المليشيات التابعة الى ايران اختارت اسلوب المجابهة والصدام مع السيد الكاظمي . على اثر اعتقال خلية اطلاق الصواريخ الكاتوشيا على المنطقة الخضراء , في استهداف السفارة الامريكية , وكذلك ضرب القواعد العسكرية الامريكية بصواريخ كاتيوشا . لقد وصلت العلاقة الى حالة التأزم والمجابهة والتهديد بعد عملية اعتقال 14 عنصراً تابعاً الى المليشيات الايرانية , والقيام بعملية الاستهتار والاستخفاف في برز العضلات القوة العسكرية , في استعراضها العسكري في بغداد واحتلال المنطقة الخضراء . في سبيل جر القوات الامنية الى المجابهة والصدام المسلح , مما يؤدي الى سقوط قتلى وسفك دماء , حتى تكون ذريعة الى دفع العراق الى الانفلات الامني وتهديد السلم الاهلي , وتعميق جراح العراق النازفة , وحرق الاحضر واليابس . في المجابهة العسكرية . لكن هذا المخطط فشل في تحقيق هدفه المرسوم .
ان المليشيات التابعة الى ايران شددت في عملياتها في الانتقام العسكري ضد المصالح الامريكية وقواعدها العسكرية , بعد عملية اغتيال ( سليماني ) وبرزت كولي الدم في الانتقام والثأر . في استغلال ضعف الدولة وهشاشتها وهزالتها . وجعلت من نفسها فوق الدولة والقانون . وتتصرف كأنها الحاكم الفعلي في العراق . وهي استهترت بالدولة ومزقت هيبتها الى الحضيض , وباعت السيادة الوطنية مجانا الى دولة نظام ولاية الفقيه . واصبح العراق سوق محلية لتصريف البضائع والمنتوجات الايرانية بالدفع بالعملة الصعبة , لتصب في شرايين الاقتصاد الايراني المتهالك الى هاوية الافلاس . وكما اصبحت خيرات واموال العراق من حصة ايران , كأنها غنائم حرب . لقد اصبح الوضع العراقي خطير جداً يهدد بعواقب وخيمة , في التأزم في الصراع والمجابهة ودفعه الى الانفلات الامني وتهديد السلم الاهلي , لكي يبقى العراق ضعيفاً في جيب ايران . هذا المخطط الايراني في وضع العراق تحت وصايتها بواسطة المليشيات التابعة لها . لكي تظل هي المتحكمة في الوضع والنفوذ السياسي والاداري . وان يكون العراق تابعاً الى ولاية الفقيه . لذلك صعدت من لغة التأزم والتصادم والتهديد . حتى بعد اطلاق سراح خلية اطلاق الصواريخ الكاتيوشا من السجن . وستظل الامور مفتوحة على كل الاحتمالات بين الجانبين الحكومة والسيد الكاظمي من جهة , والمليشيات التابعة الى ايران من جهة اخرى . ولا ينتهي هذا الصراع إلا بكسر عظم احد الطرفين المتصارعين . وان الايام القادمة حافلة بالمفاجأة , طالما المليشيات الموالية الى ايران اختارت لغة التهديد والمجابهة والصدام والتأزم مع السيد الكاظمي . ان هذا المخطط الايراني المرسوم هو ضرب عصفورين بحجر واحد , افشال مهمة السيد الكاظمي في ادارة الدولة والحكومة وسحب البساط منه , اما في اسقاطه او تطويعه الى جانبها مثل ماكانت تفعل في اسلافه السابقين , الذين كانوا يسعون الى خدمة هذه المليشيات , من اجل ضمان بقائهم في هرم السلطة . والهدف الاخر هو جعل الساحة العراقية ساحة صراع مع امريكا في تصفية الحسابات بالضغط عليها في الساحة العراقية , حتى تضطر امريكا ان تخفيف من حدة الخناق والحصار على ايران .
ان هذه المليشيات تفعل اي شيء من اجل بقى العراق تحت الوصاية الايرانية وان تبقى ايران يدها طويلة في العراق لتعبث به , حتى في استخدام العنف الدموي وسفك الدماء . كما اجرمت في بطشها الدموي في قتل مئات المتظاهرين السلميين بابشع الوسائل الوحشية .. لذا فأن هذا الصراع والتصادم لا يمكن ان يستمر حتى خسران احد الطرفين الرهان بكسر عظم احدهما , أما الكاظمي , او المليشيات التابعة الى ايران , ولا يوجد حل ثالث بينهما .