارب الاخرين شعوبا او مجتمعات وعليه ان يتمتع بثقافة قانونية فيما يخص المواثيق والمعاهدات الدولية باشكالها، والدساتير المحلية والدولية والمفاهيم الديمقراطية، كما القوانين التي تخص المكان الذي يعيش فيه ان كانت قوانين اجتماعية كالشرع او قوانين رسمية صادرة من السلطة التي تحكمه وعليه ان يدرس بجدية النظام الداخلي لحزبه ويفقه منهاجه الذي دخل الحزب من اجل تطبيقه وجعله الثقافة السائدة في مجتمعه ، وعلى الكادر الحزبي ان يلم بالتاريخ اولا تاريخ حزبه والمناسبات التي عليه ان يحترمها وثم تاريخ بلده وشيئا من التاريخ العام.

“تنويه” عندما نقول كلمة نضال لانقصد بها النضال المسلح في الثورات التقليدية فحسب بل كل انواع النضال المتمثلة بالامور الاجتماعية والثقافية والنضال السياسي السلمي والتمييز باشكاله وتحقيق العدالة في المجتمعات وحتى في حقوق الحيوانات.

يختلف عمل الكادر الحزبي حسب مراحل نضال الحزب ففي المراحل النضال السري يكون عمل الكادر الحزبي باسلوب يتوافق مع مجريات الامور من السرية والكتمان والكسب الجماهيري والتنظيم ونشر ثقافة الحزب وادبياته باسلوب يتدارس بين القيادة والكوادر فرديا او كمجموعات صغيرة ، اما في النضال العلني والذي يعتبر في بلدان العالم الثالث اصعب بكثير من النضال السري لوجود تراكمات مجتمعية يشوبها الجهل كما التعدديات الحزبية والتركيبات العشائرية والمفارقات السياسية هذا بالاضافة الى حالات الفقر والبطالة وتردي المنظومات الخدمية يكون العمل بصعوبة ويكون اصعب اذا كان للحزب دور في ادارة المدينة او الدولة ويكون له سلطة وهنا بيت القصيد ففي هذه الحالة على الكادر الحزبي الذي يكون قد استلم منصبا اداريا او امنيا ضمن منظومة السلطة التي تحكم منطقته ، فيجب ان يكون بدرجة عالية من الالمام بالامور التي تحدث حوله وله فطنة او معرفة مستقبلية بما سيحدث كما ان يكون ملما بعادات وتقاليد وتركيبة المجتمع الذي يعيشه او يمارس الادارة فيه ويكون حازما ومتواضعا ومتفاهما ومنفتحا متقبلا للنقد الايجابي وتبادل الاراء والتجارب والاستعداد التام للعمل الجماعي وعليه ان لا يضع الحواجز التعجيزية بينه وبين عناصر الحزب المتقدمة أو أمام توسيع قاعدة الحزب حتى لايفقد الحزب قاعدته الجماهيرية كما عليه ان يعمل على توسيع قاعدة الحزب بالترقي والصعود في سلم المسؤوليات الحزبية وأن يتجنب المحاباة بهذا الامر ايا كانت نوعها، لان الكادر المخلص للحزب هو ذلك الكادر الذي يعمل بكل اخلاص على توسيع قاعدة الحزب بعناصر كفوءة متميزة لها صفات نقية نظيفة مستقيمة وعادلة كما صفات مناضليه الذين بذلوا جهودا كبيرة وضحوا بالغالي والنفيس لتحقيق مايصبون اليه من مباديء واهداف.

في الختام هناك قضية اساسية في البناء الحزبي تتمثل ببناء الكادر الحزبي… حيث ان الحزب يسعى الى تطوير امكانيات وقدرات اعضائه في مختلف الجوانب السياسية والفكرية والجماهيرية والنضالية… من خلال دراسة دقيقة لمواهب وكفاءة العضو وبالتالي القدرات الاولية المتوفرة عنده والتوجهات التي يمكن تطويرها ليكون كادراً سياسياً او تنظيمياً او مناضلاً ميدانياً او تطوير قدراته في الميادين التي يعمل فيها سواء في الحركة العمالية او النسائية او الطلابية او المهنية على ضوء واقعه الاجتماعي ..

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular