..
كما هو معروف ، فأن لكل ثورة شعبية تحدث او حركة معينة او انتفاضة او غيرها من المسميات الاخرى ، تحدث بفعل نوعين من الاسباب التي تؤدي الى حدوثها ، وهذه الاسباب تتنوع ما بين غير المباشرة والرئيسية المباشرة ..
الاسباب غير المباشرة هي التي تتجمع وتتراكم بفعل مدة طويلة من الزمن الى ان تؤدي في نهاية الامر الى هيجان الثورة ، اما الاسباب المباشرة فهي اسباب رئيسية تحدث قبل مدة قصيرة جداً من قيام الثورة ، لانها في الاصل هي التي انطلقت منها شرارة الثورة ..
..
وفي ثورتنا العراقية الحالية ( ثورة تشرين ) توجد لدينا ثلاثة اسباب رئيسية مباشرة التي ادت الى قيامها في 2019/10/01 ، وجميع هذه الاسباب التي سأذكرها ادناه هي حدث في الشهر التاسع من عام 2019 ، يعني حدثت قبل شهر فقط من انطلاقة الثورة.
والاسباب هي:
( ازالة بيوت التجاوز ) //
السبب الاول هو متمثل في الحملات التي قامت في مناطق متفرقة ومحافظات في العراق ، حيث هدفت تلك الحملات الى ازالة وتهديم بيوت التجاوز ، وهي طبعاً في الاصل اغلبها لاناس فقراء ومساكين يسكنون فيها ولا يجدون لانفسهم مأوى يقيهم ويحميهم ليسكنون فيه ويعيشون ..
والحكومة الفاسدة عندما قامت بهذه حملاتها المتمثلة بازالة بيوت التجاوز من الفقراء لم ، لم تقم بأمرين مهمين قبل الشروع بالتنفيذ ، والامرين المهمين هما
• اولاً : يجب اعلام جميع الناس بذلك ، يعني اعطائهم سابق انذار وليس حدوث الامر بشكل مفاجئ.
• ثانياً : تعويض الناس عن بيوتهم التي تم هدمها ببيوت اخرى تحميهم وتسترهم ليعيشون بها ، ولا يجب ابداً تركهم مشردين في العراء في وطنهم الغني بالخيرات.
..
( تحويل عبد الوهاب الساعدي الى الامرة ) //
السبب الثاني من الاسباب المباشرة لقيام الثورة هو الحركة الشريرة التي قامت بها ايادي الفاسدين في الدولة ، عندما قاموا بتحويل الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي الى امرة وزارة الدفاع ، وكما معروف بأن الامرة هي اشبه بـ “مقبرة الضباط” ، حيث بها يتم تجميد صلاحيات الضابط وتقييده ، فبعد ان سطر القائد عبد الوهاب مع قواته الابطال في جهاز مكافحة الارهاب اروع البطولات في مكافحة تنظيم داعـــش الارهابي والقضاء عليه ، جاء بعدها هذا القرار المفاجئ باستبعاد هذا القائد البطل عن منصبه ومهامه من دون اي مبرر لذلك ، او سبب مقنع يقولونه للقائد او للناس ..
ولكن المبرر هو نواياهم الشريرة الفاسدة التي تقتضي باستبعاد كل القادة الشرفاء النزهاء ، وترك الامور الذيول والتبعية وضباط الدمج من الاحزاب الفاسدة ، وهذا الامر ليس هو الاول ، فقبلها تمت وفاة القائد فاضل برواري في ظروف غامضة ، وكل اصابع الاتهام تشير الى انه من يوجد دبر له عملية القتل هذه عن قصد ، وقبل ذلك تم استبعاد قائد عسكري آخر وهو القائد عبد الغني الاسدي من مهامه ايضاً ، يعني باختصار الكلام كل هذا حدث ليس من قبيل الصدفة او من لا شيء.
..
( فض اعتصام حملة الشهادات العليا ) //
السبب الثالث الرئيسي المباشر لقيام ثورة تشرين ، والذي يعتبر هذا السبب هو بمثابة النار الذي اشعل فتيل الثورة ، هو قيام القوات الامنية القمعية التابعة للحكومة الفاسدة المجرمة بفض اعتصام حملة الشهادات العليا الذين كانوا معتصمين سلمياً منذ اشهر في مكانهم وجالسين للمطالبة بحقوقهم المسلوبة عبر الزمن ، ومن دون اي اذان صاغية تستمع لهم ، وتستجيب لمطالبهم المشروعة ، فما كان رد المجرمين والفاسدين الا ان يقوموا بالهجوم على اصحاب حملة الشهادات العليا والقيام بفض اعتصامهم وتفريقهم بخراطيم المياه ..
وهؤلاء هم الطبقة المثقفة الراقية فهي المجتمع الذين وصلوا الى اعلى مرتبة من نيل العلم والدراسة ، وكلهم اصحاب شهادات عليا اجتهدوا في الوصول الى ما وصلوا إليه ، ففيهم البكلوريوس والماجستير والدكتوراة والبروف ، واعتصامهم فيه الرجال وفيه النساء ، ولكن الاجهزة القمعية لم تهمها الاثنين ، حيث اقدمت على فعلتها بضرب النساء والرجال ، ورشهم بالماء وتفليش خيمهم.
..
باختصار هذه الاسباب الثلاثة المباشرة الرئيسية مجتمعة مع الاسباب الاخرى غير المباشرة المتراكمة عبر الزمن ، هي جميعها ادت الى قيام #ثورة_تشرين ، يعني الثورة لم تقوم على لا من شيء ، بل توجد دوافع كثيرة لذلك.