فقد اعلنت وزارة الداخلية العراقية عن اعتقال آمر الفوج السادس في قيادة شرطة محافظة صلاح الدين العقيد طه شهاب الأسودي في القضية المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي وملابساتها الاعتداء على شرف مواطنة.

وأكد مدير دائرة علاقات واعلام الوزارة اللواء سعد معن في بيان صحافي تابعته “إيلاف” أن “العقيد أودع التوقيف وسحبت يده من وظيفته قبل ايام بناءً على الشكوى المقامة ضده في مكتب مكافحة إجرام سامراء (شمال غرب بغداد) من قبل المواطنة التي ادعت بقيامه بالاعتداء على شرفها”.

وأشار الى ان “القاضي أمر بتوقيف الضابط وفق المادة 393 ثانياً من قانون العقوبات وهو وما زال معتقلا”. وأكد أن “الإجراءات القانونية مستمرة معه”.. منوها بـ”تشكيل مجلس تحقيقي أيضاً بحقه وصدور قرار إحالة بحقه على محكمة قوى الأمن الداخلي”.

نفى اللواء معن وجود تحركات لإطلاق سراح “المتهم”.. مؤكداً أن “الضابط يخضع إلى إجراءات قانونية وأصولية”. وقد أثار الحادث استياء شعبيا واسعا، وأبدى نشطاء ومتابعون على شبكات التواصل الاجتماعي غضبهم من الواقعة، متساءلين عن كيفية قيام ضابط في الشرطة يفترض أن تكون وظيفته حماية المواطنين بارتكاب تلك “الجريمة”.. مطالبين الجهات الأمنية بإعلان نتائج التحقيق مع الضابط والأحكام الصادرة بحقه الى الرأي العام.

“إيلاف” تكشف عن حيثيات القضية وملابساتها
من جهته، ابلغ مصدر في مدينة سامراء “إيلاف” في اتصال هاتفي اليوم ان العقيد طه الاسودي لم يغتصب الفتاة كما هو مشاع، لكنه ارتكب جرمًا كبيرا حين ساوم الفتاة على ممارسة الجنس معها بالابتزاز، مستغلا وظيفته الامنية الرسمية الرفيعة.

واشار الى ان الحادث بدأ عندما أبلغ عناصر الفوج السادس عبر النداء بأن هناك شخصًا يتجول على دراجة نارية وبصحبته فتاة وكان الوقت ليلاً فوجّه العقيد السوادي باعتقالهما، وحين احضرا الى مقر الفوج السادس، تبين أن الفتاة تسكن سامراء، لكنها في الأصل من مدينة أخرى، ومن عشيرة لا تنتمي إلى أي من عشائر سامراء، وهنا قام العقيد بالإتفاق معها على ممارسة الجنس مقابل إغلاق القضية، واتفقا على زمان ومكان معينين للقائهما.

وأوضح المصدر أنه بعدما مارس الضابط الجنس معها برضاها اقدم اهلها على إقامة دعوى قضائية ضد العقيد والطلب بإجراء الفحص للفتاة والذي أثبت الواقعة، فطلبوا منه مبلغ 80 مليون دينار عراقي (حوالى 75 الف دولار) مقابل التنازل عن الدعوى منوهًا بأن هذه العائلة معروفة بسمعتها السيئة على حد وصفه.

وتساءل المصدر عما اذا كان هذا يعفي العقيد من المسؤولية؟. فأجاب بالقول كلا .. لانه لم يحترم أعراف المدينة الإجتماعية والاخلاقية، ولم يحترم مركزه الوظيفي، منوها بأن هذه الحادثة تعد سابقة خطيرة، فهي المرة الأولى التي تشهد فيها سامراء اإستغلال المنصب الوظيفي لأغراض جنسية.

يشار الى ان ضابط امن برتبة رائد يدعى علاء العبيدي كان قد قام في منتصف يونيو من العام الماضي باختطاف فتاة واغتصابها في محافظة كركوك الشمالية بعد الاعتداء على خطيبها بالضرب، ما اثار موجة من الغضب إزاء الحادث، خاصة انه جاء بعد أسابيع من تداول مقطع فيديو يظهر جنودًا عراقيين يتحرشون بطفل ويقتادون والدته لاغتصابها.

فقد أرغم الضابط الفتاة (21 عاما) على الصعود معه في سيارة تحمل لوحات حكومية بحجة أنه من شرطة الآداب بعدما قام هو ومعاونوه بضرب خطيبها وتركه مرميًا على الأرض، وقام باغتصابها، حيث قامت قوات الأمن أثرها بإلقاء القبض عليه بعدما قدمت الفتاة شكوى ضده.

وقد عبّرت لجنة المرأة والأسرة في البرلمان العراقي عن غضبها إزاء الحادثة وطالبت السلطات المختصة “باتخاذ حلول سريعة بعد تنامي ظاهرة اغتصاب النساء والأطفال”.

وقالت رئيس اللجنة هيفاء الأمين في مؤتمر صحافي إن “انتشار ظاهرة الاغتصاب التي تتعرض لها النساء والأطفال سيكون مردودها خطيرًا على المجتمع من خلال تأثيرها المباشر على وحدته وسلامته”.

وشددت على ضرورة قيام السلطة التنفيذية باتخاذ الإجراءات العاجلة لمنع هذه الظاهرة واتخاذ الحلول الناجعة الآنية والإستراتيجية بعيدة المدى وتضمينها عقوبات رادعة”.